الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا وقفنا مع الرئيس الأسد ضد “الثورة.. الديمقراطية”…؟
نشر في حريات يوم 17 - 11 - 2011


بقلم الكاتب السوري المغترب: نارام سرجون
(الصحافة السودانية المطبوعة -معظمها حكومي- تخندقت مع سيدها ضد سوريا، بعض الصحفيين والصحفيات تخندقوا بسطحية مع شعارات الديمقراطية وبثورات الربيع العربي دون تمييز، فماذا يقول المناضل السوري المغترب المعارض في الوضع السوري الحالي؟ أثناء تتبعي للأزمة السورية اصطدمت بهذا القلم الكبير..فقررت تقديمه للقراء السودانيين، وأنا أوافق الكاتب صاحب المقالة في كل كلمة كتبها، فما يدور في سوريا هي مؤامرة تديرها دول الخليج وتركيا والدول الغربية، وطبعا إسرائيل، ومادة التغيير وسلاحه هم السلفيون وعلى الخصوص تنظيم القاعدة والسروريين معا..فليتأمل القراء هذه المقال جيدا، يفهم بعدها أن القاعدة وفلول السروريون التكفيريين تحركهم دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية)…وإليكم مقالته كاملة:
كثيراً ما يطالعنا المعارضون والثورجيون هذه الأيام بأطروحات وشعارات طنانة.. ويطرحون أسئلة محرجة لا تقبل منطقياً إلا الإجابة بنعم أو لا.. وإذا أجبت بالإجابة الخاطئة نالك من الاستهجان والتقريع والاستخفاف والاحتقار الشيء الكثير ..أسئلة حق يراد بها باطل.. ولا يسمح لك في إجابتك إلا أن تكون ببغاء.. غبياً
من هذه الأسئلة التي يتنطح المعارضون الثورجيون لطرحها بتحد عليك والويل لك إن أجبت بما يخالف الناموس والبديهيات:
هل تكره الديمقراطية؟
هل تقبل أن يحكمك رئيس وحزب مدى الحياة؟
هل تقبل بقتل الناس على يد الأمن في الطرقات؟
هل تقبل أن ينهب الفاسدون بلدك وثروتك؟
ألا يستحق هذا الشعب الاحترام عبر صندوق انتخاب؟ ..الخ.. وهناك سيل بلا نهاية من الأسئلة المشتقة من عبير الحرية والديمقراطية..
وبالطبع فإننا لا نكره الديمقراطية ونريد أحزاباً وتيارات ونريد حياة برلمانية ولا نريد فاسدين..الخ ولكن هل هذا كل شيء؟
من أسهل الأمور في الحياة أن ترفع شعارا جذابا وتباهي به في السمو والارتقاء ..ولكن من أصعب الأمور في الحياة أن تقبل هذا الشعار فقط لأنه يعجب الآخرين وأنت تعلم أن فيه هلاكك ..ومعاناتك ..وانكسارك ..كانسان وكوطن..كمن يدعوك لانتشال كنز نفيس مقدس من قاع نهر مليء بالتماسيح ..
هل سأمتلك الشجاعة كي أقول ما أريد في هذا المقال وأن أضع الديمقراطية وكل هذه الأسئلة في قفص الاتهام وأحاكمها؟ .. بالرغم من أن الديمقراطية في هذا الزمن لها قداسة ومهابة الآلهة، حتى أن إهانة الديمقراطية صارت بمنزلة الهرطقة في القرون الوسطى وما تستدعيه هذه التهمة من عقوبة الحرق .. وصار إنكار الديمقراطية يعد بمثابة إنكار الهولوكوست في أوروبا “الديمقراطية" وما تستدعيه من عقوبة السجن والإلغاء..وصارت الديمقراطية وصندوق الانتخاب شبيها بالكعبة ونطوف حوله سبع مرات ..
بالرغم من كل ذلك فإنني سأقول كلمتي وليكن ما يكون لأن هذه الاتهامات المستهجنة لعدائي للديمقراطية تذكرني بحكاية الإمبراطور العاري الذي سار عاريا متوهما أنه يرتدي ثيابا فاخرة لا يراها إلا الأذكياء وتغيب عن أبصار الأغبياء ..فكان حيث يسير يتلقى المديح والثناء والإعجاب بثيابه إلى أن صرخ طفل بريء بالحقيقة وقال: ولكن الإمبراطور عار تماما...
وأنا سأكون ذلك الطفل الذي يسير حافيا على الورق وسأردد ما أراه صوابا بنظري .. وٍسأشير إلى العاري بإصبعي ولو كان مليكة اسمها الديمقراطية .. سأقول ان الديمقراطية ليست نهاية الدنيا وغاية الحياة .. بل إنها الكلمة التي لم يستطع الناس ترجمتها لمثاليتها ..وأنها دمية ككل الدمى ..
بدأت علاقتي مع الديمقراطية منذ زمن طويل ..بدأت معها معجبا ..وتحول إعجابي بها إلى هيام حتى صرت أهذي بها ويلاحقني شعور بالعار من غيابها في طرقات الشرق ..إلى أن ذهبت إليها في الغرب وعانقتها وقبلتها وقبلت يديها والتقطت كل تصاويري وذكرياتي معها في كل عواصم الغرب وامتلأت حقائب سفري بالكتب والنشرات عنها وعن حقوق الإنسان ..إلى أن وقعت حادثة صادمة هزتني وجعلتني أقف حائرا منهارا أمام حبيبتي “الديمقراطية" التي قدستها يوم كانت ضائعة .. وبدأت رحلة الفراق عندما تصارحنا وعرفت أنها كانت .. تخونني .. كانت هذه الحادثة الفظيعة هي أحداث سبتمبر عام 2001
أحداث سبتمبر كشفت لي أن الديمقراطية شيء نسبي جدا وأنها نتاج مجتمعات الرفاهية التي تتخلى عنها في أزماتها .. فالديمقراطية إذا هي الأخرى دمية من الدمى ...
ولم أكن أتوقع أن أم الديمقراطيات في العالم تغير قوانينها بجرة قلم لمصادرة حريات أفرادها بحجة الأمن الوطني .. ولكن أمريكا فعلتها وتجسست على مواطنيها وقمعتهم ..ولم يكن أمريكي واحد يجرؤ على انتقاد إجراءات الدولة وإلا اتهم بخيانة الوطن وتسهيل عمل الإرهابيين ..
لم أكن أعتقد أن دولة حقوق الإنسان والحيوان والحريات تخترع شيئا اسمه غوانتانامو لتعذب أناسا آخرين لأنهم أعداء لا يملكون حتى صفة الإنسان العدو ..
لم أكن اعتقد أن رجال قانون الدولة الحرة الأولى في العالم يعقدون مؤتمرات في كل الدنيا ليعيدوا “بالقانون" تبرير التعذيب بحجة حماية الناس من عمل إرهابي ..لا يكتشف إلا بإخضاع المعتقلين للتعذيب المبرح ..
لم أكن أعتقد أن دولة الحرية العظمى تعتقل مواطنيها لأنهم ينتمون عرقيا لبلد آخر معاد لها ولكني اكتشفت أن القيادة الأمريكية اعتقلت آلافا من المواطنين الأمريكيين من أصول يابانية ووضعتهم في معسكرات اعتقال خوفا من تعاطفهم مع اليابان بعد الهجوم على بيرل هاربر ..تماما كما فعلت ديكتاتورية صدام حسين مع العراقيين من أصول فارسية عندما ألقى بهم على الحدود ..
ولم أكن أعتقد أن أعرق الديمقراطيات وأعتقها في أوروبا تجرؤ على اعتقال أي شخص اعتقالا إداريا وتزج به في السجن ثلاث سنوات حماية للأمن الوطني إلى أن دهشت عندما سمعت بمعتقل “بيل مارش" البريطاني الذي اعتقل فيه أفراد مسلمون دون أية جنحة أو محاكمة .. فقط لأن وزير الداخلية البريطاني في عهد توني بلير (ديفيد بلانكيت) وجد فيهم خطرا ممكنا على الأمن الوطني..يجوز لبريطانيا أن تخشى على أمنها الوطني ولا يجوز لنا ذلك لم أكن أعتقد أن زعيما غربيا يخرج ملايين الناس ضده في الطرقات ومع هذا يأخذ أمته إلى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ..فعل ذلك توني بلير كأي ديكتاتور أرعن يأخذ شعبه إلى حروبه ....ولم توقفه كل تلك الأمواج البشرية ..
لم أكن أعتقد أن سياسيا غربيا ينجو من العقاب عندما يكذب على شعبه ويورطه في حروب إجرامية قذرة إلى أن وجدت بأم عيني أن جورج بوش وتوني بلير لم يمسسهما سوء رغم وضوح كذبهما حتى على الصم والبكم ..بل منح بلير جائزة ووظيفة اللجنة الرباعية الدولية ومنصبا أوروبيا..بعد مسرحيات هزلية بمساءلته ..
عندما كنا في المدرسة كانت كتبنا المدرسية تتحدث عن ديكتاتورية الإعلام في الغرب ولم أفهمها حتى أتيت إلى الغرب ..في الغرب الديمقراطي هناك حدود لما يمكن أن تعرف لأن هناك حدودا لما يمكن أن يقال ..وان للغرب قنوات إعلامية مشابهة في عملها ل “الجزيرة" و"العربية" و..الخ .. لا تقول إلا ما تؤمر بما تقول ..والحقائق تمليها شركات وأموال ولوبيات ..ما تراه اليوم في تجربة “الجزيرة" هو الخبز اليومي للأوروبيين الذين يصاغ دماغهم وضميرهم ووجدانهم وطعامهم وعلاقاتهم ومزاجهم كما تفعل الجزيرة هذه الأيام بالشعوب العربية وتضحك عليها وتأخذها من ديكتاتورية القوميين إلى ديكتاتورية الإسلاميين ..ومن شعارات التحرير والوحدة إلى شعارات السلام والانفصال والكيانات المستقلة (في العراق والسودان ومصر) .. ومن الجهاد في فلسطين إلى الجهاد في سورية .. ومن الجهاد ضد اليهود المحتلين إلى الجهاد ضد الشيعة والنصارى..العرب وأبناء الوطن ..
وبالعودة للسؤال الديمقراطي الكبير.. لماذا وقفنا مع الرئيس الأسد ضد الديمقراطية القادمة على أجنحة الثورة؟ المعارضون والثورجية لديهم الاتهام الجاهز أن كل من يؤيد الرئيس الأسد ويؤيد اصطلاحاته هو عميل ومأجور ومخابرات ..وبالطبع يرقى إلى قمة قمم العار وهي مرتبة الشبيح ..وكذلك صار الفرز في المواقف طائفيا فالمؤيدون أقليات فقط أمام الأكثريات الساحقة المظلومة من ظلم الأقليات التي تقف ..مع الثورة ..ولا وجود للوطنيين في قواميس الثوار ..فالشعب إما ثائر أو شبيح..
على كل حال سأجيب رغم كل هذه الأسلاك الشائكة من الاتهامات وكل هذا الحصار بالعمالة والتخوين الذي لا ينفع فيه إلا الخروج عبر أنفاق الإصرار التي تشبه أنفاق غزة ..نحو الحقيقة.
إننا لا نقف مع الرئيس الأسد لأنه الرئيس الأسد بل نقف مع وطننا قبل رئيسنا .. وعندما يقف الرئيس مع الوطن سنقف معه ..وإننا نقف مع الرئيس الأسد ضد “الديمقراطية" لأن المعارضة السورية لم تمارس الديمقراطية إلا بالسلاح ولم تقل دموية عن أية ديكتاتورية .. ولم تكن صادقة وشفافة .. ولم تعتذر عن أخطائها وإساءاتها ..ولم تقدم بدائل مقبولة .. بل إن البدائل المطروحة لا تناسب بناء دولة عصرية منسجمة مع نفسها ومكوناتها ..قلب المعارضة السورية هو معارضة إسلامية راديكالية من دون براقع ولا تزويق ولا مجاملات وكل الأقنعة الأخرى هي ديكورات إعلامية .. وكل “كمشة" المعارضين المدنيين (الحبابين ذوي الياقات البيضاء) هم عارضات أزياء للثورة خلال فترة عرض المنتجات الثورية لإقناع الزبائن والشركات الغربية أن تستثمر في الثورة المدنية وألا تخاف من إسلامييها ..وكل من يقول إنها ليست إسلامية نطلب منه أن يفسر لنا التصاقها بيوم الجمعة وصلاة الجمعة .. وكثرة اللحى وقلة الحياء والبذاءات في النداءات المختلطة مع طهارة الله أكبر.. ولا يكفي أن يكون ميشيل كيلو يزين جبين الثورة كصليب الراهبة ..لأن ميشيل ليس السيد المسيح ولا أحد الرسل أو الحواريين .. ووجود ميشيل الذي استخدم اسمه في هذا الطوفان الإسلامي لا يشبه إلا إضافة كأس ماء إلى البحر لتقل ملوحته !! ومن يتذوق هذا البحر الديني الأجاج يعرف ماذا أعني ..
وأنا لست ضد الإسلاميين التقليديين لكني سأكون في منتهى الوضوح .. الإسلاميون التقليديون الذين عرفناهم قرونا تنقطع ذريتهم ونسلهم بعملية هندسة وراثية خبيثة وعملية تعقيم .. الإسلاميون الجدد ليسوا إسلاميين بل هم نسخة معدلة وراثيا في معامل الاستخبارات الأمريكية .. ومصيبة المصائب أن الإسلاميين المعدلين وراثيا مصممون لمحاربة مجتمعاتهم ومهووسون بالطوائف .. ومجانين بالشريعة وحكم الشريعة وقطع الألسن والأيدي ..الإسلاميون الجدد مصابون بلوثة عقلية ولديهم قرآن جديد محرّف ..قرآنهم ليس قرآننا ..ووضوؤهم ليس وضوءنا .. وجهادهم ليس جهادنا .. فهو قرآن معدل ومشطوب منه كل ما يزعج إسرائيل وأمريكا .. فيه كل آيات الحلال والحرام والصوم والزكاة والحج والنكاح والإرث والقصاص وفيه (ولقد فضلنا بني إسرائيل على العالمين) ..ولا شيء آخر ..وأتحدى كل الإسلاميين الجدد من رياض الشقفة إلى العرعور إلى أردوغان إلى القرضاوي إلى مصطفى عبد الجليل إلى راشد الغنوشي إلى العبيكان أن يعددوا لي كم مرة جاؤوا فيها على ذكر إسرائيل بالسوء والتحدي .. وكم فتوى بالجهاد ضدها أصدروا ..التحدي مفتوح ولثلاثة عقود قادمة ..
وبالمقابل هل نستطيع أن نحصي كم فتوى واجتهادا أصدره هؤلاء ضد أهل الذمة المسيحيين وضد الشيعة والأقليات ..وهل نستطيع إحصاء الفتاوى التي صدرت عنهم بتحريم نصرة المقاومين أو التزام الصمت وإجتراح السلام درءا للتهلكة؟ وكم فتوى نكاح وزواج وإرضاع كبير وتبرك ببول ..صدرت عن مجاميعنا الإسلامية الجديدة؟ .. هؤلاء الإسلاميون الثورجيون هم مومياءات إسلامية وثوراتهم المذهّبة بالشعارات البراقة لا تشبه إلا قناع توت عنخ آمون الذهبي الجميل الذي يغطي وجه .. مومياء ميتة لا حياة فيها ..
نقف مع الرئيس الأسد لأن الثورجيين ليسوا أتقياء ولا أنقياء .. وكلهم يستأسدون علينا بمال السعودية وقطر وعنتريات تركيا وبدعم أصدقاء إسرائيل جميعا .. ودليلي إن توقف دعم هذا المثلث الشرير للثوار يعني نهايتهم بالسكتة القلبية المفاجئة..
نقف مع الرئيس الأسد لأننا رأينا أن الإسلاميين الجدد “إذا دخلوا قرية أفسدوها" .. فقد دخل الإسلاميون أفغانستان فخربوها .. ودخلوا العراق فخربوه ..ودخلوا ليبيا فخربوها .. ودخلوا القوانين فخربوها .. ودخلوا في الجهاد فخربوه .. ثم دخلوا في الإسلام فخربوه وأهانوه وقتلوه ومثلوا بجثته .. ونفّرونا منه ..
واذا كان مظفر النواب قد صب جام غضبه على الحكام العرب ووصفهم بالقردة والدببة فان من الإنصاف اليوم توجيه قسوته إلى الإسلاميين الجدد الذين رأيناهم كالمجانين في ليبيا وكالجزارين في سوريا والقول لهم:
في عهدكم أيها القردة .. في ظلكم أيها الدببة .. أضعت أضعت أحلامي .. وأضعت القرآن والسلام ..وأمسكت في الظلام.. بالظلام
إن بلدا كسورية لا يحكم بعد اليوم حكما إسلاميا.. ولا نريده أن يحكم إسلاميا سواء نجحت تجربة إيران أو تركيا أم لم تنجح .. ولا يجب الهرولة خلف التجربة التركية وهي لا تزال في بداياتها .. ولا يعرف أحد إلى أين ستفضي بتركيا المنتشية والجذلى بأنها اكتشفت الإسلام الضائع (الذي هو الحل).. ولكن ما بدأ يرشح هو أن التجربة التركية التي بهرتنا ليست مستقلة وأنها مسيّرة وليست مخيّرة .. وأن الإسلام التركي الجديد هو إسلام “مسبق الصنع" .. وأنه المنتج الوحيد في العالم الذي لم يكتب عليه (صنع في الصين) بل “صنع في ايباك" .. وان التجربة الأردوغانية تفتقر للعمل الأخلاقي والقيم العليا .. وأن فيها أسرارا لا تقل عن أسرار سقوط الخلافة وأسرار يهود الدونما ..قد نحتاج مئة عام أخرى لنقرأ عن هذه الأسرار كما نقرأ اليوم أسرار سقوط الخلافة العثمانية ..
منذ الاستقلال ونحن نهرول خلف كل التجارب دون وعي ..هرولنا خلف الشيوعيين .. وهرولنا خلف الشوفينيين .. وهرولنا خلف التقدميين والاشتراكيين ..وها هم إسلاميونا يهرولون خلف التجربة التركية ..ولم نتعلم بعد من كل هرولاتنا وتسرعاتنا .. آن لنا أن نتريث وأن تكون لنا تجربتنا الخاصة ..ونكهتنا الخاصة ..وآن لنا أن نبني سوريا من حجارتها .. وليس بحجارة الآخرين ..وأفكارهم ومشاريعهم ..
نقف مع الرئيس الأسد لأننا بالفطرة نقف مع كل من تريد أمريكا تنحيه .. وقفنا مع عبد الناصر ..ووقفنا مع صدام حسين ..ووقفنا تشي غيفارا ..ووقفنا مع فيدل كاسترو .. ووقفنا مع مصدق الإيراني .. ووقفنا مع هوغو تشافيز ..ووقفنا مع أحمد ياسين .. ووقفنا مع معمر القذافي .. ووقفنا مع ناظم حكمت .. ووقفنا مع عبد الله أوجلان ..ووقفنا مع هوتشه منه ووقفنا مع بومدين ..ووقفنا مع نلسون مانديلا ..
نقف مع الرئيس الأسد لأن كل الزعماء العرب الآخرين أميون ..أميون حقيقيون .. وأميون في السياسة والأخلاق ..وأميون في المقاومة ..وأميون في الكبرياء ..وأميون في الوطنية وجهلاء بالدين ..
أنا وكل السوريين لسنا مع الديكتاتورية ولسنا مع الجمود ولسنا مع التقليل من مكانة وإمكانات الفرد ..ونحن نقف مع الرئيس الأسد لأنه وعد أن يتدارك الأخطاء .. وأن يشركنا معا في بناء سوريا ..وهو وعد الحر .. هو بالنسبة لنا “بطرس الأكبر" ..ونحن بالنسبة له شعب يستحق أن تكون له سوريا .. كل سوريا..سوريا للجميع..
http://www.syrianow.sy/index.php?d=53&id=2569
(الجمعة 2011/11/11 SyriaNow نقلا عن )
شوقي إبراهيم عثمان
(كاتب) و (محلل سياسي)
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.