اهلي جدة الاهلي السعودي الأهلي    أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    التلفزيون الجزائري: الإمارات دولة مصطنعة حولت نفسها الى مصنع للشر والفتنة    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    عقب ظهور نتيجة الشهادة السودانية: والي ولاية الجزيرة يؤكد التزام الحكومة بدعم التعليم    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سياحة فكرية في عناوين كتب سودانية مايهز دواخل إنسان قد لا يحرك ساكن آخر
نشر في الراكوبة يوم 15 - 03 - 2017

اثناء جولة في معارض الكتب في السودان على قلتها طالعت عدد من عناوين الكتب المختلفة. هذا المقال يقوم على إنطباعاتي عن هذه العناوين فقط دون متونها. كما دونت بعض الملاحظات.
لاحظت ان عقدة الكتاب الأول لازالت تفرض نفسها بقوة على الكثير من الكُتَّاب. نلاحظ انهم يتوقفون عند الكتاب الأول وغالبا ما يكون مجموعة قصصية أو ديوان شعر أو رواية.
نجد الكاتب يفعل كل ما وسعه لأصدار كتابه الأول ثم يتوقف عن النشر وأحيانا عن الكتابة نفسها. هذا يحدث بسبب الإحباط الذي يواجهه بعد الآمال العربضة التي يغرق فيها. العائد المعنوي في الغالب ليس بحجم التوقعات .كما ان قليلين فقط يعرفون انه كتب ونشر ومن عرف قد لا يحتفي بالمنجز. أما ماديا فإن الكاتب الذي صرف من حر ماله لينشر كتابه يحبطه قلة العائد المادي هذا إن كان هناك عائد اصلا. هذا فضل عن ان شركات التوزيع في السودان تحصر نفسها في توزيع الصحف والمجلات. مما يعني قيامه بتوزيع كتابه بنفسه. دور نشر والمكتبات تأخذ نسخ قليلة جدا منه وعليه ان ينتظر المقابل بعد البيع.
ايضا لاحظت ان كثير من هذه الكتب لم يتاح له الترويج ليعرف عنها الناس. كثير منها لم يُعْلَن عنه بتدشين أو حفل توقيع وكثير منه لم يتناوله أحد بالكتابة والنقد.والسبب هوعدم وصول مؤلفوها إلى منصات الإنطلاق .نجدهم لا يتابعون الملفات الثقافية في الصحف و لا يهتمون بالإنخراط في نشاطات ثقافية أو يواظبون على حضور الفعاليات في المراكز الثقافية أو العمل على الإنضمام للكيانات الأدبية مثل اتحاد الكتاب السودانيين أو نادي القصة السوداني أو منتدى السرد والنقد وغيرها.
كما لاحظت ان بعض الكتابات يصعب تصنيفها .فقد تكون حكايات أو خواطر بينما يكتب صاحبها على الغلاف قصص قصيرة والبعض يقدم قصة طويلة اقرب للرواية ومعها بعض الحكايات الصغيرة والبعض يسمي كتابه رواية بينما العمل اقرب لمقالات صحفية أو سيرة الذاتية . ايضا يكتب البعض إهداء عاطفي طويل غالبا ما يكون تحت تأثير لحظة إنفعالية مؤثرة .ورغم ان مسألة تجنيس العمل مهمة لتصنيف العمل ووضعه تحت مسمى يَسهل الكتابة عنه و نقده لكنها لا يجب ان توقف انسياب الإبداع. فقد يقدم كاتب ما عملا يصعب تصنيفه لكنه قد يحمل إضافة مهمة.
رغم المثل السوداني الذي يقول(الكتاب يكفيك عنوانه) لكني وجدت ان اختيار العنوان احيانا لا يعبر بصورة جيدة عن العمل داخل الكتاب .عدد من العناوين لا تكشف مكنونات الصفحات بعدها. بعض الأغلفة لم تكن جاذبة وبعضها تقليدي ويمكن تفهُّمْ ذلك في بعض الكتب الأكاديمية لكن في الكتابة الإبداعية فإن الغلاف نفسه يمكن ان يكون نص موازي.العمل الجيد ينتج نصوصا موازية له مثل غلاف الكتاب وعناوينه الفرعية ولوحة الغلاف أومقال في نقده أو فكرة جيدة يستلهما قارئ ما. والغلاف أول ما يقع عليه نظر الشخص لهذا يجب أن يكون جاذب. في النشر الرقمي على مواقع دور النشر والمكتبات على الإنترنت يختلف التصميم حيث تتطلب قوالب معينة وصفحة العنوان تتطلب تصوير عالي الدقة بينما يغطي العنوان نفسه اغلب الغلاف.لكن في النشر الورقي الكتاب نجد الكتاب على الرف مع مجموعة عديدة من الكتاب ويجب ان تأخذه بيدك وتفتحه لتعرف عنه أكثر.
العديد من الكتاب السودانيين يكتفون بالنشر الإلكتروني في المنتديات ومواقع التواصل الإجتماعي وهو أمر جيد ويساعد في تجويد العمل بملاحظات الأصدقاء لكن هنالك جمهورغالب داخل السودان لا يزال يفضل الكتاب الورقي ويستمتع بالقراءة الحرة الخفيفة غير المقيدة بوصلة كهرباء أو شاشة ما.
قلة من الكتب تم الإعلان عنها وقليل فقط وجد نصيب من التدشين والنقد. الكثير من المؤلفين لا يحبون المنصات ولكنه أمر ضروري للتواصل مع القراء والإستماع لهم والرد عن أسئلتهم واحيانا قراءة قصة أو مجتزأ من رواية او قصيدة من الكتاب.كما أن الأوراق المقدمة عن الأعمال الأدبية ومداخلات الحضور والنقد البناء كل هذه الأمور مفيدة جدا لمن يريد مواصلة الكتابة.
ايضا وجدت ان العديد من المؤلفين لا يكتبون بريد إلكتروني للتواصل مع بعض القراء الذين لهم ملاحظات أو أراء مفيدة للكاتب.
من هذه السياحة -بنظري في أرفف بعض المكتبات كتبت بعض العناوين لإختيار منهاعنوان اعطيه جائزة هذا المقال. وجب ملاحظة ان العناوين ليست مرتبة تاريخيا أو بحسب موضعاتها لكن بحسب وجودها في الارفف وحسب مروري عليها. كما ان هذه المجموعة هي ما وجدته وليس كل الكتب الصادرة في السودان فهذا مما يستحيل حصره في مقال كهذا ومكانه موسوعة ضخمة. فليعذرني من لم يرد له عنوان في المقال فكل كتاب منشور يجد مني التقدير.
الأستاذ الراحل صلاح احمد ابراهيم أتحفنا ب(غابةالأبنوس وقصائد) و(ياوطني) وغيرها .الراحل المقيم الشاعر محمد الحسن سالم حميد يحكي (تفاصيل ما حدث) وبينما الضابط يصرخ في الجنود (كتفا سلاح) لحمل السلاح يصيح حميد بالجميع (ارضا سلاح) لوضعه على الارض ورفع شعارات السلام. العلامة القامة عبدالله الطيب (زواج السمر) و(الغرام المكنون) و(قيام الساعة) قصة شعرية حوارية ثلاث اجزاء عن مأساة البرامكة زمن هارون الرشيد الخرطوم عاصمة للثقافة 2005 عن دار الأصالة وايضا له (كلمات من فاس) و(الأحاجي السودانية) و(المرشد إلى فهم اشعار العرب) وغيرها . ). ويخبرنا الأديب الراحل على المك في مجموعة قصصية عن ( القمر جالس في فناء داره) قصص قصيرة وله غيرها. اما استاذ الأجيال الراحل حسن نجيله فيحمل كتابه عنوان (ذكرياتي في البادية) وهو عنوان يشوق العقول لمعرفة حكايات البادية بأسلوب الكاتب الشيق .الباحث الراحل الطيب محمد الطيب يوثق لنا عن (المسيد) وعن (الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك) وعن (الإنداية) وغيرها. .(إشراقة) عنوان شهير للشاعر المجيد التجاني يوسف بشير وصورة نادرة للراحل في ريعان شبابه.الراحل محمد عبد الحي في (العودة إلى سنار) يمنحنا شعر رائع بعاطفة صادقة. قال النقاد انه اطلق الجزء واراد الكل. أي ان سنار تعني كل السودان القديم .وبالقصيدة ثلاث كلمات تصلح عنوان رائع -الليلة يستقبلني أهلي- فانظر الكم الهائل من الحب والأشواق واللهفة والمحنة وروح الإنتماء التي تحملها هذه الكلمات الثلاث.
الكاتب عمر الحميدي بلخص لنا بعنوان قوي من كلمة واحدة (الطاحونة) معطيا الخيال الفرصة لتصور ماذا يدور وراء هذه الكلمة الواحدة.القاص محمد خيرعبدالله له أكثر من عمل من ذلك رواية (شغف الروح شجن الجسد) .الأستاذ مبارك الصادق(احزان أم الناس) والقاصة صباح السنهوري تعكس لنا الواقع في(مرايا)
فرانسيس دينق يحكي لنا و يحذرنا في (طائر الشؤم) ودكتور احمد الصادق الناقد المهتم بشئون الثقافة له (كشف أحوال الكتابة) والكشف يحرك الفضول للمعرفة وعندما تكون احوال الكتابة ومن دكتور وناقد ومهتم بالشأن الثقافي في السودان فإن هذا يعطي الكشف إهتمام متزايد من الكتاب والقراء على السواء.
ويروي لنا محمد زيادة حمورعن(شوق الدرويش) ويصل بنا للقائمة القصيرة في جائزة البوكر النسخة العربية في الأمارات.بينما راشد بكرواي يفاجئنا ب(مزيد من الجنون) في مجموعة قصصية.
في ديوانه (شعر الهوامش) يعلن قاسم ابوزيد الشاعر والمخرج انحيازه بوضوح شديد. والشاعر ازهري محمد علي يتحفنا بكلمات رائعة في(وضّاحة ) بينما المسرحي والشاعر والممثل جمال حسن سعيد يوجه خطابه للمحبوبة مباشرة (أظنك عرفتي) .القصيدتان صدح بها الراحل الكبير مصطفى سيداحمد . الشاعر محمد طه القدال يوجه عبر الطيور وغيرها رسالة قوية للجندي الأمريكي في (مسدارابوالسرة لليانكي).
بينما شاعرنا عاطف خيري الذي اختار استراليا مرسي لإبداعه - و سودانيون آخرون- يعنون قصائده الرائعة في كتاب اسماه (سيناريو اليابسة) وهوعنوان يفتح الأخيلة على فضاء مكاني وبعد زماني يمتد حتى عهد الطوفان العظيم. بينما اختار لكتاب آخر عنوان منحاز لنساء الريف اسماه(تشجيع القرويات) أو هكذا تخيلت انا.
الشاعر المسرحي الأستاذ هاشم صديق من كتبه (نبتة حبيبتي) و(كلام للحلوة) الأولى مسرحية والثانية أغنية رائعة بصوت الفنان الكبير الأستاذ محمد الأمين.الشاعر يوسف مكي يسمي ديوانه(السيمافور) وينطقه العامة الصنطور وهو اشارة مرور القطارات فيي المحطات.وعليه يتوقف مواصلة الرحلة أو تأخيرها بسبب إعداد الديزل أو مراجعة عربات القطارأو بسبب قدوم قطار آخر. والعنوان يستدعي السكة الحديد بكل ذكرياتها الحلوة قبل قراءة الديوان. والشاعر محمد عثمان ابو شعب يدعونا لنرتاح تحت (ضل السحابة) ديوان ضم قصيدة تغنى بها الفنان الجماهيري النصري.
النهار عادة لا يفاجئ الناس. انه ياتي في موعد محدد لا يخلفه . يطارد بوفد المقدمة فلول الليل باشعة مبكرة متيح فرصة رائعة للإنتقال ببطء. يتأمل العقلاء هذا الجمال ويستمتعون بهذا الإنتقال التدريجي. النهار يأتي بهدو يصعب رؤيته لكنه لا يفاجئ لان ساعتنا البيلوجية مضبوطةعلى قدومه. لكن المبدع المسرحي الراحل مجدي النعيم مر وقته بسرعة. أعطانا مجدي النور عنوان رائع لديوان شعر (فاجأني النهار). وقد استوقفني العنوان لروعته.كما استوقفني عنوان رائع آخر وهو ( مراودات الحنين - في الحنين إلى شفق) للشاعر هيثم الفادني . مع مرتضى الطاهر ننتظر فلنسمع ف (غدا تتكلم الأشجار) ونشكر مرسال صالح على (القيثارة والنخيل) ولكننا ننصت إلى محمد الفاتح ميرغني لنعرف ماذا سيحدث في (حين ارتاد الضفاف) اما سارة حمزة الجاك فتحدثنا عن (كمبا) و (صلوات خلاسية) ثم تفاجئنا ب( خيانتذٍ)) .والأستاذ عيسى الحلو بعد (ريش الببغاء)اختار (قيامة الجسد) عنوان لمجموعة قصصية . والقاص عثمان احمد الحسن يقص علينا ما تخيله في (حواشي الغواية)ثم يضيف حكايات (ليالي سخريار).بينما اختار الروائي منصور الصويم عنوان(آخر السلاطين) و (اشباح فرنساوي) رواية صادرة عن دار العين. وللأستاذ الفاتح ميكا عنوان (إمراة مثيرة للشفقة) .الراوي عبد العزيز بركة ساكن اصدر (إمراة من كمبو كديس) و يروي لنا جانب من حياة عمال القصب في (الجنقو مسامير الأرض) وله غيرهما. الاستاذ الكبير ابراهيم اسحق يخبرنا عن (حكايات من الحلالات) مجموعة قصصية وله ( وبال في كلميندو ) و(اخبار البنت مياكايا) بينما اختار يحي فضل الله (تحولات في مملكة الأحلام) وهو عنوان رائع ومحفزيشوق القراء للتعرف على مملكة الأحلام ويتملكنا الفضول لمعرفة طبيعة هذه التحولات. وعلي العطا يكتب لنا عن(ضوضاء المدينة) أقاصيص وصور قلمية أما القاص عثمان شنقر فله مجموعة قصصية حملت اسم عجيب ( ثلاثتهم حرباوات لزجة برائحة تعبق) وهوعنوان يستوجب جلسة ودية مع الكاتب لسؤاله عن سر التسمية العجيبة . اقبال صالح بانقا عن( احلام بنت الهوسا) الراحل الناقد الأستاذ احمد عبد المكرم يكتب مجموعة قصصية و يجعلنا ننتظر في (الرصيف) .السفير الكاتب جمال محمد احمد يروى لنا تفاصيل (رحلة العسكري الأخيرة) ضمن كتب اخرى. القاص عبد الرحمن سعد اسمى مجموعة قصص قصيرة جدا (انعتاق). والهادي راضي فاز بمجموعة قصصية حملت عنوان( فانتازيا انثى الشط) ثم نشر محموعة رائعة بعنوان (عسف العسس) .بينما الاستاذ الناقداحمد ابو حازم الفائز بنفس الجائزة قبل سنوات يخبرنا صراحة ان (يناير بيت الشتاء) والبعض يقول ان الشتاء القارس هو في ديسمبر والبعض يصر على انه في أمشير بالشهور القبطية .لكن يبدو ان ابو حازم ضربه برد شديد في يناير وهو عنوان لن يصمد في النصف الجنوبي للكرة الأرضية حيث يصبح يناير عز الصيف لكن اقصص المجموعة تحتفظ بذات الروعة شتاءاوصيفا .سارة شرف الدين التي اصدرت قبل سنوات مجموعة قصص بعنوان (صولجان من خشب ) تجعلنا نسكن في وجل فقد اسمت روايتها ب(صمت فضائحي) . وهذا قد يعني تواطؤ المحيطون بالحدث على السكوت عن أمر يُخْشَى كشفه
الكاتبة السودانية الجنوبية استيلا قايتانو اصدرت (زهور ذابلة) وبعد عشر سنوات عادت بمجموعة قصصية ثانية بعنوان (العودة). والكاتب ابكر آدم اسماعيل يجعنا نتشوق لمعرفة ما يدور في (الضفة الأخرى) والبعض يذهب بخياله ويبحث عن قارب.
. الزين صالح بانقا الفائز أيضا بجائزة الطيب صالح أصدر (مخمسات ضوينا الأعرج) يشوَّقنا العنوان لنعرف ما حدث لأرض ضوينا الزراعية والمخمس وحدة قياس كالفدان والكسر والحوض. واصدر كتاب (تبلديات كوكو القصاري) - دار المصورات 2011.وله ايضا قصص قصيرة بعنوان(عروس جدي حسب الله) .في رواية (مارخدر) الصادرة عن دار المصورات 2016.يحلِّق بنا الكاتب عمر الصائم في التاريخ النوبي القديم بكتابة رائعة. وليس بعيد عن التحليق هناك (طائر الواقواق) للأستاذ سليمان احمد الطيب. ومحمد صادق الحاج- رواية هيسيرا - دار المصورات 2016 الشاعر حاتم الكناني يعلن للمحبوب بإنحياز واضح (الينابيع تغسل اوزارها بيديك)2013عن هيئة الخرطوم للكتاب.
.(هيبتا) - محمد صادق عن دارالرواق للنشر .(ماما ميركل) عنوان كتاب عماد البليك المصورات
مركز عبد الكريم ميرغني امدرمان نشر كتابين للاستاذ سيداحمدالعراقي بهما عدد من الحكايات هما (درب العافية) و (الشافك سعيد يا أم قلة) هذا العنوان مطلع مدحة لحاج الماحي .
ابكر آدم اسماعيل يجعلنا نتشوق لنرى مافي (الضفة الأخرى.سواجن(سواكن) رواية شريف مطر (دفاتر القبطي الأخيرة) رواية جمال محمد ابراهيم .احمد ضحية له (اشجان البلدة القديمة).الأستاذ مبارك الصادق يحدثنا عن (احزان ام الناس). حجي جابرعنوان كتابه (سمراويت)
بيما رائعةالأديب الكبير الطيب صالح موسم الهجرة إلى الشمال تصلح شعار يكتب بالخط العريض على لافتة ضخمة يمر من تحتها آلاف المهاجرين من افريقيا والشرق الأوسط نحو اوربا. تصلح عنوان ضخما للهجرة الجماعية التي يقوم بها الآلاف من افريقيا والشرق الأوسط نحو اوربا متكبدين مشاق وأهوال اكثر من التي روتها الاساطير عن وحوش البحار والقراصنة في بحر الظلمات . تلك اساطير مشوقة وهذه حقائق مؤلمة. بعد نصف قرن من صدوره هو أفضل ما يعبر عن حالات الهجرات الجماعية التي يقوم بها الآلاف من الشرق الأوسط وغرب افريقيا نحو الشمال الأوربي. هذا يرسم صورة في الذاكرةعن آلاف العابرين تحت لافتة ضخمة مكتوبة عليها بالعربية والإنجليزية
.( موسم الهجرة إلى الشمال) season of migration to the north
ونحن في اوروبا نجد (المئذنة) و(المترجمة) كما نجد (حارة المغني) رواية ليلى ابو العلا السودانية المقيمة ببريطانيا ترجمة الأستاذ بدر الدين الهاشمي المفكرالنشط الذي ترجم العديد من الدرر. واتاح للسودانيين معرفة الكثير عن تاريخ بلادهم.( قبضة من تراب) سيرة ذاتية وهي كتاب كبير يناسب رجل كبير كالفنان السوداني العالمي ابراهيم الصلحي القاص عبدالمنعم حسن محمود له قصص قصيرة جدا بعنوان (متسع اخر).( ليتك تعلم )رواية غادة عبد العزيز.(باب الحياة) للكاتب محمد بدوي حجازي رواية.(قبيلة من وراء خط الأفق) للكاتب علي الرفاعي الذي رفع السودان وفاز وراء الحدود بجائزة مقدرة من دولة الأمارات في الفترة الماضية.الدكتورعبدالله علي ابراهيم الصحفي كاتب الشونة له كتب تغطي العديد من الموضوعات المهمة وتضيف معرفة قيمة.(احوال المحارب القديم) حامد البدوي (معدية ام الطيور) مجموعة قصص لفاطمة عتباني.
واختار عبرالرحمن سعد اسم (انعتاق) لمجموعة قصص قصيرة جدا.بينما د. احمد الصادق اختار عنوان كشف احوال الكتابة عنوان محفز يثير فضول القاري والهاوي وطالب الإستزادةافي المعرفة. فالكشوفات دوما تثير الفضول وتحفز لمعرفة ما تم كشفها أيا كان نوع الكشف.
ولم أجد في الأرفف- حينذاك- كتب كبار الشعراء والكتاب منهم محمد مفتاح الفيتوري و تاج السر الحسن ولا لصديقه جيلي عبد الرحمن كما لم اجد لحظتها كتب لمحي الدين فارس أو اسماعيل حسن أو محمد المكي ابراهيم و عالم عباس ولا محجوب شريف أو محمد محي الدين أو عز الدين هلالي أو اسحق الحلنقي ولا لشعراء الحقيبة. وهو أمر يحدث فقد تتزين أرفف المكتبات بدواوين الشعر وغيرها من الكتب ثم تخلو زمان قبل ان ترفدها المطابع ودور النشر بنسخ جديدة.
أما العنوان الذي يستحق جائزة المقال في رأي فقد كان أمرصعب مع وجود عنوان رائع مثل (فاجأني النهر) وعنوان يماثله روعة مثل (تحولات في مملكة الأحلام). لكن لابد من ان تذهب الجائزة لعنوان ما. نعم انه :
(مراودات الحنين في الحنين إلى شفق) هيثم الفادني . وهذا اختيار شخصي والحيثيات هي: حيث ان الحنين مفردة تثير الكثير من الشجون وتبعث في النفوس مالا يوصف من اللوعة والإشتياق وحيث ان للحنين سطوة قاهرة رغم رقته البالغة كونه في النهاية شعور فقط يجول في الدواخل. لكن الحنين رغم ذلك قد يشتد حتى يتحول إلى قوة محركة تدفع بصاحبها إلى محطات السفر والعودة. وهو شعور رائع لا يمكن وصفه يطاوعه البعض ويغالبه البعض لدواع كثيرة . مراودات الحنين ممتعة و إغراء المراودة عذب لذيذ. تكرار فعل المراودة يجعل الإنسان يحس بصراعات الشاعر المتواصلة داخله .والمراودات تفيد التكرار وهو ما يدل على قوة الذكرى وجمالها وسطوتها لهذا تثير شجن يصعب وصفه.
ترى ما هو العنوان الذي يستحق جائزتك؟
المصادر:
- الدار السودانية للكتب.
- معرض الخرطوم الدولي :
جناح مركز عبد الكريم ميرغني -امدرمان
جناح مركز قاسم بدري- الخرطوم
جناح الدار العالمية للنشر -الخرطوم
جناح دار رفيقي للطباعة والنشر - جوبا
ندوة العلامة عبدالله الطيب- قاعة الشارقة-الخرطوم
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.