بلا شك أن آلة الإعلام المصري التي تتخذ من السودان ورموزه السياسية ومواطنيه لن تمل من ترديد اسطوانات الإساءة المشروخة عن وطننا الحبيب "وهنا لانرد عليهم الا بمقولتهم الشهيرة "الشتيمة بتلف وتلف وترجع لصاحبها""، ولكن أن يصل الامر الي التطاول علي الحضارة السودانية الضاربة في الجذور فلابد ان يكون الرد عليهم قاسي جداً واقسي من حروفهم التي تتمايل علي أنغامها "راقصات شارع الهرم ومحمد علي " ،والحضارة النوبية شهد بقدمها علماء التاريخ والآثار العالميين والذين تحدثوا من قبل عن حضارة "مصر الفرعونية " ووجدوا التهليل والتصفيق من القاهرة بل نصبت لبعضهم التماثيل، ولكن عندما تحدث ذات علماء التاريخ والآثار عن حقيقة الحضارة النوبية وقدمها وأنها هي أصل الحضارات وان الحضارة الفرعونية هي امتداد لتلك الحضارة ولم توجد علي خارطة التاريخ من قبلها . ومن الاشياء التي تدعم هذه الحقيقة ماكشف عنه عالم الاثار السويسري شارل بوني اخيراً عن أن الفراعنة هم ملوك مملكة النوبة مؤكداً انه عندما كانت مملكة النوبة في أوج مجدها لم تخرج مصر إلى الوجود ، وأضاف أن كرمة أول مدينة حضرية أنشئت على ضفاف النيل قبل 27 قرن. وهي مدينة الكنز المجهول والحضارة الهائلة العظيمة التي دمرها فراعنة مصر ودفنها التاريخ لقرون طويلة وقال بونيه أن الحضارة الفرعونية في السودان سبقت الحضارة المصرية حيث كانت هناك مواجهات بين ممالك النوبة والمصريين والشاهد على ذلك القلاع التي شيدها المصريون ما بين الشلال الأول والثالث ولكن ملوك النوبة أو الفراعنة السود اجتاحوا مصر قبل 700 عام قبل ميلاد المسيح عليه السلام وسيطروا عليها وحكموها حتى أرض فلسطين وكان ذلك إبان الإضرابات في منطقة الدلتا المصرية ومن خلال سيادتهم على أرض مصر نشروا ثقافتهم و ولغتهم كان ذ لك قبل وجود الفرعون نارمرNarmer التي حكمت سلالته مصر من بعد وفاته وبعد قرون من الزمان حكم مصر الفرعون بساميتك Psammétique وسيطر على منطقة النوبة ودخل مدينة كرمة ودمر حضارة الفراعنة السود و هدم القلاع والمعابد و منها معبد الشمس المشهور آنذاك وتماثيل الفراعنة السود وكان ذلك في عام 664 قبل الميلاد. ونكتفي هنا بشهادة بونيه الذي ليس له مصالح مادية او معنوية من اكتشافاته الأثرية تلك ولا يرجوا من السودان "صك غفران" او "قطعة ارض" او "مجري من مجاري النيل" كي يصب في بلده سويسرا ، ونود ان نبشر الجارة "مصر " ان حملة التنقيب والبحث في الحضارة النوبية تمضي لتحقيق غاياتها بدعم الأشقاء في "قطر الحبيبة " وان الترويج لها الذي بدأ منذ فترة قصيرة سيستمر في هزه عروش كل مكابر وناكر لأصلها ، وان الشعب السوداني لن يلتفت ل "صعاليق الفضاء الإعلامي المصري " وان حضارة النوبة السودانية ستكشف الأيام عن تاريخها والذي سيغير حقائق تاريخيه كبيرة لن يقبلها جيراننا الأعزاء ، وبعد إعادة كتابة التاريخ الحقيقي للحضارات سنري هل سيكتب او يبث إعلام (البارات وهز الوسط ) تلك الحقائق ام لا . ومضة أخيرة : *لن يحط من قدر السودان ومكانة مواطنيه في كل أرجاء الدنيا إعلام رخيص مدعوم من أموال المعونات الأمريكية والأوربية والعربية التي يفترض ان يسخرها جيراننا في "مصر" للقضاء علي الفقر في "حواري المحروسة ". *حلايب وشلاتين ومن قبلها "أرض حلفا "التي طمرت من أجل قيام السد العالي كي ينعم المصريون بالماء هي ارض سودانية خالصة شاء من شاء وأبي من أبا . [email protected]