شكلت الاستقالة التي كتبها الرفيق عبدالعزيز ادم الحلو لمجلس التحرير بجبال النوبة مؤخرا بتاريخ 7مارس مؤشرا حادا في البركة الساكنة للحركة الشعبية لتحرير السودان. والرفيق الحلو هو احد اصلب عناصر النضال ورقم صعب لايمكن ان يتم تجاوزه (دون) وداس علي الزناد ليخرج كل مرارة الصبر التي لاكها الكثيرون ولكن كان يصدر الحديث المر من الحلو وبهذا الوضوح وبكل هذه الشفافية فان الامر يعني ان رؤية السودان تتعافي وتنهض لان الحركة الشعبية بتاريخها الطويل فكرة ولدت لتبقي وتنهض وتسود. والحركة الشعبية قادرة تماما علي اعادة التماسك ان هي انتهجت حل الازمة من حيث مكان بدايتها وحتي لاتشكل استقالة الحلو كارثة تسر الخصوم فلابد من اعمال الفكر والمنطق وانزال المبادئ والدستور لتشكل المخرج الامن للحلول. ولئن كانت الحركة الشعبية قدعبرت ومضت الي برنامجها بعد رحيل الفذ دجون قرنق وصمدت لحالة الانفصال فان الواجب يحتم علي عضويها ان تعالج الاخطاء بالمقدار الذي يحد من تراكم الخطر. وعبدالعزيز الحلو الذي اختاره القائد يوسف كوه مكي عام 2001 ليكون قائدا لجبال النوبة رغم ان اثنيته من غير جبال النوبة . انما يدل ذلك وحسب اعتقادي ان القائد يوسف كوه مكي يرسي مبادئ الحركة التي تقوم علي تقديم الكفاءة علي كل من سواها من الانتماءات الضيقة اللون والعرق والثقافة. وعبدالعزيز الحلو الذي نعرفه جيدا ونتذاكر سيرته قبل ان نلتقيه قدم مرافعة محترمة وشخص الازمة من منظوره كقائد يستحق الاحترام. ولم نجد نحن كمحكمين وننتمي الي رؤية السودان الجديد ونفهم كثيرا من الذي كتب الا ان نقول قبلت منك المرافعة لماتحوية من ادلة منطقية وعقلية مقرونة بصبرك وتجاوزك الجميل علي الاذي من اقرب الاقربين كما نفعل نحن الان. وظلم ذوي القربة اشد فظاظة من وقع السهام المهند. وكم جئرنا بالشكوي ان هنالك ثمة اخطأ ارتكبت بعد انفصال دولة ج السودان ولكن لاحياة لمن تنادي. وكم هي المرات التي تصدي علينا فيها قصار القامات واحتملنا فيها كذب المنجمون حتي بانت الحقيقة عبر الرائد الذي لايكذب اهله. تحدث الحلو عن تجربة طويلة مع النضال منذ عهد الاجداد وكيف بدأ شعب النوبة المقاومة منذ المهدية مرورا بتتويج النضال بالانضمام لرؤية السودان الجديد . وتحدث الحلو عن الادب الديمقراطي الذي يتبعه شعب جبال النوبة حتي ان الراحل د. جون قد اشاد به وجعل منه نهجا يحتزي ثم افاض في الشرح وشرح كل شئ حتي يعلم الجميع كل شئ. واستعرض الحلو كيف ان التنظيم السياسي العريق يدار بصورة قد تشعرنا بالخجل من نظرائنا ولكن دون ان نركن للفشل لطالما قد تم تحديد الداء واصبح بالامكان صرف فاتورة الدواء . وجميل ان تستدرك الحركة الشعبية لتحرير السودان نفسها قبل فوات الاوان. والحلو تحدث كما تحدثنا قبلا عن غياب مؤسسات الحركة التي تحرسها وتحرس قياداتها من الضياع. وحينما كنا نتحدث عن التصنيفات السالبة ضد الرفاق كنا نشير لمثل هذه حقائق واتضح ان مجلس التحرير القومي الذي ذبح بسكين ميتة لم ينشأ من بعده مجلس تحرير بديل يوافق دستور 2013.الذي لم يجاز عبر مؤسسات الحركة. وان تقديم الاستقالة لمجلس التحرير لجبال النوبة اراد من خلاله الرفيق الحلو ان يرد الامانة لاهلها بعدما ان كتب عبارة قاسية انه فقد المصداقية في التعامل مع الرئيس والامين العام. وشرح كيف ان المفاوضات تدار بعيدا عن ملاحظاته والتي نري فيها وللامانة الصواب والحرص لتوقيع اتفاق قوي لايشبه اتفاق جوزيف لاقو ونميري 1972والذي انتهي بتسريح جيشه ليعمل في مصانع البسكويت. وتحدث الحلو عن 20 عاما لتسريح الجيش حتي يضمن تنفيذ الاتفاقية مع نظام يمارس هضم الاتفاقيات كما يمارس استنشاق الهواء. واتضح ان المجلس القيادي الذي تتعامل به الحركة الشعبية لايحاط بجسم تشريعي وهذا هو دور مجلس التحرير القومي الذي وئد عبر دستور 2013 (قميص عامر) الذي الغي كل ماضي الحركة الشعبية لتحرير السودان واستعاض عنها بمساعدين ومساعدين مساعدين وكلها تشكيلات هلامية لاتغني ولاتشبع من جوع. ولعمري ان الجسم الحالي الذي شرحه الرفيق الحلو يحتاج الكثير حتي يتمكن من دارة العمليةالسياسية لتنظيم بعراقةوحجم الحركة الشعبية لتحرير السودان. وكم كان الحلو شجاعا وهو يرد كل التهم بمنطق العقل ان مؤتمر كل النوبة عام 2002 م اوكل الامر لدكتور جون قرنق ليفاوض باسم جبال النوبة وتحدث بكل شفافية عن ادوار ابناء النوبة الرفاق دانيال كودي وخميس جلاب وتلفون كوكو وكيف انهم ارتكبوا اخطاءا جساما لاينكرها الامكابر او متهرب من حقيقة. وتحدث الحلو عن اهم نقطة جوهرية تعتبر المصدر والملهم وهو منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان والذي اوكل للرفيق الواثق كمير وان الحركة الشعبية وبعد الغاء دستور 2008 تعيش بالعافية وانه اعترض علي تغيير مسمي الحركة الشعبية لتحرير السودان بالحركة الشعبية الديمقراطية باعتبار ان التحرير مستمر ومضي الحلو لاكثر من ذلك وتحدث عن الشعارات التي لاتتجاوز اشباع البطون وهو يعتقد ان الحرية ارحب واوسع. والحلو الذي اخرج كل المرارة وبكل تهذيب تحدث عن خطأ احياء اتفاق مالك عقار بعدما ان مزقه الرئيس واكد الحلو ان البندقية هي الصديق الذي يجب الا تمل صداقته لان الحقوق مثل التحرير والحرية تنتزع ولاتقدم في مؤائد الطغاة كنوع من المتبلات. والحلو ترك الجمل بما حمل ووضع النقاط في الحروف من وجهة نظرنا وحتي نستمع لقول اوبيان يفند ماذهب اليه الحلو فسيظل بيانه هو مصدر الهامنا لمازفيه من حقائق. ومن خلال ردود الفعل الاوليه اصدر رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان الرفيق مالك عقار بيانا مقتضبا اكد فيه صحة استقالة الحلو وانه وجه خطابه لمجلس التحرير جبال النوبة وكان يجب ان يوجهه الي المجلس القيادي وانهم سوف يتدارسون الخطاب. وحسب تقديري ومن خلال السرد الذي يفيد بعدم وجود مجلس تحرير قومي فالحلو ارتكز الي الجسم الذي يشكل له براءة ذمة وهو يعيد امانة تكليفه من القائد الراحل يوسف كوة مكي ويقول هذا كتابي وهذه امانتكم بقي ان نقول ان علي رئيس الحركة ومؤسساته التي شرحها الحلو ان ياخذوا استقالة الحلو ماخذ الجد وان يقوموا عاجلا بتصيح المسار. وكلنا نؤكد تمسكنا بحزبنا العملاق الحركة الشعبية لتحرير السودان والتي ولدت لتبقي . ونقول لابد ان يكون بيننا اعمال الصواب . واضعين في الاعتبار ان للمنطقتين جنوب كردفان والنيل الازرق متعلقات وخصوصية لا تلغي دور الاخرين علي امتداد السودان فان افلحت القيادة في التصويب والتصحيح دون عزل احد في الراي والمشورة فالحمد لله وان فشلت فعلي الدنيا السلام . وبقي ان نقول ان احترام نضالات بعضنا البعض هو الذي يخرجنا بعيدا عن الشللية ونظرية من بيده القلم مابيكتب نفسه شقي فالحركة ينتظرها دور كبير وهي لاعب اساسي في الملعب السياسي السوداني. وبمثل ما ان الرياضة تحتاج الي اكتمال اللياقة ودقة تنظيم الصفوف لتحقيق النصر فان السياسية تحتاج هي الاخري الي الترتيب واعمال الفكر وتنظيم الصفوف. ولئن احتمل بعضنا البعض في تجاوز الاخطاء فهذا هو المهم وعنوان الصواب واصحاب المصلحة اولي بمصالحهم دون ان يبخسوا جهد الاخرين او يقدموهم ان كان رايهم كذلك. وستظل استقالة الحلو بكل مرارتها تنبيه! للغافلين وانه لايصح الا الصحيح. وياوطن مادخلك شر.... عمر الطيب ابوروف عضو مجلس التحرير القومي المنتخب 23 مارس 2017الخرطوم [email protected]