الإنسان كما نعلم جميعا، ولد حراً،لديه رسالة ربانية شاملة لإعمار هذا الكون،ولكل منهم في خضمها، رسالته الخاصة في مجتعمه الصغير،سواء كان ذلك الاسرة،الوطن أو العمل،ويسعي لتحقيقها، وفقا لطاقاته، و إمكانياته المنسجمة مع رؤاه، ونظرته لمفاهيم وقيم الحياة،فمنا من يبذل حتى ولو حفنة جهد، من أجل أن تشرق وجوه وتبدد دماسة الحزن، وتذهر فرحا ،وكم ويغطبت المرأ ،حينما يستل إبتسامة، من وحل العبوس والحرمان. ومنا من يمشي مكبا على سوء النية،يشبع أناه، كلما أضرم بركاين غضب، في جوف إنسان ما،ليتلقف بعدها ، ما ينفث من حمم متغذيا بها كمصاص دماء،فأمثال هؤلاء ،لا يرضيهم الإ أن يجعلوك كالوسادة تحت رؤسهم،أو كقشة تسليك الأسنان، يقذف بها في أي وقت، أو في أي مكان دون إكتراث ،فور الإنتهاء منها... ومنهم من ينصب نفسه، ملكا، حتى على روحك،ووصيا على نظراتك،وعلى مسامعك،لا تسمع الإ مايريده ويتغذي على ذلك ،والأكثر جلالا،أن ينصب نقاط تفتيش على أبواب مشاعرك، ومعابر سعاتك، فيبعثرالكلمات كلمة كلمة،ويفكك حروفها حرفا حرفا ،ويصادرها إن لم تعبر عن أناه،أو لان تلك الكلمات، تدحرجت من قمة سعاتك تنثر في الناس الفرح،ونبشر بالسعادة. وهناك من يريدك فقط عنونا لكتاب بلا محتوى او معنى،حتى يستطيع وقتما يشاء صب ما يريد بين ضفتيك،دون استئذان او تقدير لكيانك،فانت عزيزى القارئ امام مثل هذه الشخص، ليس لك عالم، الا عالمه،وليس لك الحق في الفرح، الا بإذنه،حتى لو تجردت بكل طيب نفس و عفويتك المعهوده واشركته في خلجاتك، و تفاعلاتك الصادقة ،ثارت جنونه،وطفق يهدر كالطوفان يجرف كل شئ ،يطلق وحش جنونه فيلقف ما صنعت قبل أن يرتد إليك طرفك. فكل هذه المعطيات المفجعة،يحتم على اعزائى القراء أن اقدم قلمي قربنا لهذه الجنون اللامنطقي،نعم،اقدمه مكرها ليؤد وهو ينزف حبرا لن يتوقف اطلاقا،نعم سوف يسكت قلمي كرها،واترك الكتابة منذ اليوم و الي الابد ،نعم ساترك شيئا محببا لنفسي،اعشقه و اجد نفسي فيه،ولكن طالما ان هذا الفعل لا ينسجم مع مجرى الطبيعة و نواميسها التى فطرها الله علينا،لازما على بعضنا تقديم قلمه ضحية من اجل اقلام اخرى . الشكر اجزله للاخ الاستاذ توفيق البدري رئيس تحرير هذه الصحيفة، الذي فتح لى ابوابها ،واعاد الحياة لقلمي الذي جف حبره ردحا من الزمن،ولكن ستجف مجاريه مجددا ،ولكن اقول ،،إن قلمي ما قتلوه وما صلبوه و لكن شبه لهم،وكذلك الثناء عاطره كل من اهتم بما كتب الايام الفائتة ووجد فيها ما يعبر عن نفسه والسلام. صحيفة المستقلة :عمود معطيات الإثنين 27 مارس 2017 [email protected]