الأمريكيون إستوطنوا العالم الجديد، ولكنهم لم ينسبوا حضارة السكان الأصليين إليهم، وكذلك فعل الإنجليز عند ما فتحوا باب الهجرة لاستراليا، فكيف جعلنا المهاجرون إلى أرض مصر، بلاد النوبة، نصدق أنهم ورثة حضارة تلك البلاد؟؟؟ الأهرامات وأبو الهول وتراث النوبة العظيم كان قائما قبل الهكسوس ولاشوريين والفرس ومن تلاهم، فكيف تنسبونها للمدعو عصام حضري يا ناس (الكورة)؟ تخيل أنك تجلس إلى تلفزيون السودان (الرسمي) لتستمع إلى حوار أجرته مذيعة مبتدئة مع أستاذ جامعي مصري، ليقول لها وبالفم المليان، إن (بلاد النوبة) كانت (أمينة) على الحضارة المصرية، بعد الغزو الهكسوسي لمصر؟؟؟ ثم لا يتدخل (معد الحلقة) ليخرج إلى فاصل مثلا، يصحح بعده ذلك الخلل المخجل!! تخيلوا أن يتحول أهل التاريخ والحضارة في نظر (المهاجرين) إلى بلاد النوبة، إلى حراس أو (بوابين) لحضارتهم التي حفروها بأظافرهم، ويجعلوننا نحن نصدق ذلك، أو على الأقل نغض الطرف عنه؟؟؟ إنها معضلة حقيقية، أو قل مصيدة نصبوها بعناية، حتى نسقط فيها بمثل تلك (البلاهة) ثم نطالب الآخرين بأن يصححوا لنا الصورة المقلوبة!! وكتر خيركم يا دعاة الناصرية والقومية العربية والبعث العربي في بلادي!! استمعت إلى ممثل مصري (الجنسية) من بقايا المهاجرين أو الغزاة لبلادي، يقول إنه (قبطي) بحكم أنه (مصري) أو Coptic باللغة الإنجليزية، وهو لا يعلم قطعا أن كلمة (قبطي) كلمة يونانية، أطلقوها على سكان مصر ولا علاقة لها البتة بكلمة Egypt الإنجليزية، وهو في البداية والنهاية، تحوير أو تزييف للتاريخ أرادوا لنا أن نؤمن به، فلم نخيب ظنهم، بعد سقوطنا المدوي في (فخ) القومية العربية، الذي أنسانا حقيقة أنفسنا!! الآن، بعض القنوات العربية تتحدث عنا بأفضل مما نتحدث عن أنفسنا، بل وتدافع عن قضايانا بأحسن مما نفعل.. الشيء المؤسف حقا أن يتحدث السيد رئيس الجمهورية إلى مذيعة عربية عن قضية حلايب، وهو يقدم مصر على السودان!! بل يتحدث عن الحكم الثنائي، باعتباره أنه كان حكما بريطانيا مصريا دون أن يقول إن مصر لم تكن دولة مستقىة ذات سيادة في ذلك الوقت، وأن العلم الذي كان مرفوعا كان علم الولاية التركية!! والآن، فإنك لو سألت أي مصري عن اللغة التي كان يتحدثها الفراعنة، فإنه سيقول لك بلا حياء، إنها اللغة الهيروغولوفية، لغة مصر القديمة، في حين أنه يدعي في ذات الوقت، أن حضارة الفراعنة هي أقدم حضارة في التاريخ.. إذن، كيف تقوم أول حضارة في التاريخ، ثم تنتظر ثلاثة آلاف سنة، حتى يأتي اليونانيون، ليعطوا لغتها إسما؟؟ إن كلمة (هيرغلوفية) كلمة يونانية، ومعناها (الكتابة بالرسم)، وهو وصف للغة النوبية، وليس إسما لها، فاللغة النوبية لم تندثر، ومازال أهلنا في سكوت المحس يتحدثونها!! بل يقال إنها لغة سيدنا آدم عند ما هبط إلى الأرض، والله أعلم. إمرأة نوبية (بت قبايل) ألقمت مذيعا (مصري) الجنسية مليون حجر، عندما سألها عن أعظم نساء النوبة، فأجابت بكل ثقة قائلة (نفرتاري)، ثم ذكرت حتشبسوت، (دون تسلسل تاريخي) وعددت له جميع ملكات الحقبة الفرعونية، فأخرسته مرة واحدة، وإلى الأبد!! أجمل ما في السينما المصرية، أنها تحدثت عن أمرين، في فيلم إسمه، وقيدت ضد مجهول، على ما أذكر، أولهما إختفاء الهرم، وثانيهما (سرقة) النيل حسب ر واية ورؤية مؤلف الفيلم. ولكن في الحقيقة، فإن الهرم الذي يرمز إلى حضارة بلاد النوبة، قد ذهب إلى أهله، بعد الكشوفات الأخيرة، فيما عاد النيل إلى منبعه.. (وسلام كبير لأجدع ناس)!! آخر الكلام.. هل سمع أحدكم مواطنا (مصريا) من الأقباط يدعي أنهم السكان الأصليين لمصر؟ مجرد سؤال بريء.. هشام عبد الملك [email protected]
