العلوم و"ما يعرف بالروح": عَجْز العقل عن معرفة كنه المتافيزيقيا ليس دليلاً على عدم وجودها، وان كان وجودها فقط في حيز التجربة الذاتية يقدح في موضوعيتها عند علماء الطبيعيات. لقد اثبتت الكثير من الجمعيات العلمية الغربية وجود روح إنساني، مثل جمعية علماء لوندرا في بريطانيا. يقول علماء لوندرا الآتي: "بعد تجارب دقيقة جداً تكررت مراراً، لم ير هؤلاء الأعضاء المنكرون بُداً من اعتماد هذه الخوارق كحقيقة على غير ما كانوا يتوقعون". هل بإمكان العقل الديني أن يستفيد من منجزات العقل والعلوم ليكون مرناً فيستفيد من اخطائه التطبيقية في فهم النصوص؟ أوليس أحد اسباب تعنت العلوم تجاه المعطيات الدينية هو التعصب والفهم الناقص واللاتاريخي لكل الدين وللوجود من قِبل رجال الدين ومفكريه؟ الفلسفة لديها نظريات ولكن ليس لديها معدات ولا معمل إلا ان تتعاون مع العلوم. معمل الفلسفة هو الأيام والتجربة الإنسانية ككل عبر التاريخ. وكذلك الدين. ان علم الروح هو علم المستقبل لأنه متعلق فقط بوجود الانسان. عالم الروح هو المنطقة التي يكمن فيها حل كل المسائل المستعصية على الإنسان اليوم، خصوصاً مشاكل النفس والوعي والوجدان بين العلوم والدين: لجأ بعض الفلاسفة المحدثين لفلسفة الإغريق القديمة لكي يمسكوا بأول الحبل علهم يصلون لنهايته بعد ان تشعبت الحبال بسبب تطور العلوم حتى كادت ان تصير هي الاخرى عقيدة من نوع ما. ولقد شن بوينكاريه حرباَ شعواء على العقائدية العلمية التي سادت عالم القرن التاسع عشر. وبمثلما نطالب العلوم الطبيعية للتواضع للمتافيزيقيا واحتمالاتها نطالب أهل الدين للتواضع للعقل ومنطقه وضبطه، فالكل من خلق الله ومن تجلياته. [email protected]