بالعودة الى موضوع القمة العربية الاخيرة المنتهية بالعاصمة الاردنية عمان او قمة ( البحر الميت ) كما سمتها بعض القنوات التلفزيونية الاخبارية ، وان كنا شهود عليها من وراء حجاب ، وتابعنا عموميات تفاصيلها عبر الدوائر التلفزيونية التى دابها الاهتمام فى مثل هذه المناسبات بالنقل الشكلى للوقائع اكثر من اهتمامها بدقة التفاصيل التى تضع المشاهد فى قلب الحدث ... الا ان المهم فى هذه القمة العربية ومن خلال القليل المتاح الذى تسرب وانتشر رغم انف الاجراءات الامنية الصارمة ، هو انها للاسف الشديد قمة لم تختلف كثيرا عن سابقاتها من القمم العربية ، لا ، فى الديكور ولا فى اوراق حائط قاعة الاجتماعات ولا فى اشكال وازياء الوفود الذين حضروا منهكين ترتسم على عيونهم علامات النُعاس ، لم يصدقوا فناموا نوما عميق كانما كان عنوان القمة العربية قمة استعراض قوة ( شخير ) القادة العرب !! .. وما اشبه الليلة بالبارحة ، لاجديد يذكر ولا قديم يعاد ، والاوضاع كما كانت عليه ، الشعب السورى اما مهجر او يعانى من الامرين ، من الة القتل الروسى ومن الة جنود بشار الذين يقتلون على الهوية !! .. وفى اليمن حدث ولاحرج ، ماتبقى من انقاض لايمكن بحال تسميته بالوطن ، والحوثيون يدمرون الحرث والنسل ولسان حالهم يقول اياك اعنى يا سعودية !! .. اما فلسطين فهى لم تعد جرح العروبة النازف فى خضم هذا العبث العربى المشين بل هى حكاية قائمة بذاتها ، لاقمة عربية تستطيع معالجة ادواءها ولا حروب كونية قادرة على تطبيب جراحها !!... وليبيا قصتها قصة مؤثرة تقطع انياط القلب ... سوريا واليمن وفلسطين وليبيا هى اربعة تحديات فقط حاولت اختبار جدية قمة القادة العرب ، والنتيجة كما هو متوقع شجب وادانة مغلظة ... واخر المطاف كانت القمة مجرد قمة عربية تدغدغ المشاكل التى تحاصر شعوبها ، لكن لاتستطيع ايجاد الوصفات السحرية التى تعالج هذه المشاكل ... فلو جدلا تم ايعاز ملفات هذه القضايا لاى مواطن عربى حتى لو بائع ( باسطرمة ) لن يتوانى فى حلها بالطرق السلمية التى تحقن الدماء ، فالحروب دمار تعزز روح الانتقام بين المتحاربين ، والدبلوماسية الشعبية هى الوسيلة الانجع فى التطيب وتهدية الخواطر بين الناس ، والسوريون ليس بمعزل ولا استثناء من هذه القاعدة الاجتماعية الواجبة التطبيق ، ولا الحوثين فى اليمن يستطيعوا ان يكابروا ضدها وقيس على ذلك ليبيا ... اما بالنسبة لفلسطين فان حل الدولتين والعودة لحدود 1976م ونغمة القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية كلها مقترحات باطلة وافكار تعبر عن وهدة الامة وفقدانها الثقة بنفسها ، وبالنسبة للمواطن العربى العادى بائع ( الباسطرمة ) فان القضية الفلسطينية قضية مركزية يجب معالجتها بالقوة اللازمة الكفيلة باسترجاع الحق المسلوب ... لان اليهود هم اليهود قتلوا الانبياء ونقضوا العهود ، والتعايش فى دولة واحدة معهم يعتبر نوع من انواع المجازفة الغير محمودة العواقب ، وكونوا القمة تستعرض فى بيانها الختامى مثل هذا الاكتشاف العظيم المتعلق بحل الدولتين ... اعتقد انها قمة فعلا تستحق عن جدارة لقب قمة ( البحر الميت ) . [email protected]