لاينكر أحد القدرة التى يمتلكها العقل الجمعى فى صياغة الحياة وفقا لما يتحكره من فكر وسلوك لو استطاب بوعيه جني ثمارها* يانعة رطبة وان اختلت* موازينه تجرع الناس مرارتها علقما مؤزيا. *الحقيقة الماثلة والتى لاتحوجنا لاى خلاف هى أن أزمة الواقع السياسى التى تعيشه بلادنا وصل مداه الذى لايحتمل وافرز من الأرهاصات المدمرة مالم يشهد له الوطن مثيل. مايهمني في هذا السانحة* تلمس* اثر نظرة المجتمع الداعمة* لاؤليك الذى عبثوا ببلادنا وإحالوها لسعير لايطاق . * فلناخذ عهد* الكيزان كأكثر النماذج البغيضة التى حكمت البلاد بقبضتها الغليظة والتى مارست من البشاعة مايندى له الجبين. ضباط الجيش: * ساهم المجتمع بشكل كبير فى حشد حالة من الغرور تتجلى بوضوح عند العسكر بمختلف تصنيفاتهم لا سيما الضباط فمهنة ورتبة الضابط فى السودان علا كعبها بصورة لايختلف فيها اثنان وعظم شأن ممتهنيها وتبؤا مكانتهم المتميزة مما يجعل طفل فى مقتبل العمر يجيبك حينما تسأله عن رغبته المهنية عندما يكبر انه يحلم بأن يكون ضابطا . هذا التميز* ساهم بشكل كبير فى تعبئة النفس المعتلة عند بعض الضباط وحرضهم* نحو التسلط على رقاب الناس إذ لم يكتفوا بتعسفهم الذي يمارسونه فى محيطهم ومعسكراتهم ومكاتبهم الوثيرة فكان للشعب السودانى قسطا وفيرا مؤلما. المسؤولين: يحظى المسؤول في السودان بهالة من الأضواء تسلط عليه من محيطه الاجتماعى أقرباء كانوا أو جيران بل تمتد تلك الحالة لأبنائه وبناته بازواجهم هذه الحالة التميزية مكنت نفوس هؤلاء المسؤولين من النظرة الاستعلايية والمتعجرفة بوقاحتها وعنفها واستبدادها كنتيجة طبيعية لمن لا يمتلكون قدرة قيادية ورصيد من الخبرة التى تؤهلهم لمثل هذه المناصب. يظن المسؤولين ان المناصب التى يعتلوها هى تشريفا وحقا ملزما. ويدعم المجتمع هذا الظنون وتلك الوساوس بتعظيمهم إلا مبرر بل المسئ للكرامة والمقلل من قيمة الناس مقابل إعلاء زائف لقيمة المسؤول الذى* لا يستحق سوى أن ينظر إليه كعامة الناس. وبالرغم من أن المسؤول ابتدأ من رئيس اللجان الشعبية مرورا بالوزير والوالى وصولا الى رئيس الجمهورية هم موظفين يدفع رواتبهم المواطن المغلوب على أمره إلا أن هناك حالة إصرار مجتمعى لتضخيمهم بل وتبجيلهم بصورة مخلة. ختاما من الضرورة بمكان أن تتغير تلك الصورة التى ينظر فيها إلى المسؤولين في الدولة مدنيين كانوا أو ضباط. وقد صدق الرئيس البوسنى حينما قال للمصلين وهم يفتحون له الطريق للوصول إلى الصف الأول (هكذا تصنعون طغاتكم) [email protected]