*من الصعوبة تحديد تعريف للسياسة يرضي جميع الأطراف,فهي كثيرة المداخل والمخارج وكذلك المستويات,ولكن فن ادارة الصراع مع المعارضين,وتخفيض مستوي الاحتقان,يجنب البلاد المواجهات العنيفة,كما أن فن ادارة المجتمع,بحيث تجعله مجتمعآ متجانسآ ومترابطآ,يجعل حل الخلافات بالعنف حدثآ استثنائيآ وليس قاعدة كما يجري الآن بالسودان...!!! *الحرب كما يقول منظر الاستراتيجيات العسكرية ستيفنز هي مواصلة السياسة بطريقة أخري,أي انها مواصلة مؤقتة للسياسة وليست بديل لها,كما أن هناك مقولة أخري تقول أن الحرب نتيجة منطقية لفشل السياسة,وحين يحضر عقل المتحاربين يعودون الي الحوار السياسي لحل القضايا بالتفاوض بعد فشل الحرب وضياع الأرواح والموارد...!!! *منذ الاستقلال والي يومنا هذا وفي سوداننا هذا تمارس السياسة علي انها وسيلة خداع,وفهلوة وتزوير,وما جعل هذا ممكنآ,هو عدم الالتزام بالدستور الذي يلعب دور ضابط الايقاع لكل من الحكومة ومعارضيها...!!! *وخرق الدستور أمر مورس منذ بواكير الاستقلال,من كل الأحزاب السياسية,والحكومات العسكرية,التي نتجت بسبب الأحزاب السياسية,بل وكانت هي من خطط لها طائفية كانت أم عقائدية,وقد جروا بهذا الجيش الذي اقسم قسمآ مغلظآ بحماية الدستور والأرض والعرض,فلا دستورآ حمي ولا عرضآ صان ولا أرضآ حافظ علي وحدتها كل هذا بسبب غياب ضابط الايقاع السياسي الذي تعرف بالدسور...!!! *وفي البدء كان خرق الدستور,والدستور هو القانون الذي يحرس السياسة,وهو الذي يحرس حقوق المواطنين,ويجعل للمواطن حماية من كل طغيان وتجبر ولكن ما أن يخرق حتي تخرق كل القوانين ما دونه,ويسود الطغيان وهو الأب لابن الحرام يعرف في دنيا اللاسياسة بالفساد...!!! *والطغاة لا يعتبرون بما حدث للطغاة من حولهم,فالطاغية يرتكب ذات الحماقة التي ارتكبها جاره و يكرر ذات اخطاءه علي أمل أن تأتي بنتائج مغايرة...!!! *هناك مقولة رومانية تقول ان الطاغية يستطيع أن يقضي علي كل من ينازعه السلطة,ولكنه لا يستطيع القضاء علي من يخلفه...!!! *هذه هي السنة التي سار عليها الكون منّذ بدء الخليقة وحتي نهايتها الا يعتبر الطغاة مرة واحدة..!!!؟ *وسياسة الموت والقتل العمد للسياسة لا تحفظ نظام الطواغيت,فذات الطاغية يصيبه الضعف بعد كل ضربة يوجهها لخصومه,ألا يري الطاغية ما آل اليه نظامه من ضعف جعله يستجدي فلول الأحزاب التي أضعفها بضرباته المتلاحقة حتي استسلمت للأمر الواقع ما جعلها ترضي بفتات من الكيكة,وضعف النظام كذلك جعله يتنازل عن بعض السلطة وفتات من الثروة وللمعارضة الواهنة العتبي حتي ترضي بما يرمي لها من فتات...!!! *وبعد قتل السياسة العمد,بتجاهل الدستور,اصبح الصراع بين ضعيف يعرف بالنظام الحاكم ومعارض أضعف منه يسمي مجازآ بالأحزاب السياسية,وقد نسي النظام الحاكم قاعدة هامة وهي أن قوة النظام الحاكم تستمد من قوة معارضته لا من ضعفها,فكلاهما فقد السياسة,وهنا ظهر النظام بقوة كاذبة وهي القبصة الأمنية,وكلما قتل وسحل ازداد وهنآ علي وهن,والا ما جمع الكسيحة والنطيحة والمتردية وما أكل السبع ليقودهم جميعآ حاملآ راية ما أهل به لغير الله...!!! *فرية أطلقتها بعض الأصوات الأمريكية بأن النظام يحارب الارهاب وصدقها النظام,والاتحاد الأوروبي يعلن تسليح قوات الدعم السريع لمنع تسرب اللاجئين الي اوروبا,دون أن يكلف نفسه بارجاعهم الي بلادهم,وهنا سؤال يفرض نفسه,كيف ستتعامل معهم حكومة السودان,ولو كان الاتحاد الاوروبي جادآ,لدعم حرس الحدود كي لا يخرج اللاجئون من ديارهم,وهؤلاء يصبحون بذرة لارهاب داعش وبوكو حرام وليس لديهم ما يخسرونه,وستغدق عليهم ذات الأموال الغربية من خلال تلك المنظمات الارهابية لينشروا الفوضي في السودان,وهو المؤهل لها,وقد ضربت الفوضي أطنابها في ليبيا وسوريا واليمن والعراق,وكلها دول اذا ما قورنت بالسودان حكمت بواسطة طغاة جبارين,كانوا أكثر مالآ من السودان وأقوي عتادا..! *والذئب عادة ما يأكل من القطيع ألعنز القاصية...!!! [email protected]