*دائمآ ما يميل الانسان الي حل قضاياه بالطرق السلمية,تحاشيآ للخسائر البشرية والمادية,والدمار الذي يحدث بعد كل انتفاضة أو ثورة شعبية,فهذا يضيف أعباءآ اضافية الي الدمار الذي أحدثه النظام المغضوب عليه,ولكن في الحالة السودانية,وهي من الحالات الشاذة,نجد أن تكلفة الصبر علي النظام تفوق كثيرآ تكلفة ازاحته.!!؟ *فالنظام في آخر محاولاته بحثآ عن البقاء,أوهم الأحزاب الكرتونية والجماعات المسلحة غير ذات التاثير الفعلي انه ذاب فيها,والذوبان في الساحة السياسية يعطيه الفرصة لتقبله,ولكن ان بحثنا في الأحزاب والفصائل المسلحة المشاركة في الحوار الخوار لما وجدنا لها تاثيرآ يذكر علي الشارع السياسي.!!! *خطة النظام للبقاء حاكمآ لا أقول انها خطة ذكية,وهي أقرب الي وصفها بالمكر والخداع من وصفها بالذكاء,وأعتقد انها من بنات أفكار سياسي اتسم بالدهاء والمكر.ليعطي النظام قوة غير حقيقية,لمواجهة معارضة أكثر ضعفآ,فالحوار الخوار من أهم مخرجاته,أنه أبرز للنظام قوة وهمية مستمدة من ضعف معارضته.!!! *كما أن الغرض الأساسي من كلما يجري هو الاعلان للعالم أن الشعب السوداني قد اختارالمسار الديمقراطي(رغم زيفه)ليجد النظام قبولآ خارجيآ دون الالتفات الي ما يجري في الداخل من خلخلة مخيفة للجبهة الداخلية.!!! *ومحاولة النظام الذوبان في الساحة السياسية هي مجرد خداع سياسي وهي في حقيقة الأمر ابتلاع لها,تمامآ كما تفعل الأصلة التي تبتلع فريستها وتظل في فترة هدوء وسكينة لفترة طويلة,تمتد حسب حجم الفريسة المبتلعه,ثم تعاود من جديد الابتلاع.!!! *ذات الاستراتيجية يتبعها النظام,فهو بعد الحوار الخوار يأمل أن يجد في سكون الأصلة بعض الوقت علي سدة الحكم,لكن هذه الاستراتيجية(ان جاز لنا وصفها)تشجع الكثيرين لتنظيم احزاب سياسية مهزوزة وفصائل مسلحة جديدة تتمني أن يبتلعها النظام,ويدور السودان في حلقة سياسية مفرغه,خاصة وان النظام لا يهضم ما ابتلع,كما تفعل الصلة,بل يتركه مهمشآ,بعد أن يغدق عليه المال الحرام,ولنا في أبناء طائفة الأنصار والختمية خير دليل.!!! *ان القوة التي تستمد من ضعف الآخرين ليست قوة حقيقية,وهي قوة تضلل حتي ذات النظام الذي يصدق كذبته ويشبه له أنه قوي,ولا يعتبر بالمصير الذي لحق بالطغاة الذين شبه لهم أنهم أقوياء وتساقطوا جميعآ أمام الشعب الأعزل.!!! *ان عالم اليوم ليس كعالم الأمس,فقد عادت النظرة الاستعبادية للشعوب من قبل الدول القوية,تمامآ كما كان يفعل الاسكندر الأكبر حين غزا العالم بحثآ عن الموارد.وكما فعل الاسكندر والأكاسرة والقياصرة,ولكن استعباد اليوم ليس كاللأمس,أنه استعباد تفرضه الشرعية الدولية,فبالأمس كانت الشعوب هي من يقرر مصيرها واليوم الآخرون هم من يقررون المصير واليوم ندخل حقبة الاستعباد التي بالقياس مع الاستعماريبدو رحمة مقارنة بالاستعباد.!!! *وكما احتاج الاسكندر وغيره الي الموارد تحتاج أمريكا ايضآ اليها وليس لها من سبيل اليها الا الهيمنة علي الدول التي تحوي هذه الموارد,ويتم الاستيلاء عليها بمباركة الشرعية الدولية,بقانون مكافحة الارهاب.!!! *المستعمرون القدامي كانوا يبقون علي الشعوب المستعمرة,ولكن الاستعباد الحديث يبيد هذه الشعوب ويخرجها من ديارها,ويجعل أعزتها أذلة تطاردهم المحكمة الجنائية(وما هم بعزيزين).!!! *والصراع في السودان هو صراع علي السلطة,وهو صراع لا حاجة له بالأخلاق فهي أخر ما يتمناه المتصارعون,وضحيته الأولي هي الشعب ومن بعده الوطن فكم من حاكم باع وطنه وشعبه ومبادئه واخلاقه ليبقي حاكمآ وقد نسي في ضمن ما نسي الموت وعذاب القبر وجهنم التي تمثل مقره الأبدي.!!! *والصراع علي السلطة دائمآ ما يفرز العنصرية والقبلية ويكرس للعصبية,ويحول العزيز الي ذليل والذليل الي عزيز,والعدل الي طغيان يصحبه الفساد المالي والأخلاقي.!! *كما ان الصراع علي السلطة يفتت البلاد,ويلهي المتصارعين عن حكمها وحتي عن صيانته اراضيها فكم قرأنا اقلامآ مصرية تتحدث عن عدم وجود دولة باسم السودان واخري تكتب أن حدود مصر الجنوبية هي دنقلا,وأثيوبيا تحتل ارض الفشقة وتطالب بالقضارف,وأفورقي يطالب بحق اريتريا في كسلا,كل هذا بسبب الصراع علي السلطة التي جعلت النظام يوقع اتقاقية نيفاشا التي فتحت الباب علي مصراعيه لتفتيت السودان.ورغم ذلك تجد البعض يحلم في يقظته بعودة الجنوب, كيف ياتري سيعود والبقية تسير نحو التشظي.!!؟ *ورغم ما يجري من مسرحيات سياسية ممله,فان مصير البلاد يسير نحو ما يعرف بالسودان الجديد,ومعني السودان الجديد ليس كما يظن البعض سودان موحد,وحضاري كما يتوهم البعض,انه كما فسروه صراحة يتشكل بالاحلال والابدال,وحتي تتضح الصورة للقارئ,فالينظر الي ما يدور في سوريا من قتل وتشريد واخراج من الديار لملايين اللاجئين الذين لن يعودوا الي ديارهم,التي ستئول لغيرهم,انه المعني الوحيد للاحلال والابدال الذي رفع للسودان الجديد.!! *مما تقدم نجد أن الحفاظ علي ما تبقي من سودان يستوجب مقاومة هذا النظام وهي مقاومة مشروعة,فالأمر قد بلغ مرحلة الصراع علي البقاء,فالذي وضع السودان في قائمة الدول الداعمة للأرهاب,سوف يقضي علي النظام والشعب معآ,ولنعتبر بما حدث في العراقوسوريا وليبيا كيف قتلت شعوبها ومن تبقي تم تشريده,وترفض الدول استيعاب من تشرد منهم.!!!؟ *ان معركة الشعب السوداني هي معركة وجود وليست معركة من يحكم أوكيف يحكم وزوال حكم الطغيان هو أول الخطي لمعركة الوجود والبقاء.!!!؟ *ومن لا يملك قراره لا يصنع مصيره بل يفاجئ به...!!!؟ [email protected]