(1) مازال الغرب يقدم لنا على مدار الساعة كل ما هو جديد وحديث، ومازلنا نحن نقف عند الماضي ولا نقدم غير (التاريخ). نحن أمة تعيش على ظلال (كان) و (كنا) و (العهد الذهبي). عهودنا الذهبية في السياسة والاقتصاد والرياضة والفن والثقافة كلها في الماضي البعيد. حتى احتفالاتنا هي احتفالات للذكرى عيد الاستقلال .. ثورة أكتوبر ..ثورة أبريل.. عيد الأم!!. لا شيء في حاضرنا هذا نقدمه. المستقبل كله يأتي لنا من الخارج ونكتفي نحن بالدهشة.. حيث ثبت أننا شعب (مسهتلك) ..شعب (موتسب) عن بكرة أبيه. هل تعلم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي من بين الدول الأقل استخداماً لمواقع التواصل الاجتماعي؟!. وأن الدول العربية هي الأكثر على الإطلاق استخداماً لمواقع التواصل الاجتماعي التي وصلت عندها مرحلة (الإدمان). (2) في 25 يوليو 1966 عندما أصبح الصادق المهدي رئيساً للوزراء ، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجديد في رحم الغيب. وقتها لم يتكون (إيمانويل) حتى في جوابات العشق التي كانت متداولة بين والدية. هو في ذلك الزمن لم يكن (حلماً)..ناهيك أن يكون رئيساً الآن لفرنسا في الوقت الذي يسعى فيه نفس (الصادق المهدي) أن يعود ليصبح رئيساً للوزراء للمرة الثالثة. في 30 يونيو 1989 كان إيمانويل ماكرون عمره 11 سنة و5 أشهر و 9 أيام. يعني كان حايم ب (الشورت) في أزقة أميان، ولا ينتعل نعلاً في قدميه.. ولا يعرف في السياسة كوعه من بوعه. كان (بتشعبط) في (الحيطة) وبيرفض يشرب اللبن!!. (3) الراجح أن إيمانويل ماكرون عندما كان (ألفة) في أحد فصول المرحلة الابتدائية في فرنسا كان مبارك الفاضل وزيراً في حكومة الديمقراطية الثالثة. الألفة أصبح رئيساً لفرنسا الآن – ومبارك الفاضل مازال يسعى لأن يعود وزيراً..او وزير دولة. ليت الميرغني والمهدي وكل قيادات الأحزاب التقليدية التاريخية في السودان تعلم أن إيمانويل ماكرون أسس حزبه (إلى الأمام) ذو التوجهات الوسطية في أبريل 2016 م. أي أن ظهور ذلك الحزب الذي فاز مؤسسه في الانتخابات الرئيسة في فرنسا ظهر بعد (الحوار الوطني) بما يقرب من العامين. (4) حتى وقت قريب كنت أظن أن جرأة الأوربيين ودهشتهم في (كرة القدم) فقط. كنت أظن أن السحر كله عند الأرجنتيني ميسي والبرتغالي رونالدو – لم أكن أعلم أن سياستهم أيضاً تحتمل تلك الدهشة – وتلك الجرأة. كنت أعتقد أن غوارديولا المدرب الإسباني صغيراً في السن وهو يحقق كل تلك الألقاب مع برشلونة ثم ينتقل بألقابه الى بايرن ميونخ ..هذا أمر كان يدهشنا الى أن أصبح إيمانويل ماكرون رئيساً لفرنسا وهو أصغر سناً من غوارديولا ومن فيصل العجب أيضاً. ( شافع) أصبح رئيساً لفرنسا ..ونحن مازلنا مع كمال عمر وعلي الحاج ومبارك الفاضل وتراجي مصطفى. الآن (فطر مثير للهلوسة) كما كان يوصفه خصمه من اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون يصبح رئيساً لفرنسا. (5) الى كل حالات (كمال عمر) في السياسة السودانية..ومن هم أصغر منه ب (20) عاماً. الى كل خريجي الجامعات سنة2004 وما بعدها.. والى الجالسين على الأرصفة ..وعلى (لساتك) العربات ، وتحت ظلال الأعمدة.. الى كل هؤلاء نقول : (دفعتكم في فرنسا أصبح رئيساً للدولة). الانتباهة