مرغما أجدني أخوض في جدلية الصلعة حديث الساعة ، وكنت في شاغل بقضايا أخرى، ولست كما تبادر للبعض غير مبالٍ بما يتفتق به خيال والينا الهمام فالرجل (حبيبنا) على طريقة المصريين.. عبد الرحيم محمد حسين عودنا الغياب لفترات تحسب خلالها بان الرجل قد زهد في السياسة والمناصب ليخرج إلينا بتصريح (أرض جو) وهذه الأيام يتصدر أفيشات مسرح العبث بتصريح (الصلعة) الأشهر ليس بين تصريحات رفاقه المسؤوليين غير المسؤولة بل بين تصريحاته هو شخصياً ولعل الذي منحه لقب (الليمبي دقيق في وصفه المتسق مع الشخصية الأصل ولا نملك سوى وصف منتج اللقب ب(السحار أو بعاتي كما درج أهلنا في السياق) ولا بد من توطئة موجزة للدخول الى عالم الصلعة وللصلعة في واقعنا حضور، في الغناء مثلا (حبيت أب قجيجة وأريتو أبو صلعة طاير) وفي عالم المال والإقتصاد كان للدولار نصيب من القاموس الشعبي وقد عُرف ب(أب صلعة) وعند حلاقين زمان عُرفت الصلعة بالقرعة والكريه ونِمرة واحد، و حديثاً فقد باتت الصلعة تقليعة بمسميات عديدة ، أما صلعتنا موضوع الساعة فهي ذي صلة بالوراثة أو بعوامل بيولوجية معقدة وقد لا تكون لها أية علاقة بالإبداع الخلاق والتفوق والنبوغ، كما إتضح مؤخراً لأخينا الجنوبي وتحيلنا جدلية الصلعة الى طرفته وقد ترسخت لديه قناعة لا تقبل الجدال بأن كل أصلع /أبو صلعة له صلة ما بوادي عبقر، فهو عنده إما مهندس أو طبيب أو خبير ما في تخصص ما، وقس على ذلك، وكان الاخ الجنوبي وبفضل رسوخ قناعته تلك يجل ويحترم كل أبو صلعة يلتقيه فكان يعطيه حقه من التبجيل والتقدير، فكان مثلاً اذا صادف أحدهم بمركبة عامة يقوم ليجلسه مكانه مردداً : يا سلام ..إتفضل ..معقول تقيف ونٍحنا قاعدين.. إنتو العلم والنور... إنتو.. وإنتو..الخ ، ليسأله آخر المطاف والتطواف إنت بيشتغل شنو؟ فكان يسعد ايما سعادة إن كان من صادفه طبيباً أو مهندساً أو أياً كان من قائمة الجنوبي الذهبية ، وكان أن صادف يوماً أحدهم من ذوي الصلع، فبدأ معه برنامجه الخماسي الى أن بلغ به: الأخ بيشتغل شنو؟ فألجمته الإجابة (نجار) فقال له مستنكراً : هسه دا داير ليهو صلعة!! والمتابع يرى في كل واقعنا المعاش في عهد القوم صلعة كلية تطبيقا على القاعدة الفيزيائية للخسوف/الكسوف الكلي .. مياه الخرطوم عبارة عن صلعة ، الكهرباء (غوردون) الرغيف مخلوط أقرب للخسوف الكسوف الجزئي والغالب فيه إظلام..أما المواصلات فقد عفانا الوالي صاحب (جدلية الصلعة) وصاحب كل التصريحات الكوميدية..عفانا من مغبة الخوض في تفاصيل أزمتها وقد أرجعها الوالي نطاس زمانه والأولين والقادمين ان كان في الدنيا بقية..أرجعها الليمبي الى كثافة السكان العالية جزاه الله عنا كل خير شفتو الخبرة والرصد الدقيق والدراسات المتأنية المصاحبة لإدارة الأزمة!! رهيب والله رهيب، التعليم ..الصحة.. الزراعة والسكن ولا دي خلوها لان الوالي المتابع لامور ولايته حسمها مبتدراً بها تصريحاته (الأرض جو)..(جينا لقينا الحِتات كلها باعوها!)..بعيداً عن جدلية صلعة الوالي قريبا من صلعة الولاية في مأكلها ومشربها وكل حيواتها الصَلعَّت وذات صلة بسياسة التصليع التي تنتهجها ولاية الصلعة القرعة نسأل: سيدي الوالي أما من فتوى ترجمون بها (شمار) المواطن حول المتحصلين الجدد للنفايات... مجموعات من الشباب يتأبطون بعض أوراق ، معترضين سير الدفارات والعربات الكبيرة حيث يقفون وسط الطريق يطالبون السائقين برسوم النفايات..تشابهت علينا النفايات ما بين تجارية وسكنية ومتحركة (الأخيرة دي حقت العربات) وفضلا فسروا لنا هذه (الوهمة) الجديدة تفصيلا .. هل هي رسوم لنفايات إلكترونية ما يعني في هذه الحالة بان مشروع الوالي (القرية النموزجية) قد إكتمل أو بإعتبار ما تفرزه العربات الكبيرة جاز قد ثبت للولاية ان عوادمها مصدر للتلوث الإلكتروني والكربون والمتسببة بدورها في مشكلة الأوزون، و(عشان ما نشطح فهمونا) بما يجري على مسرح الخرطوم الكوميدي .. ثم لمصلحة من يتم هذا التحصيل للمحلية ، الولاية، البيئة؟ والأهم كيف يتم توظيف هذه الأموال المتحصلة والى اي مدى أسهم العائد من التحصيل في التحاق الخرطوم بمجموعة أصدقاء البيئة و(أوعك تقطع صفقة شجرة عشان ما يكون في جفاف وتصحر) وللمسألة رابط لحزام الخرطوم الأخضر(حزام نٍمر) وجمعية الخُضُر الأوربية..وما يحير في الامر وهل لجهة غير الشرطة عموما وشرطة المرور خصوصا السلطة في توقيف السيارات وما هو رأي القانون في سلوك المتحصلين بالطرق العامة اليس فيه إنتحال لشخصية رجل الشرطة! نأمل في تصريح يشفي الغليل... وأنا في الثرى وهو في الإكليل.. نوم عيني أصبح قليل. وحسبنا الله ونعم الوكيل [email protected]