الصحفي ليس بالضرورة دايما لابدأن يطرح رايه الشخصي في الشئون العامة التي تقبل التحليل و التحليل المضاد .. وذلك حتى يكون هنالك مجال للأخذ والرد من أقلام أخرى تثري الموضوع تبعا لما تراه بالعيون الراصدة لمجريات الأحداث و توجيه رياح المستجدات لها إنتظارا للرأي الرسمي في الشأن المعني . كنت في الأسبوع الماضي قد أشرت الى إحتمال إعتذار الرئيس البشير عن المشاركة في قمة الرياض للدول الإسلامية والتي من المتوقع أن يشارك فيها الرئيس دونالد ترامب في أول زيارة له خارج بلاده عقب تقلده منصب رئاسة الدولة العظمى ! لم يرق ذلك التبوء بهذه النتيجة لبعض قراء الراكوبة الكرام الذين علق بعضهم مستنكرا ماكتبته وتواصل معي البعض بصورة مباشرة محتجين على ما اعتبروه تحريضا للسلطات السعودية للمبادرة بطلب عدم حضور الرئيس البشير درءاً لأي حرج قد تلاقيه هي كجهة منظمة وما قد يتعرض له رئيس السودان من إهانة لو أن الرئيس الأمريكي عزف عن مقابلته ومصافحته أو رفض مجرد تواجدهما في قاعة واحدة ! الان رئاسة الجمهورية وعلى لسان وكالة الأنباء الرسمية سونا أكدت بالفعل إعتذار الرئيس المشفوع باسباب خاصة .. وهي اسباب على خصوصيتها لا تحتاج الى كثير شرح .. وهو قرار سيسكب ثلوج الراحة في صدر المملكة التي قدمت الدعوة كاجراء روتيني ولكنها حبست الأنفاس خوفا من أن يفعلها الرجل و يجعلها في موقف لا تحسد عليه . لكن الأغرب في ذلك الإعلان هو تخفيض حجم التمثيل من حيث المسمى الوظيفي والشخص الذي يشغله وهو الفريق طه عثمان وزير الدولة بالرئاسة ومدير مكتب الرئيس .. فيما كان المتوقع أن يكون البديل لتمثيل البلاد في قمة ملوكية رئاسية أميرية على أقل تقدير نائب الرئيس الثاني حسبو عبد الرحمن في حالة تعذر ابتعاث النائب الأول ورئيس الحكومة الفريق بكري حسن صالح ! وهوما يطرح سؤالا كبيرا حول الدور الذي يلعبه الفريق طه في تحريك العلاقات السعودية الخليجية السودانية ويتعداها الى علاقات السودان بالولايات المتحدة ..ومايمسك به من ملفات خطيرة وهامة تشي بأن الرئاسة تعد الرجل لمستقبل بانت ملامحه وستتضح أكثر إذا ما أتت جهوده أكلها برفع العقوبات الأمريكية عن السودان ورفع إسمه عن قائمة الدول الراعية للإرهاب ! [email protected]