كان عالم السياسة مليئا بالمضحكات التي تنم عن روح الدعابة ولطف المؤانسة، حتى بين الخصوم، وبدلا من مواصلة البكاء على الأطلال، إليكم عينة خفيفة من طرائف السياسة، ولكم ان تقرأوا ما بين بعض سطورها: * في برلمان آخر نظام ديمقراطي، كان محمد ابراهيم نقد يقف مع أبوسبيب ودفع الله التوم، وجاء «هجو قسم السيد» شايل مصاحف جميلة ادي الاتنين وفط نقد. فسأله: ليه ما اديتني مصحف؟ فقال له: ما حبيت أحرجك. فكان رد نقد: انا اسمي محمد إبراهيم، فيه اتنين انبياء... من الله خلقك سمعت بي نبي اسمه هجو؟ * تم فصل المرحوم البروفيسور فاروق كدودة من جامعة جوبا، وبرر مدير جامعة جوبا حينئذ قراره ذاك بقوله: اني رأيت في المنام اني افصله ففصلته، وخاض كدوده صراعا طويلًا في المحاكم، انتهى بصدور قرار بإعادته للجامعة، وصبيحة اليوم التالي قدم استقالته. وسأله صحفي في حوار معه في صحيفة «الأضواء»: ولماذا استقلت يا بروف؟ فأجابه بطريقته الساخرة: الله، يعني عايزني أنتظر لحدي ما يرى في المنام أنه يذبحني ؟!!! * كان الفريق فضل الله ناصر برمة «حزب الأمة» يقوم بتوصيل كدودة بسيارته عقب اجتماع للمعارضة، وفي الطريق قال برمة لكدودة: لو سمحت عايز امر على صاحبي عيان في المستشفى، اشتري ليهو بوكيه ورود، كدودة قال ليه: انت جياشي وحزب امة. مالك ومال الورد «حكاها الفريق برمة في تأبين كدودة في قاعة الصداقة» *كدودة وجماعة شيوعيين كلهم محس، كانوا مختفين في بيت في بحري ايام نميري، ووصلت خالة أحدهم من «البلد»، وأصرت على زيارته، من منطلق أنه «عيب» أن تعود الى البلد، ويعرف الناس أنها لم تقابله، وتحت إلحاحها أتوا بها ليلا إلى»بيت الاختفاء»، على أن يتم تهريبها فجرا، و»زبطوا» لها عشاء دسما، وفي دغش الصباح حاولوا إيقاظها واكتشفوا انها «ماتت»، فانفجر كدودة صائحا: بالله دي حركة تعملها خالتك السخيفة دي؟ نحنا في شنو، وهي تجي تموت لينا. * هذه ليست سياسية ولكنها دليل على أن الراحل الجميل عوض دكام كان يحمل جينات رباطابية، ويقال إنه في الفترة التي كان دكتور عوض جادين مديرا لمشرحة مستشفى الخرطوم «قبل تشليعها» قال لعوض دكام: عامل لينا فيها دكتور وماسك مستشفى ومضيع عمرك كلو في الخشم، بالذمة في الكم سنة بتاعتك دي تعاملت مع كم سن وضرس؟ فكان رد دكام: انا صاح ضيعت عمري في الخشوم، بس اول مرة في حياتي اشوف لي دكتور يفحص الزول بعد ما يموت. * وأشهر الاقوال قبيل «الإنقاذ» بساعات!!! قالها نائب رئيس الوزراء زين العابدين الهندي «اتحادي ديمقراطي» داخل البرلمان، عندما كثر الحديث عن تعزيز الديمقراطية: ديمقراطية شنو البتدافعو عنها وتحموها ؟؟والله أنا لو شالها كلب ما أقول ليهو جر. * كان في شيوعي اسمه خ. ضعفت قدرته على السمع، ومنعوه جماعة الامن زمن صلاح قوش من السفر للخارج للعلاج، وذات مرة التقى كدودة بقوش في مناسبة اجتماعية وقال له: من شدة ما الزميل خ. اطرش نحنا في اجتماعات الحزب الشيوعي السرية البيشارك فيها بنرفع صوتنا ناس الامن بيسمعونا بدون اجهزة تنصت.. وضحك قوش وصرح لصاحبنا بالسفر.. * ذات مرة قرر الرئيس نميري ان يتفقد وزارة سمع ان موظفيها متسيبون، وبينما هو يقف عند المدخل لرصد حركة الموظفين، جاء موظف حلفاوي متأخرا ساعتين، فسأله نميري: متأخر ساعتين ليه؟ فرد الحلفاوي: لما مات جمال عبد الناصر انت تركت شغلك وقعدت في مصر 5 أيام في زول سألك؟ فضحك نميري وقال له: على رأيك خربانة من كبارها. الصحافة