العنوان تحوير بالامر الواقع لشعار رئاسة الجمهورية الذي طرح العام الماضي زيرو عطش ففي ولاية النيل الابيض العطش بلغ بمواطنيها مبلغا جعلهم يشربون الموت الزؤام . ظللنا ننبه منذ سنوات بأن مشكلة بحر ابيض هي العطش فهي عطشي رغم أن النيل يشقها من اقصي جنوبها الي اقصي شمالها ساخرا من إرادة حكوماتها المتعاقبة منذ سنوات خلون وزاد الامر ضغثا علي إبالة في الفترة الأخيرة حين حصد المواطن الوباء الاخير (الكوليرا )والتي سبقتها نذر كثيرة ليس اخرها وفاة الحاجة (ام دعك) التي ماتت عطشا في الولاية دون أن يلتفت لها احد . وقبل شهور من الان تراصت قري النيل الابيض في وسائل التواصل الاجتماعي تشكو عطشا مهلكا مادة لسانها الابيض الجاف تماما في انتظار جرعة ماء مستحيل ،صحيح أن هنالك إشراقات قامت بها حكومة الولاية في محطة كوستي و مياه القردود وكذلك حركت ملف مياه تجمع قري قوز البيض الذي طال انتظاره ولكن الاشكال اكبر من ذلك بكثير وقد اجلاه الوالي بصورة واضحة بقوله الاشكال في مياه شرب وهو أكبر من طاقة ميزانية الولاية بكثير . وحتي المشروعات التي شهدت اهتماما فان مياهها عكرة للحد البعيد وشبه معدومة (مياه كوستي ) نموذجا فقد بين وباء الكوليرا أمرا لم يكن خافيا أن مياه كوستي أشبه ما تكون بالعرديب لونا وطعما تتساكن معها أجهزة المواطن الداخلية وسرعان ما تخرج من السبيلين كوليرا وحصاوي وفشل كلوي جعل مواطني المدينة يصطون امام مركز غسيل الكلي في مشاهد اصبحت شبه مألوفة رغم المها . الوباء الاخير كشف تماما أن ولاية النيل الابيض تعاني مع المياه معاناة الموت عطشا وتلوثا فقرابة ال 85%من القري عطشي والنيل سليل الفراديس غدا مكبا النفايات الكيمائية للمصانع وغسيل المركبات والركشات وقضاء الحاجة وكان الأولي أن يكون مزاراة سياحية . حسنا وجهت رئاسةالجمهورية عبر السيد النائب الاول ورئيس الوزراء القومي بضرورة احتواء الوباء بعد قرابة الشهر من الإصابات ولكن الشيء الأهم أن الوباء هو تمظهر فقط للمتسبب الرئيس وهو العطش المهلك الذي دفع المواطن هناك لان يرد الموت علي حواف الترع الملوثة والسبب الثاني هو المخلفات الكيميائية التي اضرت بثروات الولاية السمكية والزراعة الجرفية وامتدت عابثة بارواح الناس في الوباء الاخير . ولاية النيل الابيض بحاجة الي احتواء العطش والتلوث جنبا الي جنب مع احتواء الوباء فإذا لم تتم إزالة المتسبب في الوباء فالامر لايعدو سوي مسكنات وقتية سرعان ما يعاور مواطنيها الالام بزوال المؤثر . ففي كل عام ولمدة 9 اشهر الوضع في بحر ابيض غاية في السوء إذ استثنينا شهور الخريف الثلاث الاشكال موسمي متجدد سنويا والمعاناة مستديمة ولكن هذا الموسم شقي حال وقع في (الكوليرا). ولاية النيل الابيض بحاجة الي مجهودات رسمية وطوعية(منظمات مقتدرة ) لمحاربة العطش بتوفير محطات مياه نقية صالحة للشرب تليق بإنسانية الانسان وتحافظ علي حياته والا تحول شعار زيرو عطش الي زيرو حياه وهي مرحلة بدأت مؤخرا بالكوليرا . [email protected]