هل مكتوب على هذا الإقليم من العالم أن تهب عليه رياح الحروب الساخنة كل مائة عام لتمزق أوصاله وتبدل احواله وتشده سنينا الى الوراء ليبدأ من جديد من نقطة الصفر حتى يعيد له من دفعوه الى تدمير ذاته إقامة ذلك البناء من حر ماله مثلما جعلوه يسدد فاتورة المعاول التي هدم بها نفسه ! فالتوقعات على سبيل المثال لا الحصر تشير الى أن تكلفة إعادة بناء مادمرته حرب الوكالة في سوريا في شتى ضروب المباني و البنى التحية و غيرها من الأشياء العينية هي 990 مليار دولار..ولكنها لم تتضمن بالطبع تعداد و مقدار ما خسرته البلاد من إنسانها موتا و شتاتاً وتعطيلا لحركته مشلولا أوجريحا أومكسور الخاطر لان ذلك لم يكن في أولويات من أمرونا بالمهمة ! وقس على ذلك قيمة بقية الفواتير المادية والبشرية في كل المناطق التي طالها الخراب وفتكت بانسانها أوبئة تجاوزها العالم منذ عقود ! فالى متى سنظل في غبائنا نقوم بحروب الوكالة وتتأصل في تربتنا الجهالة .. فيتراجع تعليمنا الى أمية ضاربةالجذور لآن جل ميزانية كثير من الدول الفقيرة تذهب لشراء السلاح وتقوية أذرع الأنظمة التي تلطم بها وجوه من سكبوا لها ذلك المال من عرق الجبين المجهد و عصارات البطون الفارغة .. بينما اسرائيل تستغل في ذكاء ومكر كبار العالم لتأخذ سلاحهم مجانا إلا من وعد بحماية مصالحهم إختراقا لمن حولها من المشغولين بجدلية البيضة والدجاجة ايهما وُجد قبل الآخر .. ونجد تلك الدولة التي نبتت بروسا في بيادر غفلتنا توجه جل ميزانيتها لتطوير البنى التحية و الخدمية لمواطنيها فبلغت ميزانية دعمها لبند البحث العلمي فقط ما يعادل ميزانية التعليم في كافة الدول العربية ! فيا لبؤس هذه الأجيال الضائعة في فراغ الحياة و فضاءات الهيام على الوجوه وغياب بارقة الأمل المطحون مابين رحى السياسين الفاشلين ممن يدعون الكمال و بين ضعف مطرقة مقاومتهم حيث كبلوا السواعد بحبال الوهم الطويلة و أفرغوا العقول من محتواها بغسيل المخ الذي جعل من الشعوب خواء بلا إرادة وأجساداً بلا همة .. فانهدت صروح الوعي وغدت أثراً بلا عين إلا من رحم ربي ..وذبلت أزاهير حقول المستقبل قبل أن تنفث اريجها في مسامات الدروب الموصدة ! فما لم نغير ما بانفسنا حتى يغير ألله من أحوالنا فستظل المنطقة هكذا دواليك تقوم بحروب الوكالة وتسدد قيمة ما بددته من أزمنة تاريخها لو أن ربعه قد إنفق في سعي مركز لإعلاء قيمة العلم لكنا اليوم نحلق في مئوية جديدة قريبا من نجوم الفضاء الذي أقتحمه قبلنا من ظللنا نحرث لهم الأرض ليأخذوا ريع ثمرتها دون مقابل ..ونمهد بأجسادنا مدرجات هبوطهم بسلام ..ونصفق لهم عند ذهابهم ثم نلتفت حولنا لنجد همنا الأزلي وهو الجهل يرقد في إنتظار جولة أخرى في المائة عام القادمة . تبا لجهالتنا ! محمدعبد الله برقاوي..