٭ في سبعينات القرن الماضي كنت احرر صفحة اسبوعية بصحيفة الايام باسم من العمق العاشر واذكر في مارس 1974 في زاوية وجهة نظر كتبت معلقة على موضوع اثرته في أول مارس من نفس الصفحة وهو أغاني البنات. ٭ والرجعة اليوم جاءت بسبب متابعتي لاشعار وأغاني البنات في هذه الايام في الالفية الثالثة.. فقد جاءت مباشرة بلا لف ودوران.. وفي وجهة نظر 03 /3 /1974 جاء الآتي للتأمل والمقارنة. ٭ في وقفات الاسبوع الفائت كنا قد اثرنا موضوع أغاني البنات باعتبار انها مادة غنية للبحث ولكشف عالم خاص يصعب الوصول اليه مع ما موجود من عادات وتقاليد ومفاهيم اجتماعية حول مسائل معينة.. وما كنت اظن ان هذا الموضوع يلاقي الاهتمام الذي لاقى. ٭ وقبل ان استجيب لرغبات الكثيرات من قارئات الصفحة في ان آتي بمزيد من النماذج.. أرى لزاماً علىَّ أن أشكر كل الذين ابدوا حماساً للبحث في هذا العالم.. عالم غناء البنات. ٭ الفلوكلور.. أو الادب الشعبي أو حكمة الشعب بالمعنى الاصح هو الذي يعبر صادقاً بلا شوائب ولا حواجز ولا تعقيدات لغة كما ورد سلفاً فالفتاة تغني قائلة: وديوني للملكية وكشفوا الدكاترة علىَّ قالوا لي يا بنية عياك ما بتنفعوا العملية ٭ وتقول أخرى: عيانة راقدة سرير جاب لي قزازة عصير قال لي هاك اتغذي شفقان عليك كتير ٭ أو تقول ثالثة: يا عسل الصفائح كل البينا رايح كتم الريد بجرح وفتو بجيب فضائح ٭ أو تقول رابعة: رسموك في الضمائر وين يا ناير الشجر الفي خلاه والحكومة ساقياه شحدت مولاه ما يسافر براه ٭ الملاحظ في هذه الأغاني انها لبنات المدينة أو الريف القريب من المدينة فالتعبير عن العاطفة بدأ يتغير ففي المرة السابقة كانت النماذج خليطاً وكانت في عموميتها تتحدث عن الزواج أو أمنيات زوج المستقبل بصرف النظر عن وجود علاقة سابقة. ٭ أما في النماذج التي أمامنا واضح ان المعنى بالاشارة شاب معين فالأولى تقول انها مرضت بحبه ونقلوها للمستشفى (الملكية) والأطباء فضحوا أمرها، والثانية تعبر عن اهتمامه بها وزيارته لها في مرضها ولعلها هى الفرصة الوحيدة التي تسمح بها التقاليد لزيارتها. ٭ أما الثالثة تعبر عن وجهة نظر المجتمع حول تعبير الفتاة عن عواطفها وفي الحالتين تعاني (كتم الريد بجرح) وفتو بجيب فضائح وشيل حس.. والرابعة تؤكد أنها تبادله العواطف وتحس ان ميعاد سفره قد دنا فهى تتمنى ان تسافر معه (شحدت مولاه ما يسافر براه). هذا مع تحياتي وشكري أغاني البنات الصحافة