ما وراء الخبر مستشفى الوزير .. يمنع منعاً باتاً ليس غريباً أن يعلن مستشفى يستبشرون المملوك لمامون حميدة وزير صحة الخرطوم.. اعلاناً ممهور بتوقيع المدير الطبي يعلن فيه للعاملين بالمستشفى (يمنع منعاً باتاً استقبال حالات الإسهال المائي)،، الغريب حقاً ان يسكت الوزير على هذا التصرف بعد نشره في وسائل الإعلام. ومفاده أن مستشفى يستبشرون الخاص المملوك لوزير الصحة بولاية الخرطوم بروفيسور مأمون حميدة، منع استقبال المرضى المصابين بالاسهالات المائية، و جاء ذلك بعد ان اعترفت وزارة مامون بانتشار الاسهال المائي في ولاية الخرطوم وأكدت وفاة حالتين. وحسب الزميل شوقي عبد العظيم (صاحب الزلزال) فإن المدير الطبي لمستشفى يستبشرون د. ياسمين يونس نشرت تعميماً داخل المستشفى منعت فيه استقبال أية حالة اسهال مائي، سواء في قسم الطوارئ أو العيادات، منذ الخميس الماضي. انتظر الكل ردة فعل الوزير وأقله مسارعته إلى تصحيح هذا الوضع المشين، بإعلان استعداد مستشفى يستبشرون لاستقبال مرضى (الاسهالات المائية)،وهو الاسم الطبي للكوليرا بعد أن تعبر الحدود إلى داخل البلاد، ومحاسبة المدير الطبي و اي طبيب يرفض علاج مرضى( الاسهالات المائية).. و الأسوأ من ذلك ان لا احد سأل الوزير عن إهدار كل القيم والتقاليد الطبية .. وابتداء بقسم ابقراط رحمه لله في يستبشرون. مراقبون استهجنوا طريقة تعامل مستشفى يستبشرون في وقت يتطلب تضافر كل الجهود لمحاصرة ما يسميه الوزير اسهالات مائية.. اول استنتاج طاف بذهني أن المستشفى يفتقر الى قسم مكافحة العدوى( infection control ) ، وهكذا ساقتني قدماي إلى المستشفى في معاينة داخل العيادات وردهات انتظار المرضى وعند المعمل، فلم أشاهد اي معدات لتعقيم الايادي وهي ابسط أنواع التعقيم، لا توجد مياه شرب، والحمامات بها اثنين حمام لأغراض الفحص، يلفت النظر وجود أعداد كبيرة من العاملين الأجانب من كل الفئات (اطباء و إداريين و موظفين)،وهو وضع يحتاج إلى تفسير من السيد الوزير الذى يشجع هجرة الأطباء و يستجلب اطباء اجانب، وبديهي السؤال عن استيفاءهم لشروط وضعها الوزير بنفسه لاستقدام الأطباء الاجانب. لا شك ان امتناع اي طبيب او مستشفى عن تقديم العلاج إلى مريض يعتبر مخالفة قانونية تستوجب المساءلة والمحاكمة، و لكن ما يثير الدهشة هو كيف يشخص مريض بالاسهال المائي قبل أن يدخل الطوارئ ويتم معاينته من قبل الأطباء.. وماذا اذا توفى مريض او تدهورت حالته اذا جاء إلى يستب شرون ورفض علاجه، طبعا لا انا في المجلس التشريعي و لا احد ينتظر منه مساءلة مامون. وبما ان الاسعافات المائية أصبحت شأنا اتحاد يا ..فكيف ستتصرف الحكومة و رئيس وزراءها بكرى حسن صالح. حسب الدستور والقانون فإن العاصمة الخرطوم خاضعة لسلطة مزدوجة (ولائية .. واتحادية) لجهة حالة الطوارئ و ما يليها من كوارث، ليس واضحاً بعد لماذا تتمسك سلطة المؤتمر الوطني بمسؤولين يسيئون إليها صباح مساء.. وزراء ..وولاة.. ووزراء ولايات.. لعل مامون هو مثال لأكثرهم تعالياً وغروراً .. انه البلدوزر .. محمد وداعة الجريدة