ادروب بروحه المرحة البسيطة ،ونفسه المستلطفة النكات، المعبرة بلسان جمال الانسان البيجاوى،الغنى بالنوادر والمرح ، فادروب تميزه سرعة البديهة وحدة الذكاء ، وخفة الظل الذى يستطيع ان يحول كثير من المواقف التراجيديا الى كوميديا ضاحكة، ومواقف طريفة ولطيفة وساخرة.. وهو ايضا يحمل قلبا وثايا وجريئا الى المعالى والتميز والاعتزاز بشخصيته.... ومنذ حقب تاريخية قديمة اشتهر الادروب بالشجاعة والاقدام... فلايعرف عند الشدائد الخوف والتجاين والخضوع... ولا تنسى صفحات التاريخ شجاعة البطل عثمان دقنه ومواقفه البطولية المشهودة، ضد المستعمر الغاشم، وقيادته المحنكة والذكية للبجة وصمودهم وثباتهم وهم يحاربون واسلحتهم انذاك السيوف والحراب، بينما الجيش البريطانى قد تدجج لهم بالمدافع، وشتى انواع الاسلحة النارية الفتاكة ، وهذا الصمود االفريد منهم جعل الغرب يعترف يقوة شكيمتهم وصلابتهم وشدة باسهم وعزيمتهم ، التى دحرت قوات الجيش الانجليزى، وتمكنوا من الحاق الهزائم بالانجليز... فما كان من شاعر الامبراطورية البريطانية التى لم تكن تغيب شمسها.... روديارد كيلنج Kipling Rudyard الا ان كتب قصيدة ظلت خالدة تحكى للتاريخ مايتميز به المقاتل البيجاوى، وكيف يدافع عن تراب وطنه واسمى القصيدة فزيوزى fuzzy wuzzy وترجمها صديقى الاديب الاستاذ/ ابراهيم احمد شلية، متعه الله بالصحة والعافية ....الى اللغة العربية .......ولطول هذه القصيدة الرائعة اخترت مقاطع منها: كانت لنا صولات حرب جمة عبر البحار مع كثير من رجال منهم الشجاع والجبان تعاركنا مع البيتان والزولو والبورميين فكان اروع المقاتلين ذلك المغوار الاجعد اللبنى الشعر ( الفزيوزى) فقد عجزنا ان نفت من صموده اذ كان رابضا لنا يندس فى سواتر الاشجار ليعقر الخيول منا بغتة ويستبيح ساحة الحراس فى سواكن المحصنة يعابث الحنود مثل قطة تداعب الاوتار لذا نهديك صادق التحايا فى بلادك السودان ان كنت فى الحياة يائسا وجاهلا فانت فى الحروب قمة الفخار اليكها شهادة الابلاء فى المنازلة وان اردتها ممهورة باسمنا نعطيكها من الاعجاب فى اطار فان جنحت للتصخاب والمراح فننا نتوق منك طيب الوصل والجوار لك الاكبار انت والصبية الصغار تحية نسوقها فى قالب اعتذار فانت رغم فارق الصراع بين شفرة ونار كسرت حاجز المربع المنيع فى اقتدار هذا المقاتل المهيب لا يحمل الوثائق الشخصية المميزة لذا نعطيه ما استحق من شهادة على مهارة القتال لذا نزجى اليك مدحا فى بلادك السودان فانت فى الحياة معدم وجاهل ولكن فى الحروب قمة الفخار نهديك هاهنا تحية يا اشعث الاهاب يامن حكى وعاء التبن راسه الدهين بالغبار وانت الاسود الوثاب الساغب الحشا لانك اقتحمت صف الانجليز فى اقتدار وقيل ان شهادة عدوك بمحاسنك اكبر من شهادة حليفك، فالاول يرى بعين الحقيقة المجردة التى لامراء فيها... ولا نفاق ،وعندما تنطلق هذه الكلمات المعبرة ،من قلب شاعر يدين لوطنه بريطانية بالولاء التام ويتحدث بلسان الخصم عن روعة الادروب – البيجاوى ويسالته ... وصلابة الانسان السودانى عموما .. وهذه القصيدة بروعتها ووضوحها ملحمة شعرية وشهادة صادقة، ووثيقة باقية ومعتمدة ، تبقى لكل الاجيال تحكى عن المواقف البطولية التى كتبها الاجداد بمداد من نور كحقيقة مائلة لن تندثر ولن تموت حتى لو تناسيناها نحن... فاين موقعنا اليوم من صدى حضاراتنا... وهذه الانتصارات الخالدة .....التى تحكى بصدق وشفافية عن... تاريخنا ....ومجدنا... الافل والمنسى ... والمجنى عليه .... منتصر نابلسي