*أنتجت أزمة إتحاد كرة القدم السوداني ، ردود فعل كثيرة جداً ، منها المضحك والمبكي والمُحزن والمؤلم والمُحير و (الغياظ) ، ولو حاولنا ان نرصد كم الصفحات والمقالات والعبارات والحروف والتعليقات ، التي سالت ونزفت في كل وسائل النشر الورقية والإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي عن هذه الأزمة والمشاركين في إشعالها لما إحتوتها عشرات الكتب !! *لم تقف الأزمة عند تحيز الهلال لمجموعة الفريق ، وميلان المريخ لمجموعة الدكتور ! *ولم تقف قضية الموسم عند دعم بعض الصحف الهلالية للمدهش ، ومساندة الصحف الحمراء لمعتصم ! *لم يبخل احد برأيه الواضح والصريح (مع وضد) ، مع (إصلاح) المدهش وضده ، مع (تطوير) معتصم وضده ! *معظم المريخاب مع إتحاد معتصم ، ليس حباً في (الصيدلاني) ولكن (نكاية) في المدهش (الهلالابي) !! *ومعظم الهلالاب مع إتحاد عبد الرحمن سر الختم ، حباً في هلاليته ، وكراهية في الإتحاد ، (إتحاد اللقيمات) ! *ولا ننسي من يقفون في الوسط وهم (كارهو) الكرة السودانية ، الناقمون علي نتائجها وفضائحها ، وهؤلاء هم الذين يرفعون أصواتهم منادين بالتجميد لأنهم "قنعوا من خيرها فيها" !! *القبلية والجهوية و (العائلية) و (الجيرانية) كانت حاضرة كالعادة في مواقف الكثيرين خاصة بمواقع التواصل الإجتماعي، وهؤلاء يدافعون عن (بلدياتهم) و (أقربائهم) و (جيرانهم) و (اصحاب أصحابهم) ممن يصارعون علي الكراسي او من تطالهم الإتهامات والهجمات ، ولا يهم هذه الفئة نتائج المعركة ككل او ما ستفضي إليه بقدر ما يريدون مصلحة (اولادهم) و معارفهم وفوزهم الشخصي في نهاية المطاف ! *المحايدون في أزمة الموسم ، قد يكونوا قليلين جداً ، فمعظم من يدلون بآرائهم في كل وسائل النشر ، ينحازون لهذه المجموعة او تلك ، ولذلك كانت مواقف المحايدين مثل " كلام القصير ما بتسمع"!! *بنظرة سريعة لمجمل الآراء والمواقف تجاه الأزمة ، سنجد ان اهدافها كانت (ضيقة) جداً و (شخصية) الي أبعد الحدود !! *قلة قليلة جداً يتحدثون من منطلق قومي ، ويستهدفون مصلحة السودان العليا ، ومستقبل الكرة السودانية ! *كل ذلك أدي الي توهان القضية وتعمق الأزمة ، فضلاً عن تعنت المشاركين والمساهمين فيها والذين وضح ان ما يهمهم هي المكاسب الشخصية ، لا المصلحة العامة . *نحن كأننا نخوض مباراة داخل ملعب (كرة سداسية) ، يشارك باللعب فيها الآلاف او قل الملايين ، لا يوجد فيها حكام ، ولا مرمي ولا شباك ، كل من يتسلم الكرة يريد ان يراوغ ،فيسقط تحت الأقدام وتنفجر الكرة ! *أزمة اتحاد الكرة ، تشبه نتائج الكرة السودانية !! *أزمة الكل خاسر فيها ! *لا نتوقع جديداً لا من مدهش ولا من مندهش ! *إتحاد فاشل ، وإتحاد فشل قبل ان (يفشل) رسمياً !! *حسن ابو جبل (قلب) مع المدهشين في لمح البصر !! *لمن لا يعلم ان (ابوجبل) كان منظم المهرجانات الشبابية والرياضية في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري في السبعينيات والثمانينيات ، ووصل الي منصب وكيل وزارة الشباب والرياضة في نهاية الثمانينيات، وبعد إنقلاب الإنقاذ ، إغترب بسلطنة عمان ليعمل بها موظفاً قبل ان يعود ويأتمر بأوامر معتصم جعفر ومجدي شمس الدين ، ويتحول آخيراً مع مجموعة المدهش ! *ومجدي شمس الدين المحامي كان لديه مكتب بعمارة التأمينات بشارع الجمهورية ، وزبائنه كانوا يُعدون علي اصابع اليد الواحدة ، قبل ان يتولي منصب سكرتير نادي ام دوم ، ويضرب معه الحظ بالصدفة مع د. شداد وينطلق من هناك بسرعة الصاروخ ! *حقائب ذكرياتنا مليئة ، بالمعلومات وادق الأسرار عن 90% من (الحايمين) و (الحالمين) في الوسط الرياضي وعاملين لأنفسهم (بهرجة) و (هليلة) ، وربما إذا وجدنا الفرصة والوقت المناسب نلخص مشاويرهم في كتاب في يوم من الأيام !! فائز ديدي