مسببات الموت اخذت تتحالف لقتل المواطنين فى السودان بسند من السلطة ، هذا هو الواقع القاسى، الذى بات يرسم ويوجه مشهد الحياة فى السودان، مما يتطلب اساليب جديدة من المقاومة. من يتابع السجل اليومى لاعمال وممارسات المليشيات فى دارفور والاعتداء الدائم على المواطنين ، وسلب حق الحياة منهم ونهب ممتلكاتهم يدرك حجم الخطر الذى يعيش فى ظله الناس فى دارفور. فالمليشيات مطلوقة اليد ،المتعددة المسميات، المتشابهة الافعال تجوب الطرقات وتقتحم المحال التجارية ،وتُهدر حق الحياة وترتكب الاغتصاب، وتنهب الممتلكات دون ان يصدر مجرد بيان من السلطات، يوضح انها قامت بالقبض على الجناة ومعاقبتهم ، امُر سائب واهمال مستفحل. ذات الوضع ينطبق على داء الكوليرا المستشرى بينما السلطات تكابر وتجُبن ان تعلن السودان موبوءاً بالمرض وتتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها . سجل الموت يرصد حالات الوفيات سواءاً بيد المليشيات او الكوليرا ، ما من يوم يمر والا تحمل نشرة راديو دبنقا حالات قتل ونهب على يد المليشيات فى مختلف المناطق بولايات دارفور. كل من يطالعها سيدرك أن الحرب فى دارفور لم تعد مواجهات بين القوات الحكومية والحركات المسلحة فقط، وانما اصبحت حربَ موجهةٍ ضد المدنيين لاسباب مختلفة أما لتصفية حسابات ،او حصد الغنائم من المواطنين العزل مكشوفى الظهر.وتحمل صحف الخرطوم ما تستطيع من معلومات حول عدد الموتى جراء الكوليرا فى ولايات السودان . المسؤول الاول فى كل الاحوال هو الحكومة وطاقمها الحاكم،والخطورة ليس فى حالة الموت الجماعى المستفحل فقط، انما حالة العجز الظاهرة على السلطة ، واستبدادها ومكابرتها فى الاقرار بالواقع ومواجهته. ماذا يعنى ذلك سوى التواطؤ ،والرغبة فى الاضرار بالمواطنين؟ وماذا بقى يا أهل السودان ليُتاح مجالٌ للصبر او فرصة للثقة فى هذا النظام ؟ الوضع ينذر بالأسوأ مما يستدعى تفعيل المقاومة ببناء تحالفات جديدة ، القضية واحدة ، والمصلحة فى التحرر من المتسبب فى الخراب والموت اصبحت مكتوبة على الجدار مما يتطلب اشكالا من العمل تتجاوز المعهود، تقوم على الوعى بالمصالح المشتركة، وتبتدع اساليب فعالة تملك القدرة على إحداث فرق وتغيير فى الواقع المعطوب. الميدان