بسم الله الرحمن الرحيم لو اقتصر اللقاء الذي أجري مع النائب الأول السابق بواسطة قناة سودانية 24 على الجانب الأسري، لجاز الحديث عن إماطة اللثام عن جانب غير مرئي من حياته ، ولو أن غير الجديد فيه ، هو تاكيد ذلك الفرز الاجتماعي الذي تم على يد النظام. فكل أحفاده الذين بلغوا سن التعليم ، في مدارس خاصة من تلك التي لا يمكن الوصول إليها ليس لعامة السودانيين فقط ، بل لم يقع في وزرها معظم الساسة الذين سبق وأن كانوا على سدة الحكم قبل مجئ الانقاذ خلا أبناء السادة.ويبدو أن الاسلامويين كانوا يمنون نفسهم بما كانوا يأخذونه عليهم فولغوا فيه. أما وقد كان الجزء الأعظم معه شخصياً ، فلا جديد . ولا يمكنك كظم غيظك ، وبعض الإفادات يصك اسنانك وأذنك. فتأمل قوله انه اهتم بالإطعام بفوائض المناسبات والمطاعم بعد توجهه للعمل الطوعي ، لتأسى على حال طلاب لم يتمكن من وضع سياسات تغنيهم شر المسغبة إذ هو في موقع المسئولية ، ليتصدق عليهم بتلك الفوائض لاحقاً !.ثم ليكتشف أنه لا يمثل حلاً ! إنما الحل في إنتاج الغذاء، وهو ما يعمل فيه مستفيداً من ( خبرته) في الاشراف على برنامج (النهضة الزراعية) !؟ وكان البلاد تغرق في خيرات ما أشرف عليه ، يقول بذلك دون أن يرمش جفنه ، ويدعو الشباب للتوجه للزراعة ، وابناؤه يسكنون الأحياء الفاخرة ، ويزورونه في الضواحي المفخّرة فتأمل. وإليك قوله بأنه دخل معتقلات مايو في (نضاله )من اجل الحرية واستعادة الديمقراطية !!ولا تعليق. القضيتان الأساسيتان ، كانتا نيفاشا والمفاصلة ، ولاذ في الأولى بأنه قدم إفاداته لقسم العلوم السياسية بجامعة الخرطوم للتقييم ، أما الثانية ، فلم يأت الوقت المناسب بعد للحديث عنها . لكنه في مجمل القضايا، يعول على عامل الزمن وما اسماه الخبرة المتراكمة. ففي نظره ، تلك الخبرة المتراكمة، قد جعلت من عبود شخصية وطنية مقبوله ! دون ان يستدرك عليه محاوره بالقول ، الخبرة المتراكمة ،أم الخيبات والمؤامرات التي حجبت هواء الحرية النقي ، من رئة الوطن ومواطنيه، وحجم إسهامه فيها؟ ما قال به في المجمل، يأتي في سياق نكران جرمه ونظامه في حق الوطن ، والتعويل الواهم على غربال الذاكرة السياسية للشعب السوداني ،ولكن هيهات.