في البدء اسوق أحر التهاني والتبريكات لكافة اطياف الشعب السوداني بحلول عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات سائلين الله أن ينعم علي هذه البلاد بالأمن والامان والسلام . استميح القارئ الكريم بأن يكون عنوان مقالي هذا كلمة (جر) ولما لهذه الكلمة من دلالات في العامية السودانية اجتماعيا وسياسيا وهي كلمة نطلقها لطرد الكلب عندما يهاجمك لنهيه عن فعله وليس أدل علي ما يحدث في حياتنا واقتصادنا وما نراه من تكالب الاكلة علي قصعتها والاكلة قد تكون بشراً أو ذئاب أو كلاب أو أي حيوان مفترس . ولعل ما يحدث في حياتنا الاقتصادية ومواردنا ما هو إلا مثال علي تكالب الاكلة على كل مواردنا دون أن تجد من يقول لها جَر . ولعل هذه الكلمة والتي استخدمها الشريف زين العابدين الهندي في البرلمان السوداني أبان الديمقراطية الثالثة وما وصل اليه حال البلاد في ذلك الوقت من تدهور في كل مناحي الحياة السودانية ما جعله يصف حال حكومة البلد بأنه لو أخذها كلب فلن يجد من يقول له جَر وذلك دلالة بأن لا حد يهتم لما يحدث فيها . وشتان بين كلمة جَر التي صدرت من رجل وطني غيور علي بلاده وذلك الموقف الغريب الذي وقفته كتلة الاتحاديين بقيادة الميرغني الصغير . تمنينا أن تخرج تلك الكلمة من برلماننا الحالي لتوقف ما يحدث في مواردنا من أهدار وتخريب ولعل موقف البرلمان من قرار صادر الانعام لهو أمر مخزي ومشين تمنينا أن يقول البرلمان كلمة حق لصالح هذا الشعب وان يوقف العبث الذي يحدث في موارده بواسطة وزرائه ومسئوليهتمنينا أن يقول لهم كفى وينهاهم عن الاضرار بمصالح البلاد والعباد وعن إهدار موارد الدولة والاجيال القادمة وأن يراجع ويتقصى الحقائق وأن لا يعتمد علي تقارير مشكوك فيها ومضروبة وليست تخدم مصالح البلاد والعباد وإنما هي مصالح شخصية وكل المبررات التي تساق في هذا الشأن أنما هي تبريرات واهية لن تقنع أحدا ومردود عليها ولعل ما يحدث في قطاع الثروة الحيواني لهو أمر جلل وخطير ولعل أبلغ كلمات صادرة نطق بها الوزير السابق بروفسير/ تبن عندما ذكر أن ما يحدث في وزارته من فسادومن جهازه التنفيذي والإداري لم يستطيع التغلب عليه وأن ما وجده في سبيل الاصلاح أمر عسير ولو كان هناك برلمان حقيقي لحقق في ما ذكره الوزير وحاسب الفاسدين وأن ما يحدث من ممارسات من تدمير للقطاع وتخريب بنياته وتصدير إناث أنعامه وذبيحها وتصدير لصغار الحملان وغسيل للاموال وسيطرة تجار العملة ونهب عائداته وموارده وضعف السياسات كلها مؤشرات علي فشل وفساد القائمين علي أمر هذه الوزارة والأحداث والوقائع والممارسات التي حدثت وتحدث موثقة ومعروفة في مجال صادر الثروة الحيوانية ونهب موارده والعبث بعائداته . تمنينا أن يكون التشكيل الوزاري الجديد فيه خير ولكن للاسف خرج علينا الوزير الجديد وهو يطبل ويدافع عن قرار صادر الأنعام و هو ليس متخصص في القطاع وغير ملم بتفاصيل مشاكله فإنطبق عليه المثل (عميان وقايداه مجنونة) وهل هناك ضرر أخطر من تصدير إناث الانعام وافقار البلاد والعباد من أهم مورد اقتصادي يتعايش السودانيين عليه. تمنينا أن يقف الوزير ويطلب من البرلمان وقف قرار التصدير لحين التحري والتيقن من الضرر الذي يشكله هذا القرار علي المدى البعيد وفق لجان متخصصة ووفق ضوابط محددة ليسجل موقفاً وطنياً بما أنه جاء ليصلح حال البلاد عبر المحاصصات والحوار الوطني وليته استمع لنصيحة سلفه ليراجع الفساد الذي توطن في وزارته وأصبح ما يحدث فيها جيفة نتنا رائحتها مثل نافخ الكير تمنينا أن نسمع كلمة جَر لكل من يتعدى علي موارد البلاد ويفسد فيها ولعل قرار صادر الانعام لهو قرار معيب وضعيف وأن فرق صوت واحد في التصويت يوكد ذلك وهو قرار مصيري كان يجب علي البرلمان أن يتقي الله في شعبه وأن يؤدي أمانته بكل تجرد وإن ما حدث هو خيانة وطنية عظمى وتدمير للاقتصاد الوطني وهو قرار معادي للشعب واقتصاده وإن ما حدث في البرلمان هو إقرار منه بتمكين الفاسدين من التلاعب وإهدار مواردنا الاقتصادية مما يجعله شريكا فيما يحدث وخاب ظننا فيه فأصبح نصيراً للأكلة والفاسدين من المتنفذين فكان حقا أن نقول لبرلماننا جَر . ولا حولى ولا قوة إلا بالله خالد علي محمد خير مقرر شعبة الماشية السابق