٭ أواصل في عرض كتاب دكتور مختار عجوبة المرأة السودانية اشراقات الماضي وظلماته. ٭ الأم الملكة الاشراقات المتدثرة ٭ هذا الفصل كرسه دكتور عجوبة للاشراقات ووصفها بانها متدثرة وترجع الى التاريخ القديم قال: في ماضي السودان شغلت المرأة السودانية مركزاً لا يقل عن مركز الرجال ان لم يفقه في بعض الاحيان.. فهن الهات وهن ملكات وهن محاربات يخشى باسهن ويطلب عفوهن ورضاءهن وبركتهن. ٭ الملك تهراقا امر باحضار امه من السودان الى مصر لتحضر تتويجه وتراه جالساً على العرش وقد نالت الامهات اشرف الالقاب واعلاها فلم يقتصر وصف زوجات الملوك الرئيسات بانهن سيدات كوش على فترة مملكة نبتة وانما استمر ذلك في الفترة المروية.. كما ان الشخص في النقوش الجنائزية المروية ينسب اولاً الى امه فابيه ثم خاله. ٭ والملك تهراقا دعا امه حين دخل مصر ولقبها بحاكمة الوجه البحري والقبلي وسيدة الام. ٭ ولمكانة المرأة المرموقة في عصر الفونج فقد كان ود ضيف الله حريصاً على ان يذكر نسب الشيخ من جهة ابيه ومن جهة امه وقد يذكر بناته مثلما يذكر اولاده. وطوال عصر الفونج ومروراً بالمهدية والى عهد قريب كان كثير من المتصوفة واعيان البلاد يعزون نجاحهم في الحياة سواء من علم او تجارة او مرؤسية او سلطة سياسية ونفوذ او ذرية صالحة الى دعوات من امهاتهم. ٭ ومكانة المرأة في سلطنة الفور لا تدانيها مكان المرأة في اي مجتمع آخر من الممالك السودانية منذ بدايات انتشار الاسلام في السودان، ومن عادة الفور ان يثقلوا مهور البنات ولذلك يفرحون بولادة الاناث اكثر من ولادة الذكور ويقولون ان الانثى تملأ الزريبة خيرا والذكر يخربها ، ومن عادات الفور ان الشباب لهم في كل بلدة رئيس وكذلك النساء لهن من الممالك قبل الاسلامية يقول التونسي ان الرجال في دارفور لا يستقلون بامر البتة الا الحرب وما سوى ذلك فهم والنساء سواء بل اكثر الاشغال واشقها على النساء. ٭ واذا كانت الام وبمكانتها المعروفة بين القبائل تعز ولدها وتورثه الملك بصورة او باخرى فان الابناء يعزون امهاتهم البجاويات ويتحملون شتى ضروب العذاب حفاظاً على شرفهن وعزهن.. ويحكى ان حمد الفلاح من ابطال الهدندوة عذبه ممتاز باشا في العهد التركي حتى مات شجاعة تحت التعذيب وكان دور امه دوراً كبيراً اعانه على الثبات. ٭ في مجال التعليم الديني عرض الفصل الى النساء اللائي حفظن القرآن وقمن بتدريسه مثل بنات ود ابي صفية في كردفان وآمنة بت عبود ومريم بت حاج عطوة وعائشة بت ود القدال وفاطمة بت اسد والشيخة خديجة زوجة المهدي حتى بدأ التعليم المدني على يد الشيخ بابكر بدري عام 7091م. ٭ وفي جنوب السودان ارتفعت المرأة الدينكاوية في مجتمعها حتى« تقلدت منصب ملكة القبيلة او زعيمتها ومثل ذلك الملكة سول التي لعبت دوراً مهماً في حياة الدينكا وكانت ثرية تملك زهاء الثلاثين الفا من البقر على اقل تقدير وكان زوجها من عامة الناس ولكنها رفعته الى مرتبة امير. اواصل مع تحياتي وشكري الصحافة