مدخل: / يسمى الفارس المغوار.. نفسه (اخو البنات) او لعله يحدد اسم اخته تحديدا او لعله يورد وصفها او انتماءها القبلي (ثقافة سودانية). (1) يورد البروفسور مختار عجوبة نقلاعن محمد الطيب انه لمكانة المرأة المرموقة في عصر (الفونج) فان ود ضيف الله، كان حريصا علي أن يذكر نسب الشيخ من جهة ابيه ومن جهة امه وقد يذكر بناته مثلما يذكر اولاده ويضيف ان الثقافة السودانية تقوم في نجاح الذرية، علي دعوات الام ورضائها، ويعتني الملوك والسلاطين بعلاج أمهاتهم الى درجة تقاسم الملك مع من قام بالشفاء. ويواصل انه كان لبنات الشيخ اثر واضح في تنشئة ابنائهن وبناتهن على مجد القبيلة، وكان للشيخ (حمد) ابورنانة سبع بنات ولدت كل منهن شيخا فاقت شهرته الآفاق، وقد لقب الشيوخ بأسماء بناتهم كما قد ينسب الشيخ الى ابيه من جهة نسبته الى ابنته ، (لمحمد ود ابو حليمة) و(بدوي ود ابوصفية)، واذا اعتدى على (البنت) او قتلت - فإن والدها يثأر لذلك، في عنف، فقد اغتال (الزبالعة) زينب بنت (ابي صفية) فتصدى لهم والدها الى درجة استئصال شأفتهم في كردفان ، عجوبة (المرأة السودانية : ص 84) وللنساء في (مملكة العبدلاب) دور هو الموروث النوبي ، للملكة الام (الكنداكة) فهي صاحبة شورى، في ادارة الحكم فقد اعترضت (رقية) اخت او لعلها بنت (الشيخ الامين ودمسمار)، على كل عروض (الشكرية) واستجاب لها (الشيخ الامين)، اما زوجة الشيخ ادريس بن عبدالله جماع، فقد عادت بأولادها الى ارتولي بمنطقة بربر مما اضطر زوجها لأن يولي ابنها مشيخة تلك المنطقة (عجوبة، عن محيي الدين - ص: 87) وغني عن القول حَرْقَة اسماعيل باشا حين اهان نمر ، ومساعد لطلبه لاماء مثل (بنونة) ! للمرأة السودانية، في الثقافة السودانية عند النوبا والبجا ودارفور والجعليين، اعزاز لا حد له، ولم يأت قول السودانيين (بت ابوها عشرة)، من فراغ ويثبت الاستاذ تاج السر عثمان الحاج، في دراسة ممتازة، ان المرأة عند الفونج كانت على جانب من السلطان الروحي والاجتماعي وفي ذلك كما يرويه مؤلف الطبقات من ان فاطمة بت سالم كانت صاحبة دنيا عريضة عبيدها تجار الهند والريف، ومن اولاد جابر فاطمة ام الشيخ صغيرون، من سرحان التي كانت نظيرة اخوانها في العلم والدين، وتلقى الشيخ خوجلي عبدالرحمن ازرق توتي بتعليمه على يد عائشة بت ودقدال ، (لمحات من تاريخ سلطنة الفونج الاجتماعي ص:110) وانتهى صدام نمر وحلفائه البطاحين كقبائل الشكرية اثر قبل البطاحين (لمحمد ود الشيخ عوض الكريم)، وكان الشكرية اخوال عمارة وخالد ابنيّ المك نمر، فقد اوعزت امهما للشاعر الاعيسر ان يخاطب نمر لتجنيب الحرب - اعزازا لخئولة الشكرية لابنيه ، فقال الاعيسر: (تاريخ ملوك السودان - ص 54): سموك النمر فوق الفروع بتقالد ٭٭ وخيلك يا فنتال اللبوس تبقالد عاين بي وراك انظر عمارة وخالد ٭٭ فصاحة الناس بقولوا: الخال شريك الوالد (2) هذه الخلفية الاجتماعية، تشكل ضرورة للحديث عن الملكة ستنا بت الشيخ عجيب المانجلك.. والد ستنا هو الشيخ عجيب المانجلك 970 - 1019ه وهو اول من سمي بالمانجلك ومن اولاد الشيخ عبدالله المعروفين بالسم ، بعده : ادريس (الانقير)، وديوم وسبه وغنتاي وشندي وشاور وادركوجة وعبود وقاسم وسند وعثمان (العثمن في شرق السودان) بالاضافة لكجرك (مشيخة العبدلاب محمد صالح محيي الدين ص: 250:251 وكان اصغر اخوانه سنا ووالدته بنت الشريف الحاج مد ابودنانة ولم يكن له من اخواته شقيق وقد وصف الشيخ عجيب باتفاق بانه عُرف بالعسكرية وبالتقوى والعدل والرأفة وكان حريصا علي تطبيق شرع الله ، بل انه اعتبر من اولياء الله الصالحين ، وقد وصل عمره الى 140 عاما، وصاهر الرجل اهل الشرق من الامرأرفي عام 970ه 1560م قرون ؟؟؟ الشيخ ابنه عثمان من مريم بت الشيخ عشيب ، وقد كان للرجل شغف بعلماء الدين الذين اقاموا بدايات نهضة دنيئة ، وقد اختلفت الروايات حول موته . ٭ استشهاده في الدبكر (كركوج حاليا)، بعد معركة مع الفونج ، ونقل ليدفن في قري، ويقول كاتب الشونة ان سلطان الفونج الذي قاد تلك المعركة هو عدلان وداية ويؤرخ لتلك المعركة 1611 - 1612او كما اورد هوبت 1607 - 1608 . ٭ يرى آخرون انه مات ولم يُقتل، فانه قد قبض في جبانة الشيخ صُباحي، الكائنة بالجريف شرق. (3) هذا المناخ الاجتماعي والاب صاحب الصيت العسكري والديني، يشكلان مدخلنا الصحيح للملكة ستنا التي اشار اليها الرحالة الاسكتلندي بروس كما اوردها الآن مورهيد في كتابه (النيل الازرق)، والذي قام بترجمته الدكتور ابراهيم عباس ابو الريش (طبعة اولى 1969، فالرجل حين وصل الى شندي وجد انها قد تدهورت ولم يبق منها اكثر من 25 منزلا، ولكن سوقها كان منتعشا ، وحين وجد بعض الآثار القديمة، سجل (لا يسع المرء إلا ان يجازف بالقول بانه لابد ان تكون هذه مروي القديمة، وهو تخمين اصاب الحقيقة ويورد انه وفي خلال الاسبوعين الذين قضاهما في شندي استطاع ان يقابل الملكة ستنا والتي كانت تحكم شندي بعد وفاة زوجها ويساعدها ابنها والتي كانت تسكن خارج المدينة بنصف ميل، ويورد انه قد استقبلته من وراء حجاب في المرة الاولى ولكن المرة الثانية قابلته وجها لوجه فاستطاع ان يصفها بما يلي: ٭ امرأة في نحو الاربعين من عمرها ، وطويلة القامة، لها شفتان ورديتان واجمل ما رآه في حياته من عينين واسنان ، كانت ترتدي جلبابا قرمزيا ويزين رأسها تاج رائع من الذهب ، بينما يتدلى شعرها في جدائل الى ما تحت خصرها ، فبدت له وكأنها صورة مجسدة للملكة الكنداكة المذكورة في الاساطير.. وحياها بروس بأن قبّل يدها الا انها اجفلت متراجعة وصاحت في تعجب قائلة: ان شيئا من هذا لم يحدث من قبل وامتفع لونها (واتخيل انها ربما صاحت قائلة هوي يالخواجة .. ألزم حدك).. (النيل الازرق : 70) ويفصل الدكتور محمد ابراهيم ابوسليم نقلا مباشرا عن بروس Travels to Discover the Nile الجزء الرابع طبعة ادنبرا - ص 533 - 534 : (كانت ستنا رائعة في لبسها وهي تقف امامه - وكانت تضع على قمة رأسها طاقية مدورة مصنوعة من الذهب ، وتتدلى منها قطع معدنية ذات بريق وحول رقبتها سلاسل ذهبية وقطع ذهبية مثبتة عليها وعقود وكان شعرها مُضفرا في نحو عشرة الى اثني عشر ضفيرة على نحو الذيل (واقول لعله الكوفات) وتتدلى الى ما بعد وسطها، وكانت تلبس جلابية بيضاء عادية مصنوعة من القطن وعليها شال او منديل طويل من الحرير بلون ارجواني يتدلى بشكل جذاب على ظهرها ثم يلتف حول وسطها ودون ان تغطي كتفها او منكبيها وفي يديها تلبس سوارين مثل قيد الحديد، سُمك الواحد منهما نحو نصف بوصة وخلخالين من ذهب في رجليها ويبلغ قطر الخلخال نحو بوصة وهذا كان ا ؟؟؟ طرف من لباسها، وكانت ستنا فوق الاربعين تقريبا وكانت اطول من الطول المتوسط، وكان وجهها مدورا ممتلئا جميلا وشفتاها حمراوين واسنانها وعيناها اجمل ما رأيت ، وكانت تضع فوق انفها وما بين عينيها (نمسة) صغيرة من الكحل باربعة اركان وفي حجم اصغر من رفادة تعملها نساء اوربا واخرى اطول فوق انفها وثالثة في وسط ذقنها (ادوات الحكم والولاية في السودان ص:39: 40). (4) ٭ هذا نموذج للمرأة السودانية، اكتفى المغامر (بروس) فيه بالوصف الحسي - ولم ينفذ الى جوهر مقوماتها النفسية والوجدانية - ولذلك فقد كنت حريصا في بداية المقال على اثبات المناخ الاجتماعي والتاريخي للسيدة (ستنا) بالاضافة لتعريف موجز عن والدها صاحب الصولة والدولة - ابونا الشيخ عجيب المانجلك ، وهي قطعا ملكة جميلة مظهرا وجوهرا... ٭ من هي ام (الملكة ستنا ) - ضمن زوجات الشيخ عجيب المانجلك ، ومن هم اخوانها الاشقاء وغير الاشقاء - من زوجها ، ومن هو ابنها .. وما هي ذريتها الحالية.. ٭ كيف حكمت منطقة شندي.. ٭ لأهل التشكيل من الرواد والشباب .. لماذا لا نحول هذا الوصف لهذه السيدة الجميلة الى بورتريه انيق .. ليس للسيدة ستنا فقط. ولكن لنساء السودان ذوات الاثر والنفوذ في تاريخنا الاجتماعي والسياسي.. ٭ عجوبة ، مهيرة بت عبود ، صفية بت صُبير رابحة الكنانية .. ٭ نصرة بت عدلان ، مندي بت السلطان عجبنا، تاجة اخت السلطان علي دينار هذا نداء لاتحاد الفنانين التشكيليين يخرجه من دوامة الخروج من (الشبكة) .. ٭ ولعلي اناشد مرة اخرى الاعزاء جعفر ميرغني وعبدالله علي ابراهيم وعبدالله حمدنا الله.. وعبدالرحمن صبير ان يقولوا شيئا ... ملاحظات: ٭ في سياق الكتابة عن رائدات في تاريخ السودان - ازجي التهاني - للاستاذة آمال عباس العجب، على تكريم جامعة الاحفاد للبنات لها، بمنحها درجة الدكتوراة الفخرية : السيدة الاستاذة آمال، اكبر من الألقاب .. لكن من حق الناس عليها.. بعض واجب التقدير.. اللفتة بارعة من جامعة الاحفاد ... وتستحق الاشادة.. فهي ارادة مجتمع..مبروك الاستاذة آمال...