مندهش للغاية وبصورة أكبر من دهشتى لدعم نادى "المريخ" وصيف أندية السودان لإتحاد ثبت عجزه وفشله وفساده، كان هو المبادر بضرورة التخلص منه. مندهش .. من كتابات إعلام "المريخ" السالب كما وصفه "جمال الوالى" رئيس ناديهم "طوالى" بنفسه. فالنجم الساحلى التونسى أمامهم 11 لاعبا هنا و11 لاعبا فى الطرف الثانى .. وبأقدام لاعبيهم وحدهم وإدارة العبقرى "غارزيتو". يستطيعون التأهل لمرحلة وصلها الهلال من قبل عدة مرات بل تجاوزها وصولا لمنصة التتويج. ثم أندهش مرة أخرى لماذا تتوقع فرقة "الخسارة" من فرقة أخرى ثم تنتظر أن "يموت" أنفسهم لاعبوا الهلال لكى تتأهل. ولماذا لم يسألوا انفسهم هل سألهم إعلام الهلال وهل أتهمهم بالتواطوء، حينما خسروا من "النجم" على ملعبهم وذلك لا يحدث كثيرا فى السودان .. وهل سألهم حينما خسروا من "فيرفيارو" أضعف أندية المجموعة فى موزمبيق. ثم بعد أن فازوا عليه فى أم درمان بنتيجة 2/1 التى تشبه الخسارة مما جعل بعض الجمهور الأحمر المنفلت يعتدى على العبقرى "غارزيتو" ويحاولوا الفتك به. وهل لابد أن يخسر المريخ مبارياته فى الخارج رغم أنه يضم عدد كبير من الأجانب كلما لعب مباراة خارجية أحيانا يصعب تعويضها؟ الم يخسروا فى بداية مراحل بطولة هذا العام بنتيجة صفر/ 3 من ناد نيجيرى إستطاع ان يعوضها عبقرى زمانه "غارزيتو" ويفوز بأربعة أهداف، مع أنه سمح للهداف الماكر "كلاتشى" بالبقاء فى بلده والا يشارك فى لقاء العودة؟ تلك الهزائم والنتائج الخائبة التى حلت بالمريخ هى التى قررت بالضرورة الخروج "الحتمى" لأحد الناديين ، إذا لم يخرجا معا، وكان المريخ هو الأقرب لذلك الخروج. لولا أنها لقاءات الديربى غير المضمونة النتائج مهما التقى ناد قوى بغريمه الضعيف. وسبحان الله الذى يحى العظام وهى رميم يمكن أن تعيد لاعبا للحياة وأن تصبح له قيمة بعد أن كاد نجمه أن يأفل، من قبل مباراة "ديربى" أعادة اسطورة المريخ "العجب" ولقاء الهلال بالمريخ أعاد " محمد عبد الرحمن" الذى قضى معظم وقته بالهلال مصابا. بخصوص لقاءات "الديربى" تقدمت من قبل برؤية منشورة، لا يمكن أن يهتم بها مثل إتحاد "معتصم" ليقدمونها للإتحاد الأفريقى. لأنهم منشغلون بأمور أخرى ولأنهم لا تربطهم علاقة بكرة القدم كما هو واضح. تلك الرؤية تقول أن العدل الذى يراعى دائما فى مجال كرة القدم بصورة أكبر من السياسة|، لا يتوفر حينما تضع القرعة ناديين من بلد واحد فى مجموعة واحدة. بل فى بعض الأحيان تجمع أكثر من ناديين فى مجموعة واحدة، وقد التقى المريخ عام 2015 بثلاثة أندية جزائرية وخرج من المنافسة مع أنه كان اقوى من هذا الموسم. وعدم العدل لا يتوفر كمثال عندنا وفى ثقافتنا الكروية التى ورثناها منذ عقود طويلة، فهزيمة الفريق السودانى من نديده خاصة بين الهلال والمريخ تعلو على تحقيق أى بطولة. وفى ثقافتنا لا نعرف "انحياز" الأندية لبعضها البعض فى موسم من المواسم تقدمت "الموردة" أعادها الله للأضواء على ناديى الهلال والمريخ بعدد اربعة نقاط. ولو حصلت على نقطة واحدة من الناديين لحسمت بطولة دورى الخرطوم المحلى لأول مرة فى تاريخها. رغم ذلك لم يقف جمهور الناديين مع بعضهما البعض وتمنى جمهور كل ناد خسارة النادى الأخر أمام الموردة، الغريب خاب فالهم وخسرت الموردة اللقائن وفاز بالدورى يومها "الهلال". قد يكون هذا سلوك حضارى، فالأنحياز يفترض أن يكون فقط "للمنتخبات" القومية والوطنية. وكيف ينحاز مشجع لناد يضم 8 لاعبين أجانب، وقد حدث هذا فى موسم 2015 حيث كان فى كشوفات المريخ 8 أجانب بين محترف ومجنس. وهذه نفسها من أخطاء أتحاد كرة القدم حيث يجب إقتصار الأجانب فى كل ناد على ثلاثة لاعبين فقط محترفين أو مجنسين. وأن يكون التجنيس على اضيق الطرق وبشروط دقيقة ولمصلحة المنتخب القومى، أى الا يعطى لاعبا الجنسية السودانية الا إذا كان مفيدا للمنتخبات. فى دول أخرى مثل مصر وتونس يمكن أن يتعاون ناديان وطنيان مهما كانت الخلافات بينهما وأن يشجع جمهور هذا النادى ناد آخر لكى يتأهل لمرحلة قادمة أو يحصل على بطولة. وذلك لا يعنى أن الأندية هناك أكثر وطنية من أنديتنا. وكرة القدم لا تعرف هذه التصنيفات غير الواقعية. فمثلما يحب الأنسان أغنية معينة أو ممثل معين مهما كانت جنسيته، كذلك فهو يحب ناد معين ولاعب معين ليس بالضرورة من بلده. والدليل على ذلك أن الجمهور الذى يتابع مباريات ريال مدريد وبرشلونه عبر شاشات التلفاز خاصة بين الشباب، يفوق الذين يتابعون مباريات الهلال والمريخ. أعرف عدد من الأصدقاء لا علاقة لهم بكرة القدم السودانية ولا يتابعونها، لكنهم يشجعون ناد مثل "مانشستر يونايتد" لدرجة الجنون. وفى السابق كنا نشجع المتتخب البرازيلى ونحزن إذا خسر من أى منتخب آخر حتى لو كان أفريقيا، وهكذا كرة القدم. الشاهد فى الأمر إقتراحى كان يقول حينما يصل فريقان من بلد واحد لضمان العدالة والحياد، أن تجرى قرعة اولا تبعد الناديين أو الثلاثة عن بعضهم البعض ثم تجرى قرعة لباقى الأندية. فحينما يبلعب ناديان فى مجموعة واحدة يعنى أنهما يلعبان على أرضهما مباريتين مع ناد واحد خلاف باقى الأندية. بالعودة لإعلام المريخ السالب ومحاولة صنع قبة من الحبة. فهم الذين روجوا لعبارة قبيحة مثل "ما بنطير برانا" مهما كانت المبررات والغريب فى الأمر أنهم "طاروا براهم" وبنتيجة 3/1 سجل منها ايفوسا هدفا كما فعل محمد عبد الرحمن. والإعلام السالب هو من روج لمغالطات لا يمكن أن تجدها فى اى مكان آخر فى العالم، يتمتع إعلامه بالمهنية والمعرفة بمجال كرة القدم. معلوم أن الزعامة والتميز فى العالم كله تبنى على النتائج المحققة فى البطولة الأولى وليس بالضررة نيل كأسها لأنها بطولة قوية وكفى. عندنا فى افريقيا بطولة الأندية الأبطال. فهل يعقل أن تساوى تلك البطولة بمنافسة أضعف مهما كانت قيمتها كبطولة كأس الكؤوس أو سيكافا؟. المنطق والعقل لا يمكن أن يقول ذلك وفى كرة القدم لا يوجد كلام مثل "إنتو مالكم ما شلتو البطولة" هذه أو تلك. فلا أحد فى الدنيا يشتطيع أن ينفى تميز هولندا وحلاوة أدائها وأنها البلد الذى ادخل الكرة "الشاملة" التى نراها الآن فى عصر الساحر "كرويف" ورفاقه. لكن هولندا لم تحصل على بطولة العالم حتى الآن. فما لا يعلمه الجهلاء أن "التوفيق" جزء من أساسيات لعبة كرة القدم. ويمكن أن يؤثر عدم التوفيق فى خسران منتخب أو ناد لبطولة، تماما كما يفعل حكم مرتش أو اخفق فى إدارة مباراة. الخبراء والمحللون كلهم أجمعوا فى هذا الموسم تميز الهلال بعروضه المبهرة التى قدمها أمام النجم الساحلى التونسى ذهابا وايابا، لكنه خسر أمام المريخ فى مباراة مصيرية كانت اول خساره له لكنها أطاحت به بعيدا عن البطولة. وهكذا حال العظماء دائما. فالبرازيل فى مجدها لم تخسر الا مباراة واحدة ذات مرة حرمتها من إحدى البطولات. على كل بدلا من الإهتمام بلقاء الهلال أمام فيروفارو الموزبيقى يجب أن يركز لاعبوا المريخ وجهازهم الفنى وإعلامهم على مباراتهم امام "النجم" الساحلى وأن يحسموا التأهل بأقدامهم حتى تكون فرحتهم فرحتان. فلا يجوز للهلال أن يلعب مباراته من أجل خسارتهم أو مصلحتهم. عليه أن يلعبها من أجل مصلحته إستعدادا للدورى وتجهيزا للاعبيه وإختبارهم لبطولة العام القادم. فالهلال لا هدف له غير البطولة الأفريقية الأولى التى وصل الى منصة تتويجها مرتين. وأى بطولة أخرى هى أقل من ذلك الإنجاز، الا عند من لا علاقة لهم بمجال كرة القدم. أشكر كل من كتب يذركرنا بموقفنا السياسى والوطنى طالبا منا الا ننحاز لطرف. اقول لأؤلئك الأخوة .. "الهلال" أولا جار لنا أكثر مما هو ناد لكرة القدم .. والوصية تصل لسابع جار. والهلال كيان وطنى أسس فى الأساس من أجل قضية وطنية عليا لا كناد رياضى يمارس كرة قدم، ولولا ذلك لأشترى عدد من البطولات ومنذ زمن بعيد كما اشترى الكثيرون! للاسف فى زمن "الإنقاذ" يراد لهذا الكيان العظيم أن يهدم ويدمر ككل شئ جميل فى السودان. ولولا هذا النظام الإخوانى البائس، لكان أحب مكان الينا فى السودان بعد قضاء الواجبات اليومية العادية لأى إنسان. هى اسوار نادى الهلال والأنس مع الرفاق وما احلاه من مكان نجتر فيها الذكريات الرياضية والوطنية والثقافية. لذلك فنحن نرفض رفع العقوبات عن كاهل هذا النظام غير الوطنى وغير السودانى والدليل، كان "طه عثمان" بالأمس مدير مكاتب رئيس الجمهورية وفى اليوم الثانى اصبح "مستشارا" لوزير خارجية السعودية، دون علم أو خبرة أو أى صفة تميز. نرفض رفع العقوبات التى لا يستفيد من رفعها الشعب أو الوطن حتى يستجيب النظام وأن يفكك مؤسساته وأن يحدث تحول ديمقراطى حقيقى. وأن تتوقف الحروب اللعينة وأن يقضى على الأمراض، وأن يحاكم كل من أجرم وسفك دماء وكل من أفسد وأهدر أموال وثروات البلاد وكل من باعها وأرتزق من ذلك. قوموا الى "نجمكم" يرحمكم الله فهو أماكم و"فيرفاريو" من خلفكم. تاج السر حسين –