أمر أحد الملوك أعوانه أن يأتوه بإثنين ، أولهما الأشد حسداً وثانيهما الأكثر طمعاً بمملكته شريطة أن يدخلا عليه فرادى واحداً تلو الآخر وأن الذي يدخل على الملك ثانياً سينال ضعف الذي دخل أولاً. فأتوا بهما وطلبوا من الحاسد الدخول أولاً ، لكنه رفض حسداً منه أن ينال الطمّاع ضعف ما يطلبه الحاسد لنفسه . ثم قالوا للطمّاع أدخل أنت إذن أولاً ، فرفض كذلك طمعاً منه في انتظار أن ينال ضعف ما يريده ويطلبه الحاسد .. فاحتكما للقرعة التي جاءت من نصيب الحاسد للدخول أولاً .. ودخل الحاسد على الملك : ففكّر .. ثم قدّر .. ثم عبس وبسر ، وطلب من الملك أن (يَقِد) له عينه اليمنى. ولكم أن تسرحوا بخيالكم لتتعرفوا على بقية الحكاية والرواية وتتساءلوا ما هو المغذى من هذه القصة بعد أن انقسم متابعي الرياضة من الشعب السوداني الفضل إلى الفئتين المذكورتين أعلاه ، وأحمد الله تعالى الذي جعلني ممن يكون جالساً أمام داره وهو لا يدري أن الهلال السوداني يلعب إحدى مبارياته في الدوري الممتاز بشاشة تلفاز منزله. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}- صدق الله العظيم.