القول الفصل.. أين كان جمال الوالي؟! * نشط ( الريس) جمال الوالي رئيس لجنة التسيير المريخية بهدف استعادة المريخ لمواصلة مشواره في بطولة دوري أبطال أفريقيا عقب توقيف مسيرة فريقه بسبب قرار تعليق النشاط الرياضي في السودان على خلفية التطاحن الذي حدث في الفترة الماضية بين مجموعتي (التخريب) – الإصلاح والنهضة- و(التأخير) – التطوير!. * لم يترك جمال باب يتوقع أن تأتي منه نسمة باردة إلا وطرقه مستأنساً. * التحركات النشطة هذه أدهشتنا؛ لأنها جاءت متأخرة جداً وبعد صدور القرار الفاجعة من المؤسسة الدولية – فيفا- والمعروفة (بعصلجتها) وعدم قبولها إلا بما تقول وعلى وجه الدقة. * فيفا يبدو أنها تعمل على منهج الحجاج بن يوسف الذي خطب في أهل البصرة قائلاً: لو أمرت أحدكم بالخروج من هذا الباب وخرج من الباب الذي يليه لضربت عنقه. * رغم أن الخروج من الباب (2) يؤدي إلى نفس الفناء الذي يؤدي إليه الباب (1) فهو عند الحجاج نوع من عدم الطاعة (وحركات) تستوجب ضرب العنق!. * لذلك عندما قالت فيفا إلغاء قرار وزارة العدل ثم خروج التخريبية من مقر الاتحاد وتمكين معتصم جعفر فكان يجب تنفيذ القرار بهذا التراتيبية غير منقوص حسب فقه الحجاج أقصد فيفا. * يعني أول خطوة كانت هي إلغاء قرار وزارة العدل، وإن لم تتم هذه الخطوة فلا داعي من الأساس لتكبّد مشاق تنفيذ الثانية. * نعود لموضوع (الريس) جمال الذي تحرّك متأخراً جداً وبمجهود جبار وكان يجب عليه أن يبدأه عقب مباراة القمة في بطولة دوري أبطال أفريقيا، إذ سبقت اللقاء المذكور أحداث مماثلة وتهديد كاد أن يؤدي لإلغاء القمة نفسها. * تذكرون قبل مباراة المريخ والهلال والتي أسفرت عن فوز صريح للمريخ على الهلال بهدفين لهدف – محمد عبد الرحمن- طلب فيفا من التخريبية إخلاء المقر وإلا فإن التجميد واقع لا محالة. * إنفرجت الأزمة نسبياً لتسمح بإقمة المباراة ولكن التخريبية عادت مُجدداً لتؤكّد عدم انسحابها بعد انتهاء المباراة التي سبقت قرار التجميد بستة أيام بلياليها. * هذه الفترة كانت كافية لتجنّب قرار التجميد لو تحرك (الريس) جمال من حينها، ومن ثم استغل نفوذه السياسي والمجتمعي بذات الحماس الذي تحرّك به عقب نزول القرار الصاعقة. * كان واضحاً منذ البداية أن هذه القضية لا يفلح فيها إلا النفوذ وهي ليست قضية للمجادلة والقوانين!. * المشكلة من الأساس أن الجميع بدأوا من المكان الخطأ بما فيهم الوزير (النضّام) – وزير الشباب والرياضة- فبدلاً من وزارة العدل اتجهوا لسيف الكاملين وحميدتي وهمد وقد استغرق الجدال مع هؤلاء أكثر من 24 ساعة بدأت يوم الخميس وانتهت بعد السابعة من مساء الجمعة وقبيل موعد انطلاقة مباراتي النجم الساحلي والمريخ بسوسة، والهلال وفيروفيارو بأمدرمان بدقائق. * فات على الجميع أن صدور قرار من وزارة العدل بتعديل قرارها السابق سيجعل المجموعة التخريبية مُلزمة بالتنفيذ حتى دون مشاورات ومفاوضات وإهدار للوقت وكما دخلت التخريبية بالقوة الجبرية يمكن أن تخرج بها. * كل ذلك كان يمكن أن يفعله (الريس) جمال بنفوذه وتبعيته لحزب المؤتمر الوطني لأن القضية كما قلت هي للنفوذ – فقط- بعيداً عن جرجرة القوانين!. * إذا أردت أن تتبّع القوانين في هذه القضية فعليك انتظار تعيين وزير العدل الجديد، والذي بدوره سيذبح الذبائح ويوزع الحلوى وبعدها يؤدي القسم، ثم تتم عملية التسليم والتسلّم، ومن ثم يطّلع سيادته على الملفات بعد نزوله للدوام يوم الأحد أو الأثنين ويكون قد فات على موعد المباراتين يومين وهو ما قد حدث بالفعل. * حتى قرار وزير العدل يمكن الطعن فيه أو استئنافه إذا لم يعجب سيف الكاملين وبالتالي صدور قرار من المحكمة الإدارية العليا بوقف تنفيذ قرار وزير العدل ودعوة المتخاصمين – وزير العدل والتخريبية- لسماع أقوالهم والفصل بينهم وليس بعيداً أن تكون هناك مرحلة تقاضي أخرى!!. * السؤال هل من الممكن إدراج إسم (الريس) جمال الوالي ضمن قائمة المتسببين في تعليق النشاط وضياع حق المريخ وهلال التبلدي؟!. د. ياسر بشير التيار