فكره نشر آراء المجموعات المعارضة في الخارج وفِي كل قروبات التواصل الاجتماعي الأخرى أوضحت لي صوره قد تكون غريبه علي بعضنا لكن شخصياً لم استغرب أبدا من ردة الفعل، وقد سمعتها في زيارتي الأخيرة للسودان بصورة مباشرة. وقد كتبت عنها سابقاً، ومنذ الأمس أتابع عدداً من قروبات (الواتس آب) تقريبا بها عدد قليل من المشغولين بالسياسة والكثير حانق علي وضع المعارضة، كلامهم في غالبه فيه احتقان وعداء للسياسيين من المعارضين لو لم يكن مثل عدائهم للانقاذ بل ربما أكثر. ايضا منذ فترة طويلة وضح أن الهُوة بين المعارضة الداخلية والمواطن كبيرة. والمعارضه عامة وبصفه خاصه المعارضة الخارجية وصل الغُبن تجاهها حداً بعيداً، على الرغم أن الكثير من العمل الداخلي يتلقى مساعدة اقتصادية ولوجستية من خلال من هم بالخارج. اعتقد أن هنالك قناعة بدأت تتشكّل نتيجة لسلوك المعارضة، وهي أن هذه المعارضه لن تسقط الانقاذ وفِي نفس الوقت بدأ الإعلام في خلق صورة خطيرة بان المعارضة تقف حجر عثره أمامها، والنتيجة تضييق ظروف المعيشة أكثر وأكثر، والمعارضة مسؤولة عما يحدث بمعنى إذا رُفعت العقوبات هم أبطال واستطاعوا كسر أمريكا، و اذا استمرت المقاطعة الأمريكية؛ فالمعارضة هم الخونة، أي أصبحت قضيه العقوبات مثل المنشار طالع مأكل نازل مأكل. المصيبة أن المعارضين في وادي، والمواطن في وادي آخر. هذا أوان الوقفة مع النفس ومراجعة الأداء البائس بصورة جادة في هذا الوقت الذي وصل فيه الحال إلى مرحلة مزرية؛ وتغيير طريقة العمل. أشارك ضمن قروب واتس، ولمدة ثلاثة أو أربعة أشهر نلت ونعجن في قضايا لو أتيح للمواطنين قراءتها لأعتقدوا بأن الإنقاذ باقيه للأبد. وهذا ملاحظ أيضاً في كل قروبات المعارضة الأخرى. حقيقه لو أجرينا استبيان ربما نصل لنتيجه مختلفة، ومدهشه فينا كمعارضين. سبق ان كتبت ان قضية رفع العقوبات قضيه طالع نازل، خاسرة الحكومة كاسبة منها، والأيام ستوضح ذلك. حاليا كما استنتجت ان الحكومة ستمثل دور المظلوم و تحمل تبعات مشاكلها مره أخرى للعقوبات وأيضاً ممسكة بملفات أمنية وايضا اذا تم رفعها ستستخدمها كانتصار على امريكا والعالم. كما كتبت ماذا حدث في ال 23 عاما من عقوبات اعتقد ان المعارضة أيضاً عاقبت الشعب بتفتتها و انقساماتها والعمل بإشارات مختلفة: حوار، إسقاط، مشاركة. لازلت أُصر على أن أي عمل من المجتمع الدولي سيصب في مصلحه وبقاء النظام بل يزيد ويعمق المسافة بين المعارضة والشارع. لذا العمل المعارض الفوقي لن يسقط النظام ونحن الموجودون بالخارج لا نحس بحجم الأزمة لأننا لا نعيشها فعلياً. علينا إعادة النظر ووضع طريق جديد للعمل المعارض عبر الجماهير حتى لو استمر لسنوات أخرى، والعمل على اعادة الثقة فينا كمعارضين التي وصلت لحد قد لا نريد أن نصدقه. محمد الفاتح - فيلادلفيا