فن الممكن (ترف مولانا الذي جانا)..! تلقيت نهار اول امس مكالمه هاتفيه من احد اعيان ولايه شمال كردفان قال لي فيها اراك قد تحدثت في زاويتك اكثر من مره عن اخفاقات والي ولاية الجزيرة محمد طاهر ايلا وكشفت كثيرا من الحقائق حول هذا الرجل ولكن لماذا لم تسلط الضوء علي (مولانا الذي جانا) ويقصد بذلك مولانا احمد محمد هارون والي ولاية شمال كردفان فضحكت وقلت له (جاكم كيف)؟ وكان رده بان اعطاني معلومات غزيرة عن الذي يجري هناك. ولاية شمال كردفان على حسب معلومات هذا الرجل تعيش صراعا محموما بين تيارين من المؤتمر الوطني تيار يناصر الوالي و هم قله كما ذكر لي محدثي و الاخر يعمل بكل ما اوتي من قوة لكي يقوضه (وشغاااااال ليه حفر شديد) و يعتقد المتحدث ان المجموعه (الضد)الوالي قويه و استطاعت في الاونه الاخيرة اقناع قيادة الحزب في المركز بفشل مولانا في ادارة الولايه و تبقى لها فقط ان تصدقها رئاسة الجمهوريه. الحديث الذي ذكره لي القيادي الكردفاني البارز جعلني (اعقد)مقارنه ما بين حاله ولاية الجزيرة و الحاله في شمال كرفان فوجدت (كثير من الملامح والشبه) فهناك في الجزيرة محمد طاهر ايلا استطاع ان (يوهم) الجميع بانه الوالي الاوحد في السودان الذي يستطيع ان (يروووب المويه) وان يفعل ما لا يمكن لوالي ان يفعله وهو كما ذكرنا اكثر من مره (شاطر) في عمل الدعايه حول نفسه وفي استخدام اشخاص حوله مبدعون في اخراج مايريده بالاضافه الي ان الرئاسه (مدلعاه) اكثر من اللازم وجعلته معصوما من الخطا ووفرت له الحمايه الكامله ورغم خروج جميع موسسات الولايه عليه فلم ينظر في امره حتي الان . وفي حالة شمال كردفان يبدو ان هناك تشابه كبير بينهما فمولانا (مسنووود) بدرجه كبيره من الرئاسه لدرجه جعلته يستخف بقيادات حزبه ويفعل الذي يرده بعيدا عن المؤسسات ولا توجد جهه في السودان كله تستطيع ان توقفه في حده مادام انه الرجل (المدلل). الصراع الدائر في ولايه شمال كردفان هذه الايام وان كان ظاهره في الرحمه ولكن باطن فيه العذاب لاهل الولايه فهو ليس صراعا من اجل انسان الولايه بقدر انه صراع مصالح ذاتيه فتجد كل تيار تشكل في شكل (لوبي) يعمل هذا اللوبي ليل نهار في الكيد للوبي الاخر من غير مراعاة القيم والاخلاق. مواطني الولاية تاثروا كثيرا من هذا الصراع الحربي لانه (اوقف) الكثير من المشاريع التنمويه التي اطلقها الوالي احمد هارون حيث ان مشروعه الذي اطلقه (نفير نهضة شمال كردفان) لم يستطيع ان ينفذ منه الا نسبة 15% فقط علي حسب مراقبين هناك. ياخذ الكثيرون علي مولانا هارون عدم اهتمامه بالريف في ولاية شمال كردفان حيث ركز جهده فقط في مدينة الابيض كما فعل صاحبه والي الجزيره الذي قام بتجميل مدينة ودمدني فقط ، فريف ولاية شمال كردفان يعاني من العطش وتدهور التعليم وانعدام الخدمات الصحيه الى جانب مشكله اكبر من ذلك وهي الزحف الصحراوي الذي بات يهدد مناطق واسعه في الولايه . المشروع الكبير الذي كان يحلم به اهل ولاية شمال كردفان وعجزت عنه حكومة مولانا احمد محمد هارون هو نقل المياه من النيل الابيض الي مدن الولاية المختلفة ومن ثم الي القري ، ولكن ظل هذا المشروع (المخيف) للولاة الذين مروا علي الولاية غائبا تماما عن خطة مولانا ، ولو انه فعلا يريد ان يسجل اسمه في التاريخ كان يجتهد فعليا في تنفيذ هذا المشروع وحتي وان لم يفعل غيره سيكون قد انجز اكبر انجاز في تاريخ السودان وليس في شمال كردفان فقط ويمكن ان يتم وضع اسمه في المناهج التعليميه ليدرس للتلاميذ ولكنه لا اظنه يفعل ما دام انه مشغول بصراعاته الحاليه. هناك كثير من القري في هذه الولاية خارج التاريخ تماما حيث مايزال اهلها لايعرفون حتي الان ان هناك حاكما عليهم في مدينه اسمها الابيض وحتي هذه اللحظة لم نسمع بجولة او طواف لوالي شمال كردفان كامير للمسلمين في هذه البقعة علي الارياف البعيده لكي يطلع علي حالها واحوالها وكل الذي يقوم به الان هو اهتمامه بصعود وهبوط هلال شمال كردفان في الدوري الممتاز او تقدمه وتاخره في القمه الافريقيه وهذه لعمري تعبر عن افعال الصفويين المترفين الذين سقطت عنهم كثير من الالويات في الحياة ولم يتبقي لهم الا اشباع انفسهم بالترفيه والتسليه . علي مولانا احمد هارون ان يعيد النظر في اولوياته ويترك امور التسليه والترفيه لرجالها وان يهتم با امر المسلمين في ارياف شمال كردفان ليذهب اليهم حافيا ويتفقدهم ويحصر احتياجاتهم الحقيقية ويقدم لهم الخدمات الاساسيه من صحه وتعليم ومياه وعندها سيكتب عند الله اماما حقيقيا للمسلمين اما انشغاله بالصراعات وتكريس جهده في الاهتمام بكرة القدم ذلك يعني هروبه من القضايا الاساسية التي تعاني منها الولاية وبالتالي من حق اهل شمال كردفان ان يبحثوا لهم عن بديل يهتم علي الاقل بتقديم خدمه جيده في بند الخدمات الاساسية بعيدا عن (احلام زلووووط) والمشاريع التنمويه الكبري التي جاءت ضمن نفير نهضة شمال كردفان . مجاهد عبدالله نشر في صحيفة الاهرام اليوم