عملية يوليو الكبرى (29) معلومات وأحداث اضافية (3) تصفية عبدالخالق من أهداف المصريين والسوفيت ابن ادريس محمد تابر, شيوعي ونقابي قديم, شغل مواقع قيادية في الحزب والحركة النقابية وكانت له علاقات شخصية بعبدالخالق, حيث يمت له بصلة القرابة. وقد سعيت للقاء به وسجلت افادته في فبراير 2016م بعد اطلاعي على كتابه "مذكرات نقابي عجوز" وقدم ابن ادريس اضاءات جديدة حول: × تقليد تحرير الثوريين من الاعتقال لممارسة مهامهم. × سعي عبدالخالق للبقاء بصفة مؤقتة عند أهله تحت ظل ظروف حزبية استثنائية. وخلال نشاط ابن ادريس النقابي عمل مع فضل محمد البلولة "المحاسب" بوزارة الخارجية وعضو المكتب التنفيذي لنقابة المحاسبين في اتحاد الموظفين. ونذكر أن شهادة مجذوب يحيى محمد "نوفمبر 2001م" حول "أمن السكرتير" عضدها أحد أعضاء المكتب كما ورد في العروض السابقة. ثم جاء الناس بعد ذلك واضافوا تقارير رسمية تم عرضها تؤكد كافة معلومات مجذوب وتزيد عليها. ووصلت معلومات التقريرين الى مركز الحزب في 2002م. ومعلوم أن التقارير نوقشت في اجتماعات رسمية يوليو 1978م. وظل ابن ادريس عضواً بالحزب حتى 1973م عندما سلم مذكرة للسكرتير السياسي عبر لقاء عمل تنسيقي بشأن النقابات تم الترتيب له بمنزل "تبيدي" بحي البوستة بام درمان طالب بيان الحقائق حول 19 يوليو وتجميد عضويته الى حين معرفة الحقيقة. والتحق بالحزب الاتحادي الديمقراطي في 1985م ثم تركه. هو ماركسي لا علاقة له بالحزب!! وهناك ثلاثة نقاط هامنة مرتبطة بالفصل الأخير في حياة القائد الوطني تحتاج لمزيد من الايضاح وهي: 1-هدف تحرير عبدالخالق من معتقله من داخل مصنع الذخيرة في 29 يونيو 1971م. 2-احتجازه في القصر الجمهوري ما بين 29 يونيو وحتى 8 يوليو 1971م. 3-اقامته المؤقتة لا اختفاءه عند أهله في أبي روف يوم 22 يوليو 1971م وستكون النقطة الأولى هي موضوع عرضنا. تحرير الثوريين تقليد قديم ان تحرير الثوريين بتهريبهم من السجون والمعتقلات تقليد قديم في الأحزاب الشيوعية و"غيرها" في كثير من دول العالم ومن التقاليد الراسخة في الأحزاب الشيوعية أن التحرير يتم بقرار من "الحزب" وخطة متفق عليها يكلف الحزب من يشرف على تنفيذها. وفي التجربة المصرية التي عايشها السودانيون من الشيوعيين في الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني "حدتو" نجد نماذج كثيرة لعمليات التحرير "التهريب" وأيضاً "الهروب" ومن ذلك حادثة هروب جمال غالي وعبدالستار الطويلة وهما في الطريق الى المعتقل. ان مبدأ الهروب والتهريب في التجربة المصرية أسست له "حدتو" بأن: "الهروب من المعتقل عملية نضالية تساعد على الحاق كوكبة من المناضلين المعتقلين الى الرفاق المناضلين خارج المعتقل". وسجل مبارك عبده فضل: "ظللت معتقلاً ومسجوناً من فبراير 1952م حتى اغسطس 1956م باستثناء فترة محددة عشتها في الحرية في مايو 1953م حين هربت من معتقل روض الفرج مع ستة من الرفاق أبناء*حدتو". والفرق واضح بين التحرير بالتهريب والهروب. تحرير يوسف عبدالمجيد: حالة تحرير عبدالخالق لم تكن الأولى ولا الوحيدة في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني. ومن النماذج: "في بدايات حقبة الحكم العسكري الأول "1958-1964م" تم اعتقال يوسف عبدالمجيد وصديق حسن وبشير ابوشيبة. وكان اعتقال يوسف بمثابة الفرج مما يعاني من آلام ونزيف شديد نتيجة اصابته بمرض البواسير حيث نقل بعد الاعتقال الى مستشفى الخرطوم بحري. وهناك أجريت له عملية جراحية وبعد فترة قصيرة قام الحزب بترتيب عملية تهريب يوسف من المستشفى. ونفذت الخطة بدقة بعد أن تماثل للشفاء.." "وكل المعتقلين مع يوسف وقتها كانوا يقيمون جميعاً في منزل اختفاء واحد. وكان يوسف عبدالمجيد هو المسئول السياسي لمدينة الخرطوم بحري. وهدف تحريره من الاعتقال هو هزيمة الاعتقال كمعرقل لأداء المتفرغين الثوريين لمهامهم وهم في العادة مختفين بأثر نشاط الحزب السري". "وكان لتهريب يوسف عبدالمجيد بقرار من قيادة الحزب في مدينة الخرطوم بحري, بموافقة الهيئات العليا أو الأعلى, وكان يوسف ضمن قيادة الحزب بمديرية الخرطوم "ولاية الخرطوم اليوم" وبعد نجاح عملية التحرير تم نقل يوسف حزبياً ليمارس نشاطه الثوري خارج مدينة الخرطوم بحري. الجلاد والضحية: هروب محمد أحمد سليمان عندما يقوم شيوعي معتقل باتخاذ قرار بنفسه للخروج من المعتقل فان ذلك يطلق عليه "الهروب" من المعتقل. أما التهريب من المعتقل بقرار من الحزب وتحت اشرافه فانه يعني "التحرير" من الاعتقال. وأبرز نماذج "الهروب" هي حالة هروب محمد أحمد سليمان وكان وقتها مسئولاً عن مكتب الرقابة المركزي من حراسة البوليس أثناء تواجده بالمستشفى دون قرار من الحزب وأوضحت التقارير الرسمية "الأمريكية" بعد ذلك بسنوات طويلة "1983م" والتي اطلعت عليها في المكتب الحزبي المختص, العلاقة بين ذلك "الهروب" وقيام البوليس بالهجوم على ثلاثة منازل مخصصة للعمل السري في مدينة ام درمان, والأكاذيب التي نشرها "المخترقون" أو أعداء الحزب داخل الحزب باتهام المناضل القوي/ موسى المهل بضرب تلك المنازل واتهامه بالبوليسية.. الغريب أن قيادة الحزب توصلت الى الحقيقة من قبل حصولها على التقرير الرسمي, وعقدت السكرتارية المركزية أكثر من لقاء في منزل موسى بالثورة الحارة السابعة "1976م" وكانت تحفظ عنده أوراقها حتى 1985م "توثيق ومذكرات موسى المهل غير المنشورة" إلا أنه لم يتم رد اعتبار موسى المهل رغم أنه من الشيوعيين "العصيين على النسيان". تحرير عبدالخالق مهمة الحزب في الحلقة الثامنة من عرض عملية يوليو الكبرى بعنوان "ظروف اعتقال نوفمبر.. وخطة التحرير" تضمن العرض خطة تحرير عبدالخالق من معتقل الذخيرة التي أشرف عليها: عبدالمجيد النور شكاك "المسئول المركزي عن تنظيم ضباط الصف والجنود" والتي نفذها فرع الحزب بالذخيرة "عثمان عبدالقادر وعثمان الكودة". وان قرار الحزب بتهريب عبدالخالق لم ينفذه الحزب, بمعنى نقل عبدالخالق الى منزل الاختفاء الحزبي لأنه لم يتوفر مكان لاخفاء عبدالخالق وبالضرورة لم يحدد الحزب ساعة الصفر وان العملية نفذها ضباط شيوعيين متقاعدين "هاشم العطا ومحجوب ابراهيم". وكتب محمد سعيد القدال "5/8/1998م" – الحياة الدولية – العدد 12937": "وفي 29 يونيو/ حزيران 1971م تم تهريب عبدالخالق من معتقله في مصنع الذخيرة في الخرطوم. وكانت عملية جسورة دبرها العسكريون الشيوعيون". أما اللواء سعيد كسباوي فقد أورد في افادة أخرى "سودانيات": "ان عملية التحرير قام بها أصدقاء عبدالخالق "حسن التاج/ محمد نور السيد" بعلم عبدالخالق وموافقته" وأشار محمد نور السيد الى تلك الواقعة دون ايراد تفاصيل. ومؤكد أنه يقرأ الآن هذا العرض!! وجاء في تقرير قيادة جهاز الحزب 1996م وكذلك في شهادات آخرين منهم محمد محجوب وكذلك في تقرير رسمي عرضناه قبل ذلك "زيادة ساتي حمد".. الى آخر. ان عبدالخالق طلب من الحزب وبنفسه أكثر من مرة الإسراع بتنفيذ خطة التحرير "شيوعيون وكتابات شيوعيين متناثرة ذكرت أن معلومات العسكريين حول محاولات اغتيال عبدالخالق غير صحيحة!!". وجاء في تقييم 1996م, المشار اليه: "وتم اللقاء الثاني بين قيادة الحزب والعسكريين في مارس 1971م وانحصرت المناقشة في تقديرات التنظيم العسكري وتقديرات العديد من الضباط عن الخطر على حياة عبدالخالق بعد خطاب نميري في 12 فبراير 1971م ودعوته لتحطيم الحزب الشيوعي. وفي ابريل 1971م ناقش رسالة من عبدالخالق عن خطورة المحاولة التي قام بها محجوب ابراهيم للاتصال به في معتقله. وفي الاجتماع الثالث احيط التنظيم العسكري علماً بأن الحزب يواصل خطواته لتهريب عبدالخالق عندما أثاروا مرة أخرى خطورة ترك عبدالخالق تحت رحمة نميري, مع تأكيد أن هذه مهمة يتولاها الحزب ولا داعي لتدخلهم في تنفيذها. المخابرات المصرية تسعى لقتل عبدالخالق ان الضباط الشيوعيين كانوا على يقين أن نميري يرتب لقتل عبدالخالق, وان قيادة الحزب بطيئة الحركة في انقاذه بتنفيذ قرار التحرير, بما يعرض عبدالخالق للخطر. وعلى الرغم من ان قيادة الحزب أكدت ان مهمة التحرير هي مهمة الحزب ولا داعي لتدخل العسكريين في التنفيذ**فانه عندما نفذ العسكريون "منفردون" أو بالتعاون مع أصدقاء عبدالخالق فان القيادة قبلت بالأمر بل وأشادت به!! وفي شهادة اللواء سعيد كسباوي "خالد الحاج/عصمت العالم/ سودانيات" وردت وقائع كثيرة هامة ذات علاقة بعملية التحرير وهدفها من جهة وتنفيذ العملية عن غير طريق الحزب من جهة ثانية, وكذلك الاشارة القوية حول طبيعة "عملية يوليو الكبرى" ببيان دور المخابرات المصرية ووجهة السوفيت. حيث قال الآتي: 1/ "كان عبدالخالق محجوب يفرق بين الشيوعية والعمالة والمسألة دي عملت ليه مشاكل مع السوفيت, وافتكروه تولياتي "من القيادات الشيوعية الايطالية" فقاموا ربوا واحد اسمه الطاهر عبدالباسط وأدوه دكتوراة في الاقتصاد حتى يحل محل عبدالخالق". و "ومن ضمن الخلافات بينهم كان الموقف من عبود. اذ أن السوفيت كان بيفتكروا انه ممكن يكسبوه وعملوا معه اتفاقية سلاح. وأرسل الحزب معاوية ابراهيم لتوضيح رأي الحزب الشيوعي السوداني الرافض للتعاون مع عبود والاعتراف به. وحين وصوله أرسل معاوية تقريراً يطلب تأييد عبود"(!!) 2/ "ولما رجع عبدالخالق اعتقلوه وختوه في مصنع الذخيرة في الشجرة. جاء واحد من الاتحاد السوفيتي ونزل في سلاح الطيران وجاء قابل عبدالخالق. وعبدالخالق شتمه وقال ليه لا نقبل تدخلكم في أمور الحزب..". 3/ "وفي الاحتفال بي 25 مايو 1971م جو اتنين من المخابرات المصرية وكان عندهم اخبار مؤكدة بأن هناك انقلاب حا يحصل ضد نميري وكان بيقصدوا انقلاب 19 يوليو وقعدوا مع نميري وقالوا ليه. ايه احتمال حدوث انقلاب؟ نميري قال ليهم نحن بنعرف الجيش وقواتنا كويس وده احتمال بعيد وأهو خالد قاعد قدامكم اسألوه. وكان خالد رئيس الأركان. فقال واحد من ناس المخابرات المصرية: أنا لو كنت رائد بكتيبة واحدة ممكن أعمل انقلاب.. خالد اسبتعد ذلك تماماً". "نميري قال ليهم لو في زول عامل لينا صداع هو عبدالخالق محجوب ونحن بنوديهو الجنوب وانقلوا من حتة لاخرى ونكتلو هو والحرس بتاعو.. قالوا ليهو دي خطيرة وبتعمل ليكم مشاكل. نحن عارفين عبدالخالق عايش برئة واحدة نحن بنديكم أدوية وانتوا اطلقوا سراحه وبيموت في بيته. الكلام جابوا لي واحد من السفارات العربية وقال لي تبلغوا لعبدالخالق. وكان هاشم ومحجوب طلقة بيقابلوا عبدالخالق ونقلت ليه التقرير. قال لي: أموت بالرصاص لكن ما بالطريقة اللئيمة دي. 4/ "كان في طباخ خاتنوا لي عبدالخالق بيعمل ليه الاكل وما كانوا عارفين علاقة النسب بينه وبين عبدالخالق. وكان هذا الرجل وسيلة الاتصال بين عبدالخالق والحزب". 5/ "أحمد عبدالعزيز مدير السلاح الطبي اتصل بالحزب وقال ليهم في مؤامرة على حياة عبدالخالق. انقذوه..". أنظر: "في يوم 19 يوليو 1971م عندما حضر الرئيس جعفر نميرى الى مكتبه وجد أمامه الملفات التي أحضرها اليه سكرتير مكتبه الرائد/ عمر علي محقر وكتب له مذكرة تفيد بأن أحد ضباطه بالقصر أبلغه بأن اليوم سيكون الانقلاب من الشيوعيين لاستلام السلطة. وقرأ الرئيس نميري تلك المذكرة ولم يهتم بالأمر وتجاهل الموضوع باعتبار أن لا أحد يستطيع أن ينزع منه السلطة". "العميد/ منير حمد – عمر السنين أيام" تقديرات العسكريين الشيوعيين في الاجتماع الرابع بين قيادة الحزب والعسكريين الشيوعيين في يونيو 1971م قدم العسكريون معلومات عن اشتباه نميري ومجلس الثورة في أن الحزب قد تمكن من خلق صلة بعبدالخالق في معتقله. وبدأ التفكير في ترحيله الى مكان آخر. وكان تقديرهم أن المعتقل قد يكون في جهة نائية. أو في الجنوب تمهيداً لتصفيته واقترحوا الاسراع بتهريبه. وفي تقرير السكرتارية المركزية 1996م: "انه منذ اعتقال عبدالخالق الأول في ابريل 1970م كانت نوايا السلطة معروفة بتعطيل دوره القيادي وتصفية دوره السياسي والفكري أو تصفيته جسدياً وعبدالخالق قبل نقله الى مصنع الذخيرة كان في السجن الحربي القديم المهجور مكان قصر الشباب والأطفال الحالي. وفي اليوم التالي لاعتقاله أصيب بنزلة حادة وساءت صحته فزاره المرحوم النقيب طبيب عبدالرحمن الدرديري وأسعفه ببعض الأدوية وطلب نقله فوراً للمستشفى وعندما رفض طلبه أصر على نقله لأي مكان آخر تتوفر فيه ظروف صحية وهدد بنشر حقيقة حالة عبدالخالق ومكان اعتقاله للناس. وعلى اثر ذلك نقل عبدالخالق الى الحبس الانفرادي بمصنع الذخيرة ومنعت عنه الزيارة والصحف والكتب والمذياع وصدرت الأوامر لجنود الحراسة بعدم التحدث معه "تقرير السكرتارية المركزية 1996م". هدف التحرير أو التهريب من المعتقل ربط كثيرون بين تحرير عبدالخالق وقيام عملية يوليو الكبرى وكأنه جزء منها. في حين أن من أهداف العملية نفسها تصفية عبدالخالق والحزب نهائياً. "أب شيبة كان قاعد لما جاء عبدالخالق قعد معاه. ومش غريب يمشي لأبي شيبة وعبدالخالق قال ليه فتش لي صلاح ميزري وبتأكد ليهو انه بيته غير مراقب..". هروب عبدالخالق ما كان عشان يعمل التحرك. هرب حماية لنفسه. ولم يهرب عبدالخالق عن طريق الحزب. هربوه أصحابه برير وحسن التاج ومحمد نور السيد" "عبدالخالق ما كان قادر يفرز منهو المعاهو ومنو الضدو".. "شهادة اللواء/ سعيد كسباوي" من آخر رسائل عبدالخالق أشار عبدالخالق في آخر رسائله من معتقله في مصنع الذخيرة وقبل أيام قليلة من تحريره في يونيو 1971م الى: "ان روح الاستسلام الناتجة عن انتصار الثورة المضادة نعلن ان الطريق للحركة الثورية أصبح مقفولاً ونحن نشهد ذلك في سلبية أقسام هذه البرجوازية الصغيرة". "ومن نفس الموقع تنمو الاتجاهات اليسارية التي تبشر بأنه لا مكان للنضال الجماهيري ولا أمل من ورائه وكل ما تبقى للثورة هو أن تنكفيء على نفسها وتقوم بعمل مسلح. مثل هذا الخط يمكن أن يستهوى في الواقع العناصر السياسية التي لم تتمرس بعد بالنضال الثوري". وهذا النص يعني أن هناك مؤيدين للعمل المسلح "الانقلابي" داخل الحزب ومن بين قياداته التي لم يحددها بالاسم وكذلك كان موقف محجوب عثمان في مذكراته وسعاد ابراهيم أحمد في حوارات صحفية. وكتب عبدالخالق: "ان الذي**يجهل تاريخ الحزب من العضوية يضعف وعيه ويقعد به دون المساهمة الجادة في تطور الحزب ولا يؤهله من الناحية الفكرية لحرب التيارات الانتهازية التي يتعرض لها الحزب خلال نضاله". ونواصل محمد علي خوجلي