أين أنت ..من هذا يا إيلا..؟ الخليفة العادل الفاروق عُمر يأمُر بضم إبل إبنه عبداللهِ رضي الله عنهما إلى بيت مال المُسلمين وليست لبيت المال كانت تتبع لكنّها كانت (سمينة) تختلف عن بقية الإبل في المرعى وعندما سأل الفاروق عنها أخبروه بأنّها تخُص عبدالله وهذا يعني أنّ الرُعاة وأصحاب الإبل رُبما أفسحوا لها في المرعى باعتبارها إبل تتبع لإبن أمير المؤمنين تأكل أولاً وتشبع وتسمن خِصماً على حصة بقية الإبل وهذا ما لا يجب أن يكون في دولة عدل يرأسها الفاروق العادِل.. في بلادنا أيضاً يتداول هُواة الصور القديمة في الوسائط صورة للزعيم الراحل الرئيس أزهري يقف فيها كمواطن (فقط) في طابور طويل ينتظر دوره في الخِدمة .. هل يرفُض من كانوا معه (مثلاً) أن يتقدمهم زعيمهم المحبوب في الطابور..؟ بالطبع لن يرفُضوا لكن الزعيم (الكبير) كان كبيراً وظلّ كذلك حيّاً وميتا ، لم يتخذ السُلطة يوماً مطية للوصول بها إلى مآرب خاصة كما نقلوا لنا عنه بل اتخذها جسراً للمودة أعانه في الوُصول إلى قُلوب الناس ، من عارضُوه سياسياً لم يُنكِروا حُبهم له ولم يذكروه إلا بالخير .. ألم يطّلع ساستنا رُعاة التأصيل وقادة المشروع الحضاري على مثلِ هذه السِيَّر..؟ خبر يشبه ما يتداوله الناس في ملماتهم عن من يسوس بلادنا اليوم جاء به الصحفي النشِط جداً مُزمِل صديق مُراسل الجريدة في الجزيرة المُدمَرة الموبوءة بالأمراض والموبوءة أيضاً بساسة يسأل أهلها دوماً من أين جاءوا ليحكُموها ، خبر أفردت له صحيفتنا (الجريدة) صدر صفحاتها لأهميته ومعتمد المناقل يقتحِم مُستشفى الجزيرة لأمراض الكُلى ويتسبب في وقف العمليات ويُحدِث ربكة داخل المُستشفى.. قادنا الخبر المُثير إلى تفاصيله والظن الحسن يغلُب على غيره من الظُنون رُبما للمُعتمد رعايا في محليته ينتظرون من المشفى العلاج المُستحق ، عفارم عليه وهو يقتحم مشفى الكُلى اقتحاماً من أجلهم أو هكذا ظننا ، خاب الظن وقد توقفت العمليات وتوقفت أعمال الورشة الطبية التي يستضيفها المُستشفى والمُنعقدة كانت لحظة عملية اقتحام المُعتمد للمُستشفى تحت إشراف فريق طبي من جمعية المسالك البولية العالمية وتوقفت العمليات التي كان تُجرى أيضاً بواسطة الفريق الطبي وسبب الاقتحام أخي القارئِ كان إدخال مرضى (يخُصونه) ومن يُرافقهم.. مُعاناة أهل الجزيرة تستفحل وفي إيلا استبشروا خيراً لسد ثغرات المزيد من غبن أهل السُلطة الواقع بهم أين أنت من هذا يا إيلا..؟ كُلما يتجاوز وعي المُواطن مُربع أنّ للبلد (مُلاك) غير أهلها يأت إليه من الساسة من يُعيده (قسراً) بفعله إلى نفس المُربع ، الساسة هُم الأولى بموارده ومُخصصاته وأولى من غيرهم بخدماته على قِلتها وعلاج أقارب المُعتمد أهمَّ كما يبدو من المؤتمرات المُنعقّدة ومن العمليات وليذهب من هُم فيها إلى جحيم المُعاناة .. والله المُستعان.. بلا أقنعة.. زاهر بخيت الفكي صحيفة الجريدة ..