٭ في الأدب الشعبي هناك قصص متداولة في الشجاعة والكرم والبطولة والعشق والغرام فمع شهرة قصة تاجوج والمحلق إلا ان هناك قصة ابراهيم الفراش مع الدون لحق.. وعندما عبر عنها وصورها.. كان يعالج في مسألة اجتماعية كبيرة إذ كانت محبوبته وهنا يحق لنا أن نستعمل هذا التعبير جارية اسمها «الدون لحق» وقد كانت جميلة ولكن أهل الشاعر استنكروا عليه هذه العلاقة والجهر بها.. غير انه دافع عن عواطفه متحدياً الكثير من المفاهيم الاجتماعية السائدة آنذاك.. يقول ود الفراش: بقول صراي خاتي النقه مس فرنجه شرابه شليخ بت نوره بضوي زي مرايه تقول شباك محكر في صرايه ٭ روح التحدي والرفض تتجلى في استهلال المربع الغنائي إذ كان قسماً بأن محبوبته خالية من العيوب «خاتي النقه» وجميلة وتستحق حبه حتى ان كانت جارية فهي لا كاللائي يتم بيعهن في السوق «مس فرنجه شرابه» ويستمر في هذا الاطراء عليها ويقول: الدون حبابا.. الدون حبابا أم شعراً تقول وتر الربابا يا الفراش أبوي كان تسمع خطابا تجرد المال تخلي البيت خرابا ٭ والمخاطبة لأبيه واضحة في ان سبب تعلقه بالدون لم يكن جمالها وحده وانما للطفها وحلاوة حديثها.. ويذهب أكثر ويدخل في تحدي لأبيه ان هو تسمع حديثها لا محالة واقع في غرامها مسرف في الصرف عليها.. وهنا تكمن قوة التحدي والاصرار على تكسير الحواجز الاجتماعية التي تحرم عليه علاقة مثل هذه. ويواصل ود الفراش في مربعاته الغنائية روح التحدي للمفاهيم الموجودة يهزها في قوة علها تنهار يقول: بت قنديل ولدت وجبت صيده جبت الدون لحق كول الهويده أمي فرنجه لي عريك جيده وأبوي قواد وأنا ابراهين عبيده ٭ روح الرفض صارخة في الغنائية السالفة فهو يقول «لبت قنديل» وهي أم الدون انك ولدت فتاة جميلة تشبه الصيدة التي ترعي في الوديان الخضراء.. ويدخل في مرحلة جديدة من اغاظة المجتمع في ان يقول ان أمه «خادم» لتدليك جسم محبوبته وهي نفسها التي يقال انها دون مستوى علاقته لأنها «خادم» ولم يترك أبيه أيضاً من خدمتها ولا هو فالأب يقود رسن الهودج وهو تحت خدمتها بلا حدود «عبيد». ٭ ولكن دوام الحال من المحال فحدثت وشاية بين الشاعر ومحبوبته فانقلب عليها وهجاها هجاناً مراً قال: بعد ما كنت ظابطه زي باشا عموم ان جبت فايته كترت المساخة بقيت شايطه تشبهي الكريه البي حجره فاتنه هذا مع تحياتي وشكري الصحافة