مصيبة إذا كان الإعلام السعودى لا يعرف من هم الإخوان فى السودان. نحن لا ندافع هنا عن السيد/ الصادق المهدى وعلاقته المريبة بتنظيم الإخوان المسلمين بصورة عامة أو فى الجانب الذى يخص السودان. والدليل على ذلك بذله جهدا كبيرا لمصالحتهم مع الشعب المصرى ونظامه ونفى الإرهاب عنهم. مع أنه أدرك "قدرا" من إرهابهم فى السودان "بنفسه" وإن لم يصل ذلك الإرهاب درجة أن يغرسوا مسمارا على رأس أحد ابنائه أو أن يقتل تحت التعذيب كما حدث للعديد من شرفاء السودان. أو أن تتم تصفيته كما تمت تصفية رفاقهم الذين شاركوا فى محاولة إغتيال "حسنى مبارك" الفاشلة فى إثيوبيا. على العكس من ذلك ذهب إبنه للقصر مساعدا لرئيس الجمهورية وذهب "هو" للسجن حبيسا بسبب إنتقاده "الملطف" لمليشيات الدعم السريع مما جعله يرحل نحو "القاهرة" وبدلا من أن يعرى "تنظيم" الإخوان المسلمين "توسط" لإخراجهم من السجون وكأنه لا يعترف بأنهم قتلة ومجرمون. كنا نتفهم إستغراب الإعلام السعودى للعلاقة المريبة بين السيد/ الصادق المهدى، وجماعة الإخوان المسلمين وهم الذين إغتصبوا سلطته الديمقراطية عن طريق إنقلاب عسكرى كامل الدسم. وهو الذى أدخلهم فى حكومة إئتلافية لأول مرة فى تاريخهم السياسى ربما فى السودان وفى خارج السودان. كنا نتفهم إستغراب الإعلام السعودى عن كنه تلك العلاقة وعن لماذا لم يطالب السيد/ الصادق المهدى بعودة "حكومته" ونظامه "الديمقراطى" كحل مؤقت لأزمة السودان التى أدخلته فيها هذه الجماعة طالما فشلت وفسدت. كنا نتفهم إندهاش الإعلام السعودى عن كيف ينفى عنهم السيد/ الصادق المهدى بين كل وقت وآخر تهمة الإرهاب وهم ابادوا ربع شعب الجنوب واضطروهم للإنفصال فى حرب "جهادية" زائفة، تعريفها فى العصر الحديث "إرهاب" ولا شئ غيره. كنا نتفهم إستغراب الإعلام السعودى كيف ينفى عنهم السيد/ الصادق المهدى الإرهاب، بعد أن ابادوا نصف مليون من أهلنا فى دارفور، وهذه المرة الجريمة وقعت فى حق مسلمين، إذا كانت إبادة الجنوبيين مشروعة "عنده" لأنهم يعتبرون شعب الجنوب كله من "غير المسلمين" ولذلك تطبق فى حقهم آيات "الجهاد" مثل "فإذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشرکین حیث وجدتموهم". كنا نتفهم إستغراب الإعلام السعودى نفى السيد/ الصادق المهدى، الإرهاب عن الأخوان المسلمين فى "مصر". وكأنه لم يسمع خلال "إعتصام رابعة" – الإرهابى - تصريح أحد كبار قادتهم وهو الدكتور " محمد البلتاجى" الذى قال فيه "أن الإرهاب فى سيناء سوف يتوقف فى الثانية التالية من إنسحاب السيسى عن السلطة". كنا نتفهم إندهاش الإعلام السعودى نفى السيد/ الصادق، تهمة الإرهاب عن الإخوان المسلمين. وهو بلا شك قد أطلع على فتاوى "سيد قطب" التى تتحدث عن "الحاكمية" لله. ومن خلال تلك الفتاوى قسم العالم كله الى فسطاطين، مسلمين وكفرة، والمسلمين هم "الإخوان" وحدهم. ومن خلال تلك الفتاوى اصبح مفهوم الحكم لله يعنى أن يبقى الحكم فى يد "الإخوان المسلمين" حتى يسلموه "للمسيح" عيسى بن مريم، هكذا قالوا فى السودان وقالوا فى مصر. ولهذا "فعمر البشير" حاكم بأمر الله الى الأبد لن تكفيه 30 سنة، وإن عذب وقتل واباد وفسد. كل ذلك لا يمكن أن يثير الدهشة والإستغراب. والمسافة من الخرطوم الى جدة بالطائرة ساعة ونصف ومن بورتسودان ربع ساعة. والسعودية ماشاء الله لديها أكبر صحيفة عريبة هى "الشرق الأوسط" وتمتلك السعودية أحدى أكبر القنوات الفضائية فى العالم هى ال "إم.بى.سى". لكن المصيبة الكبرى الا يعلم الإعلام السعودى بأن "عمر البشير" المتحالف مع السعودية "كمرتزقة" فى حرب اليمن هو "أخو مسلم" يرتدى بزة "ضابط" يفترض الا يكون من الأساس داخل "الجيش السودانى". وبكل اسف فإن "الإخوان المسلمين" يطاردون فى العالم كله ويزج بهم فى السجون لكنهم فى السودان "حكام" يزجون فى السجون بالشرفاء والأخيار . عمر البشير الذى اضاع السودان ومزقه وجاع السودانى ومرض وأفتقر وتدنى التعليم فى "زمنه"، لم يدخل فى الحلف مع "السعودية" لأنه ضد إيران وقد كان صديقهم حتى الأمس وقبيل إعادة طائرته من الأجواء السعودية فى طريقها "لطهران". أو لأنه ضد الحوثيين ومع "الشرعية" فى اليمن وهو مغتصب الشرعية فى السودان وحتى اليوم. وإنما لأنه "أخو مسلم" يستخدم "التقية" وفقه الضرورة وشرحه "الضرورات تبيح المحظورات". فلولا "العقوبات الأمريكية" التى تلعب السعودية دور الوسيط لإزالتها عن كاهل نظام "إرهابى" على خلاف رغبة الشعب السودانى. ولولا الديون الباهظة والخزينة التى اصبحت خاوية بسبب الفساد والنهب والتمكين. لما وقف "الإخوانى" عمر البشير الى جانب "السعودية" ولأعلن وقفته الى جانب "قطر" دون تحفظ. حقيقة .. إتضح لى أن القائد الوحيد فى المنطقة الذى يعرف الإخوان المسلمين، ويدرك معاناة الشعب السودانى هو قائد الجيش الليبى المشير "خليفة حفتر". فحتى "السيسى" الذى يتاذى منهم فى كل يوم وهم يريقون دماء المصريين. ينال من السودانيين ويغتصب أراض سودانية لكنه من أجل "مصلحته" صديق حميم لعمر البشير الأخ المسلم "المتنكر"! دولة المواطنة هى الحل .. الديمقراطية هى الحل. تاج السر حسين –