تتعرض ملصقات "البيكيني" في لندن إلى الطلاء باللون الأسود في حادثة شدت انتباه البريطانيين. يقف السكان في بعض مناطق لندن في حيرة من أمرهم هذه الأيام أمام تطور جديد شد انتباههم رغم انصرافهم الى ما يخبئه لهم القدر على ملاعب جنوب افريقيا. فقد تعرض العديد من الملصقات الإعلانية في العاصمة البريطانية للتلطيخ بالطلاء الأسود. وكان معظم هذه ملصقات دعائية لمتاجر «ماركس آند سبينسر» الشهيرة تظهر سلسلتها الجديدة من الثياب. لكن الملصقات المستهدفة عبارة عن صور موديلات بمايوه البيكيني أو ملابس قد يعتبرها البعض غير كافية للحشمة. ولاقت ملصقات أخرى المصير نفسه لأنها دعاية لفيلم يصور رجلا يقبّل امرأة. ورغم أن الشرطة لم توجه أصابع الاتهام الى أي جهة معينة، فقد تعالى الهمس بأنها «جماعة دينية أصولية»، بدون تسميتها. وقال آخرون إنها قد تكون من صنيع إحدى جماعات الدفاع عن حقوق النساء المتطرفة، التي ترفع أصوات احتجاجها عالية خلال مسابقات اختيار ملكة الجمال. لكن صحافة التابلويد الشعبية لم تدخر جهدا في تذكير القراء بأن بعض مدن باكستان شهدت حملة مشابهة استهدفت الملصقات والإعلانات التي اعتبرها الأصوليون «غير إسلامية». وعندما أشارت الى أن الملصقات المهاجَمة تقع بشكل رئيسي في منطقة تاور هامليتس بشرق لندن، كانت تكمل الرسالة. فهذه منطقة سوادها الأعظم من الآسيويين المسلمين. الملصقات تطلى أيضا في باكستان وقالت الشرطة إن الملصقات طليت بالأسود في 14 موقفا للباصات في هذه المنطقة وحدها، وإن مناطق أخرى لم تسلم من الهجوم. وأضافت أن الجناة، عندما اكتشفوا أن نوع الطلاء الذي يستخدمونه سهل الإزالة، غيروه الى آخر ثقيل القوام وأشبه بالقطران حتى يصبح من المستحيل محوه. وقال ناطق باسم عمودية لندن إن المدينة عموما تشهد ارتفاعا ملحوظا في «الغرافيتي» (الكتابة أو الرسم على الجدران) وإن إزالة كل منها يكلف دافع الضرائب 130 جنيها (قرابة 200 دولار). وتناولت برامج المداخلات الإذاعية الموضوع بشكل مكثف. فتحدث العديد من اللندنيين صراحة وبغضب عن أن «المسلمين هم المسؤولون» و«إذا لم يعجبهم الحال هنا فليتوجهوا الى الدول الإسلامية» و«هذه هي ثقافتنا خذوها كما هي أو ارحلوا» و«هذه ليست أفغانستان».. الى آخره. فرد ناطق باسم «مسلمو بريطانيا من أجل الديمقراطية العقلانية» بقوله: «صحيح أن العديد من المسلمات البريطانيات لا يتوجهن الى شاطئ البحر وهن يرتدين البيكيني. لكن هذا لا يعني أن المسلمين يفرضون آراءهم على الآخرين بهذا النحو». ونقلت وسائل الإعلام عن ناطق باسم الكنيسة المعمدانية قوله: «بغض النظر عن الجهة المسؤولة عن هذا التطور الأخير، في حال رأي البعض إعلانات لا تعجبه لسبب أو آخر، فليتقدم بالشكوى الى هيئة معايير الإعلان. لكن التصرف بهذه الطريقة ليس صحيحا على الإطلاق». وقال ناطق باسم متاجر ماركس آند سبينسر التي استهدفت ملصقاتها: «يمكن لكل صورة أن تخضع لعدد هائل من التفسيرات. وكل تفسير يعود للناظر وحده».