أكد مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل أن بلاده تمر بظروف هي الأخطر في تاريخها السياسي بإجراء الاستفتاء على مصير الجنوب في يناير المقبل، مبدياً ثقته بأن تظل الروابط الثقافية والاجتماعية بين شمال السودان وجنوبه العاصم في وجه محاولات إضعاف السودان وتفكيك وحدته. وقال في كلمته أمس أمام مؤتمر الاتحاد العربي للعمل التطوعي لدعم وحدة السودان، إن الحدود الطويلة بين الشمال والجنوب لن تكون إلا حدوداً لتبادل المنافع مهما عظمت مؤامرات المتآمرين وخبث الخبثاء. وقال: “على الرغم من أن الحصار يشتد فإن السودان قادر على عبور المرحلة بعون الله وتضامن أبنائه ودعم أشقائه وأصدقائه"، مؤكداً استمرار الحكومة في بذل الجهود الداعمة لوحدة البلاد. وأكد مستشار الرئيس البشير، وزير الخارجية الأسبق، تقدير بلاده للجهود التي تبذلها منظمات المجتمع المدني والعمل الطوعي العربي لمؤازرة السودان في هذه الظروف، مشيداً بتوافد قيادات الاتحاد العربي للعمل التطوعي إلى الخرطوم لدعم وحدة السودان وأمنه واستقراره. ويقام المؤتمر، الذي تنظمه مؤسسة معارج للسلام والتنمية ومركز السودان للعمل الطوعي برعاية نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه، بمشاركة 17 دولة عربية في المؤتمر الذي بدأ أعماله أمس في قاعة الصداقة بهدف دعم وحدة السودان. وعلى الرغم من أن الخطوة قد جاءت متأخرة جداً إلا أنها حظيت بترحيب واسع في السودان كونها تعبيراً حقيقياً عن التآزر والوحدة العربية، ويشارك في المؤتمر، الذي يقام تحت شعار “تطوعنا من أجل وحدتنا"، عدد من الفنانين العرب. ومن جهته قال الأمين العام بالاتحاد العربي للعمل التطوعي يوسف علي كاظم إن هناك “مؤامرة تحاك ضد السودان من القوى الاستعمارية للسيطرة علي ثرواته وموارده خاصة مياه النيل"، مؤكداً أن ما يحدث في السودان يأتي تنفيذاً لرغبات بعيدة عن رغبات أبنائه، مطالباً بتنفيذ برامج لتوعية أبناء الجنوب بمخاطر الانفصال. ومن جانبه أكد وزير الشباب والرياضة حاج ماجد سوار ثقته باستمرار العلاقات بين أبناء شمال السودان وجنوبه، وأن العقد الاجتماعي والثقافي لن ينفرط بإرادة حفنة من أصحاب الفكر الانفصالي، مؤكداً حرص الحكومة السودانية على الوحدة والعمل من أجلها حتى آخر ساعة في الاستفتاء. وناشد حكومة الجنوب بإتاحة الفرصة للجنوبيين لتعبير عن رغباتهم في الوحدة من دون ضغوط. وأعلن محمد حسن البشير رئيس اللجنة العليا أن المؤتمر سيعمل على تعزيز وحدة السودان وإبراز مزايا ومحاسن الوحدة والانفصال وأثرها علي شطري البلاد والمتغيرات الدولية بعد الاستفتاء. وأشار إلى أن المؤتمرين سيزورون مدينة جوبا للقاء الفريق أول سلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب ونائبه رياك مشار للوقوف على إجراءات عملية الاستفتاء وتأكيد التواصل العربي مع الجنوب في حالتي الوحدة أو الانفصال. ومن جهته قال هشام الريدة نائب رئيس الاتحاد العربي للعمل الطوعي إن الوفد سيفتتح مركزاً للتدريب الطوعي بالخرطوم. وأضاف أن كل دولة عربية ستغرس في جوبا شجرة للسلام والوحدة، كما أن المشاركين سيزورون قبر مؤسس الحركة الشعبية جون قرنق باعتباره رمزاً وداعياً لوحدة السودان، مشيراً إلى أن عدداً من الفنانين العرب سيشاركون في المؤتمر. جريدة الاتحاد