شاهد بالصورة.. الفنانة مروة الدولية تعود لخطف الأضواء على السوشيال ميديا بلقطة رومانسية جديدة مع عريسها الضابط الشاب    شاهد بالصورة.. الفنانة مروة الدولية تعود لخطف الأضواء على السوشيال ميديا بلقطة رومانسية جديدة مع عريسها الضابط الشاب    شاهد بالفيديو.. "معتوه" سوداني يتسبب في انقلاب ركشة (توك توك) في الشارع العام بطريقة غريبة    شاهد.. تفاصيل القصة التي أثارت ضجة واسعة.. بمهر قيمته 3 مليار دفعوها مناصفة فيما بينهم.. ثلاثة من أفرد الدعم السريع يتزوجون فتاة حسناء بولاية الجزيرة ويعاشرونها بالتناوب تحت تهديد السلاح    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    موظفة في "أمازون" تعثر على قطة في أحد الطرود    الحراك الطلابي الأمريكي    "غريم حميدتي".. هل يؤثر انحياز زعيم المحاميد للجيش على مسار حرب السودان؟    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    نهب أكثر من 45 الف جوال سماد بمشروع الجزيرة    معمل (استاك) يبدأ عمله بولاية الخرطوم بمستشفيات ام درمان    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الثلاثاء    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الثلاثاء    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    انتدابات الهلال لون رمادي    المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    تجارة المعاداة للسامية    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالرحمن
نشر في الراكوبة يوم 21 - 12 - 2013

رحلة الكذب والتسبيح :بدأت بشحدة طائرة العمودي فساءلته حكومته، وإنتهت بتفنيش الطيّار
بكري صمم خطة تهريب الرئيس عبر السعودية فورّطه ، و"عطا" حذّر من النطق بإسمه لئلا يُلْتقط فتُخْطف الطائرة .!
عبدالرحمن الأمين
aamin@journalist .com
سوف نستعير مفردة من قناة تلفزيون "سبيس توون " لخوارق خيال الطفولة ودراما الرسوم المتحركة :
عُدْنا !
نعود للاجابة على أسئلة تركناها ترفس، نصف مذبوحة، بفلاش الاسبوع الماضي حول طرد البشير من الاجواء السعودية يوم الاحد 26 رمضان، 4 أغسطس الجاري. إنها "سبيستون سياسي"ملئ بغرائب الافعال والتصرفات التي لا تستقيم الا في الخيال ! قصتنا لها رواية ولها أكثرمن محور ...تكاملت جميع محاورها وانفجرت الساعة 11:22 صباحا بتبليغ الطيار الباكستاني الاصل الكندي الجنسية ، برويزإقبال ، برج المراقبة في جدة ان الشخصية المهمة جدا التي معه في الطائرة هورئيس جمهورية السودان المشيرعمر حسن لبشير .سقطت كتلة من الوجوم والدهشة علي قمرة القيادة عندما أبلغهم برج جده بأن السلطات السودانية تعلم بالطريقة البروتوكولية التي يجبإتباعها في مثل هذه الحالة ! يالها من لطمة صراحة بطعم الوقاحة وخروج عن المعتاد من رقة الخطاب ، سّمْ طال عُمْرك .....حتي تلك الساعة ،وبالرغم من أن الرفض السعودي أُبلغ لهم بضعة مرات ورغم عودتهم للخرطوم ، الا الرئيس وصحبه كانوا يتعيّشون علي بقايا أمل ترفده أوهام ان "أمرا" سحريا سيصدر ، وسيواصلون الرحلة الي طهران بعد أن أسقطوا الكرت الاخير علي الطاولة : الكشف عن هوية الرئيس (بعد) الوصول للخرطوم ! ....ليتهم لم يفعلوا ، فقد أنفجرت فقاعة سوء النية في وجههم – ياللعاررئيس مُهْرّب كشوال ذرة عند نقطة تفتيش حدودية!
ياتري لماذا لم يكشفوا عن هويته وهم داخل الاجواء السودانية في البحر الاحمربعد الاثني عشر ميلا بحريا ، فاصلنا في المياه الدولية ؟ ....ببساطة خشوا أن يتم إلتقاط المكالمة فيهجم عليهم من يتربص بهم . كانت السماء يومها تمطر طائرات من كل نوع وجنسية وقدرة قتالية! فاليوم هو 4 أغسطس ، اليوم الموعود لضربة قوية ضد المصالح الامريكية . أقرأ الصحف(مرفقة) وستعرف أن أمريكا أغلقت اليوم كل سفاراتها وقنصلياتها في الشرق الأوسط وأجزاء من آسيا وأفريقيا وإنسحبت الي خنادقها في السماء تراقب الأرض ...وانتظارهم بحديد ذي بأس شديد ومُتفجِّر للإنقاض عليهم متي مانفذوا ! كان البحر الأحمر خلية من الأزيز والاشباح ، التي لاترصدها العين. إذن هبط علي الطائرة شبح لاهاي وريح لاهاي وسادت لحظات رعب وتسبيح وأذكار ، كاد معها الأدرينالين Adrenaline أن يقذف بالقلوب وأصحابها الي خارج الطائرة! شئ مماثل لما حدث يوم الثلاثاء 28 يونيو 2011 حين اشتمت أنف البشير، وهوفي سماء تركمانستان في طريقه للصين ، رائحة الصيادين يأتمرون به . أتذكرون ما قاله كونتا كنتي في رائعة أليكس هيلي ( Roots)قبل سقوطه في شراك النخاسين ؟ .. (أشتم رائحة الرجل الابيض ..إنه هنا ، فرائحته كالدجاج المُبلل )! يومها أمر الأسد النّتر المَلاّح بالعودة مجددا لطهران . وبالنتيجة ، تأخر لقاءه بالرئيس الصيني ، هو جينتاو ، من الاثنين الي الاربعاء ! كانت زيارة بكين هي الأولى له في الشارع العريض ، بعيدا عن نفّاجات الجيران العرب والافارقة منذ إصدار الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه في فبراير 2009!
يوم 4 اغسطس رمي السعوديون قنبلتهم بالرفض المبرم، فنزل الرئيس مكسوفاً من فارهة لم يتمتع بها ..!
سنزور رواية كل محور مشارك في تخليق القصة .تلزمنا مطالعة قصاصات الصحف أعلاه ففيها مايكفي ليبين عوار قرار السفر في الأساس . ففي يوم تحشيد عسكري وترقب مثل ذلك اليوم ، ولرئيس هارب من العدالة منذ 4 سنوت ، فإن غرفة النوم نفسها تصبح غير مأمونة ! لنبدأ من عند فكرة زيارة طهران وإصرار بكري حسن صالح عليها .يقولون أن بكري لو رفع صوته مُغاضِبا ، لإرتبك نمل القصر الجمهوري ونسي شقوقه وإرتمي في النهر ! فهو حاد الطبع محروم من نعمتي الصبروالإستماع . اذا كَلّف مرؤوسيه بمهمة أرادها مُنفذة قبل أن ينطق بها ! مزاجي التصرفات لا يمكن التكهن بما سيفعله مابين لحظتين مترادفات . ولأنه الأقدم والأوحد وآخر من بقي من مجلس ثورة الانقاذ ، ولأنه عسكري ، ولأنه من ديناصورات جيش السودان الذي كان ، وكائنات سلاح مظلات الذي إنقرض ، فإن الجميع يهاب سطوته ولسانه. يخشونه ويتوارون عنه الي ظل الحائط تقصّدا للسلامة . اذا كان هذا هو حال الوزراء معه ، فلك أن تتخيل ادارات القصر وموظفيه!!
بكري حسن صالح .....الانتقام من فضيحة أبوجا بفضيحة طهران !
ذات يوم من نوفمبر 2008 ، صعد الأسد النّتر الي منصة الخطابة في منطقة منسية إسمها (الصباغ) بولاية القضارف.كان مزهوا ، متحديا ....وكان منفوخا من الغضب. أرسل عصاه تهتز كالكجور ، أعلي فأسفل ثم تتجه لتخاطب أؤلئك البعيدين ، وبسرعة تنشّن علي هؤلاء الوقوف تحت المنصة . كانت المايكروفات مشدودة ، والكل جاء ليترزق ، فهتاف اليوم بقروش ،تصدّقت عليهم لجنة الاحتفال بالمحلية مبكرا فأعطتهم مكافأة الحضور وأوصلتهم الباصات مجانا .أيضا ، عرف بسطاء القرية أن محظوظهم سيظهر في نشرة أخبار المساء في تلفاز الجمهورية . كان صوت الرئيس يعلو هامة الأشجار الصماء ومفردات "ياجماعة " و"الله أكبر" هما الشولة والنقطة في تنوين كل جملة مفيدة . يوم بارد من أيام البطانة في "الدرت" ، سخّنه الدوبيت والاهازيج والنداء المتكرر باسم الجلالة ، مما إعتاده أهل السودان في شهر الحج ، وطيلة شهور خطب عمر البشير !..طمّن الناس (ما تنشغلوا كتير بي البقولوا أوكامبو. هو أضعف من أن يسوي شيئ لأن قراره في يد أسياده في أميركا وبريطانيا وفرنسا) ..سمع ( الله أكبر ) ترتفع لخاصرة السماء ، نظر يمنة ويسرة ، فإستحسن المشهد والولاء المدفوع الثمن ، إختلط الخيال بالحقيقة فأسري به الهتاف للأعلي . بح صوته وتكسّر من فرط ماضخّت أوتار حلقه من فائض هواء ، تحشّم البلعوم قليلا وإنتقل للترس الاول : " ياجماعة ..ياجماعة ..ياجماعة " ، ثم ، وبفجائية مراهقي التفحيط في شوارع الخليج ، للترس الرابع فالخامس .. ..فإنفتحت كل توربينات الهواء في الأوداج ..والقصبة الهوائية والرئة . وسدد القاضية في سقف الساحة ، هدف رئاسي ولا أحلي ( لن ننكسر ولن نركع ولن نخضع ولن ننقاد، لأنهم لن يطوّلوا عُمر وما بيقصّروا حُكم... والرزق والمُلُك ليس بيد أميركا وبريطانيا وفرنسا... كلهم تِحِتْ جزمتي ) .....ورسالة لمن أراد مواجهته (خليهم يجربوا لحس كوعهم ).فار الميدان بزغاريد وجعير وصفقة وصراخ وكثير من اللامفهوم من ضجة ، فإنهد حاجز الصوت وطارت أسراب العصافير من الاسلاك مذعورة !
ذهب عمر البشير لحضور القمة الافريقية في أبوجا لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) وغيرها من الامراض التي صُنعت خصيصا لأفريقيا . وصل يوم العطلة الاسبوعية ، الأحد 14 يوليو 2013 ، رحلة طويلة ومرهقة ( 2812 كيلومترا ) . كان البرنامج يشتمل علي فترة راحة بعد الوصول ، ثم يحضر الرئيس القمة ليومين ويغادر بعد ختامها ، ربما ليل الثلاثاء . أفسد الناشط النيجيري( Chino Obiagwu ) شينو أوبياغو ، رئيس التحالف النيجيري لدعم محكمة الجنايات الدولية ، كل الخطة بل وكاد أن يُوْقِع بالبشير في أول رحلة له الي غرب أفريقيا . فما إن أشرقت شمس يوم الاثنين ، أول يوم عمل في الاسبوع، حتي كان شينو أوبياغو ومحامو التحالف يُودِعون في المحكمة العليا طلباً قانونياً لإستصدار أمراً بالقبض علي عمر البشير وتسليمه الي لاهاي. عقد أوبياغو مؤتمرا صحفياً قال فيه ان من العار أن تصبح بلاده هي الأولي في غرب أفريقيا التي تستضيف البشير ، مذكراً أنه وخلال كل عام 2012 لم تنهض لإستقباله أيّ دولة أفريقية سوي تشاد وجيبوتي .عدّد أوبياغو البلدان التي حظرت بشيرنا من زيارتها .كان منهم 3 من جيران بلادنا المبتلاه (يوغندا ، كينيا ، وأفريقيا الوسطي) بالإضافة لجنوب أفريقيا ، ، ملاوي وزامبيا. وصلت أنباء هذا الحشد بالمحكمة العليا بسرعة برق (الفايبرأوبتك) للسفير ، ومنه للرئيس ..ومنه للطاقم بالرجوع لكافوري . رسالة تحذيرية عاجلة من المضيفين : سيادة الرئيس غادر الآن وإلاّ قبضنا عليك إن أصدرت المحكمة العليا أمراً باعتقالك ! ترك خطابه مغروسا في أحشاء شاشة عرض النص "teleprompter" بقاعة القمة ، وتمكن من حذائه مهرولاً للمطار ، هذا حذاء أبوجا وذاك حذاء قرية الصباغ ، ُمذِّل الكبارومَدَاسهم !
بما توفر لهذا الكاتب من أدلة ومعلومات ، فإننا نجزم بأن الفريق بكري حسن صالح ، لوحده ، هو من يتحمل وزر الخلل الفاضح في إعداد رحلة طرد البشير من الفضاء السعودي .! فهو من خطط وتكتم بل هو من قرر اطلاع الكل ، بمن فيهم علي عثمان والحاج آدم نواب الرئيس، بالرحلة ! أما الوزراء فلن يعلم بها الا من شاء بكري ان يعلمه . استدعي محمد عطا وأطلعه علي أمر الرحلة التي يراد لها ان تنطلق من الخرطوم الي طهران بسرية فتوصل وترجع بلا مفاجآت. أعلم بكري الوزراء المرافقين بالرحلة ، لكنه لم يطلعهم علي اية تفاصيل مكتفيا بأنه سيبلغهم بها لاحقا . إقتصر الوفد المرافق ، الي جانب شخصه وجيش المراسم والمرافقين الذي أجاز سفرهم ، ثالوت وزراء " القروض الخارجية والاستثمار الشخصي ". أولهم محتكر الاسمنت والحديد وموادالبناء ، كرتي (وزير الخارجية)، والطبيب العمومي صاحب امبراطورية "مام " وأخواتها ودواجن ميكو، عبدالحليم المتعافي (الزراعة) والبريطاني السوداني مصطفي عثمان اسماعيل ، طبيب الرحي الثالثة (وزير الاستثمار) . لم يشارك أيٌ من هؤلاء في التخطيط . حرص بكري علي إستبعادهم كل بأسبابه . كرتي له سمعة حشو الوفد بالمقربين من الخارجية أما طبيب الرحي الثالثة فقد استبعدته ثرثرته وعادة سعيه لاعادة صياغة أجندة كل شئ بادعاء معرفته الاكثر برجال الحكم والقرار والنافذين في كوكب الأرض . بالنسبة للمتعافي فان توصية إختياره ضمن الوفد جاءت من شريكه التجاري ، رئيس الجمهورية اذ ان الكيمائية بينه وبين بكري مفقودة تماما . الثالوث وزراء الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية ، فقد جلسوا بحذر من جرّب حظه البئيس وعمل تحت بكري حسن صالح هم إدريس محمد عبدالقادر،أمين حسن عمر، فرح مصطفى عبدالله.
بثقة مفعمة أقنع بكري حسن صالح الرئيس بضرورة القيام برحلة ايران لترميم الصورة المتخليّة للرئيس Perceived image واستعادة "إمِيج " العصا المهتزة بيده...و"ياجماعة" التي تخرج من فم بصير. أساس الخطة ، ومفتاح نجاحها ، هو السرية والتكتم بعد ان تقرر النفاذ لطهران عبر الفيافي السعودية ، شريطة ألا تعلم دولة المرور شيئا عن الأمر ! إذن العنوان الأبرز للمطلوب بلغة الشماسة (أو الرندوك للبعض) فهو "تدقيس" السعودية ! بمثل هذا التفكير الفطير و"العصبجي " يديرون سياستنا الخارجية ! تفرغ بكري للاشراف التام علي كل جزئيات الرحلة وخطتها بما في ذلك اختصار مراسيم الوداع بالمطار ، فإستبعد السفراء الاجانب المعتمدين بالخرطوم! حتي ادارة مراسم وزارة الخارجية تم استبعادها تماما ،فثعبان موسي ، بكري حسن صالح ، يزدرد أي مهنة تسعي .
فاضت شماتة أهل السودان عن الوعاء تهكماً ونِكايةً وتندراً بخضة "الأسد النتر" ، فإنبري رفيقه المظلي الذي قفز معه علي دكان السلطة بحثا عن إستيكة " تَجُبُ ماقبلها " !. جاء رفيق السلاح بفريق الاحلام ، بقيادة المايسترو الأمني محمد عطا ، يعاونه خزينة المؤتمر الوطني المتحركة ، جمال الوالي ، إن إحتاجوا لدولارات. إستبعدت الخطة ، تماما ، إستخدام طائرة الرئاسة السودانية وإعتمدت تنفيذ الرحلة بطائرة خاصة يفضل أن تكون سعودية ، ولو إستدعي الامر فالإستئجار خِيارٌ متاح . تم الاتصال ، بإسم الرئيس ، بمُلّاك طائرات سعوديين ممن لهم استثمارات بالسودان ، تحديدا الراجحي وصالح كامل ، فاعتذرا فورعلمهما بالوجهة النهائية ، مطار الامام الخميني الدولي في طهران ! في فقة أهل الطيران السعودي الخاص فإن نية زيارة هذا المطار تهمة ، أما زيارته فهي جريمة ! وافق رجل أعمال إماراتي علي تسليفهم طائرته لكنه إعتذر عن إستخراج أُذونات العبور لحساسية الموضوع ليس مع السعودية فحسب لكن حتي مع "جماعته" من منظور العلاقات المتردية مع إيران بسبب الجزر الامارتية المحتلة ايرانياً ، طنب الكبري وطنب الصغري وأبوموسي .
في يوم الخميس 1 ابريل ، وبعد ان اذاعت أمريكا نيتها قفل السفارات يوم الأحد 4 أغسطس ، كان لابد من الاسراع في تنفيذ الخطة وقد أصبحت الطائرة السعودية ضرورة وليست خيارا !
علاقة الشيخ محمد بن حسين العمودي الاستثمارية بالسودان كانت صفرا تقريبا ! لم يشارك الملياردير في أي استثمار ذي صلة بالسودانيين الا في مشروع الراديو الفضائي ( وورلد سبيس ) للدكتور المحامي نوح سماره . فنوح الذي ينحدر من اب سوداني وأم أثيوبية أسس هذا المشروع العالمي بواشنطن في 1990 وسانده فيه الشيخ العمودي والشيخ خالد بن محفوظ أما الشريك الثالث فكان السيد صلاح أدريس .
مدخل الشحدة الرئاسية لطائرة العمودي البوينج طراز 800-737مر عبر صلاح ادريس عندما اعتذر كل رجال الاعمال السعوديين أصحاب الطائرات . صلاح ادريس هو الوحيد من كل السودانيين ممن لهم سابق معرفة بالشيخ محمد بن حسين العمودي. عمل علي ذات المحور عديل صلاح ادريس ، جمال الوالي المدخل كان بوعود التعامل معه وبالذات في توريد الحديد والصلب من مصنعه الذي يعتبر الاكبر في أفريقيا والذي لايزال تحت الانشاء في أثيوبيا بتكلفة 600 مليون دولار! العمودي أيضا له أجندته ، تماما كما له مصالحه في فتح واجهات استثمارية ، فهو وإن باع حديده( لسد النهضة) فإنه طمح في موقف سوداني يا داعما لأثيوبيا يزحزح السودان قليلا لدعم أثيوبيا بدلاً من التعاطف مع مصر ! نقلوا رسالة للشيخ العمودي ان الرئيس سيدعوه قريبا للاستماع لمرئياته حول سد النهضة الاثيوبي وتبني موقف مؤيد ، ومساند بوضوح ، لحكومة أديس أبابا وبالذات بعد التطورات السلبية في الساحة المصرية . قالوا له ان لقاءه بالرئيس سيجعل أبواب الاستثمار في السودان مشرّعة أمامه كيفما ومتي شاء ! وعدهم خيراً وحمّلهم تحياته للرئيس وتمنياته برحلة سعيدة ، قال لهم الطائرة تحت أمركم وستبقي معكم لحين عودتكم من طهران ليل الاثنين.
شكروه...وباسم الرئيس ، فلسان الرئيس في الخرطوم معروض علي بترينات قضاء الحوائج ، حق مشاع الاستخدام للّصوص وجماعة "الراجل قال ليكم "..في هذه الصفقة حصل كل فرد علي مبتغاه . فجاءت الطائرة البوينج طراز 800-737 الملح "بلا فلوس " . مزدانة مساء السبت لتبيت ليلتها بالخرطوم وتحمل أسدنا النتر صبيحة الغد الي طهران . هذه الرحلة السرية ذات نسب بشئ طريف . في المصطلحات الرمزية للطيران المدني العالمي فان الحروف الاربعة الدالة علي مطار الخميني الدولي بطهران هي (OIIE ) ، أما رمز مطار الخرطوم فهو (HSSS) . لو نصبت سبابتك عموديا في منتصف شفتيك وزفرت هواءا بين اسنانك وهمست " هُسْسْس"، لِوفّرت لنا مدخلاً مناسبا لأغرب عملية ترحيل رئيس بلد عبر بلد "صديق وشقيق" بطريقة "هُسْسْس" !
الاحد 4 أغسطس 2013 عيون أمريكا تنتشر في السماء ..لماذا ؟ !
لو طالعت التقارير الصحفية والتحذيرات الامريكية وقرارات اغلاق عشرات السفارات والقنصليات الامريكية حول العالم يوم الاحد 4 أغسطس 2013 ، لإحترت في " الحكمة " التي استند عليها قرار زيارة رأس دولتنا لايران . في فلاش الاسبوع الماضي أسهبنا في شرح توزعة القواعد الامريكية المحيطة بالسودان وبالذات المتوفر منها علي طائرات الدرون ، بدون طيار .قلنا ان الولايات المتحدة في ذلك اليوم أعلنت استنفارا شاملا . فقد حشدت طيرانها الاستخباري في كل الفضاء الواقع من جزيرة سيشل والي البحر الابيض المتوسط شمالا ، ومن بحر العرب والي بوركينا فاسو غربا . ولمدة أسبوع فان طائراتها الآلية بدون طيار ، "درون " ، ومن كل الاحجام كانت تجوب الممر المائي الدولي في الساحل الافريقي من كينيا والصومال وجيبوتي ، والي اليمن . ومن قبالة الشواطئ الارتيرية في مصوع والي داخل البحر الأحمر وحتي مصر والاردن واسرائيل ! تواجدت تلك الطائرات بغزارة الجراد في المياة الدولية بالبحر الأحمر. تقدمت هذه الاسراب طائرات الاواكس ذات العيون التي ترقب أي خلجة أو سكون في محيط مقداره 550 ميلا ، ان تقرفصت فوق سماء أديس أبابا ، فستقرأ لك كاميراتها أرقام السيارات التركية ساعة الذروة في شوارع اسطنبول شمالا !ماذا كانت النتيجة ؟ نفذّت طائرات الدرون 9 هجمات باليمن قتلت فيها عدداكبيرا من نصار ناصر الوحيشي ، رئيس تنظيم القاعدة بجزيرة العرب وابراهيم الاعيسر مهندس القنابل الذكية للقاعدة .
لماذا طائرة العمودي ..من هو هذا الملياردير ؟
يوم أمس أردنا أن نستكمل المعلومات من أحد صُنّاع الخبر : الكابتن الباكستاني الأصل ، الكندي الجنسية ، برويز اقبال الذي أنضم الي أسطول شركة ( ميدروك ) في عام 2007 . لم نتشرف بمعرفة الرجل من قبل لكنا نجزم من سيرته الدراسية التي عصرنا عليها في موقع "لينكايدن" الأشهر للمهنيين ، انه درس مرحلة الابتدائية في مدرسة ساقودا الحكومية (1955-1959) مما يجعل عمره الآن 63 عاما . إذن فالرجل طيار ناضج وفي سجله ساعات طيران طويلة حصدها من خبرته الطويلة حيث انه تدرب في فانكوفر الشمالية ، مقاطعة كولمبيا الانجليزية في كندا . اتصلنا بشركة (ميدروك للملاحة الجوية ) بمدينة جده فطلبنا الطيار الذي رماه بيان السودان الاول بكل قبيح اذ أوردت سونا مانصه (وتجدر الاشارة الى أن الطائرة سعودية مستاجرة ويقودها طاقم غير سودانى فشل فى اعطاء المعلومات الخاصة باذن العبور اثناء تحليق الطائرة فى الاجواء السعودية).
اردنا ان نتحاور مع الطيار مطولا عن الذي جري بكابينة القيادة .ابلغنا من تحدث معنا ، وكان رجلا يحمل اسما مصابا بعمي الجندر ، (ساندي ) ، ابلغنا ان الطيار في عطلة ! سألنا ان كان قد تم الاستغناء عن خدماته ، صمت ليضيف بعد هنيهة انه لا يعلم . سألناه ان كانت هناك رحلات مجدولة باسم كابتن برويز اقبال ، أعتذر عن الافصاح ! طلبنا رقم هاتف الكابتن ، اعتذر وسأل لماذا . زاد ارتباكه عندما أخبرته عن المهمة الصحفية فبدا في عجلة لانهاء المكالمة واعدا بنه سيسلم الطيار رقم هاتفي ان تركته .اعطيته الرقم علي يقين بأنني سأنتظر طويلا حتي بعد النشر !
ان صدق التخمين ،فان شركة ميدروك وطيارها لابد وان يكونا قد تعرضا للكثير من التساؤلات والاستيضاحات والتحقيق الموّسع من قبل عدة دوائر رسمية بالمملكة . أهم ماسيتم التركيز عليه هو نية رئيس السودان ذلك الصباح! لو تم (فعلا)الاستغناء عن خمات الكابتن فهذا بلاشك أول رأس يتدحرج علي الأرض وستتبعه كثيرون من الجانب السعودي . ان سألت عن رؤوس جماعتنا ...نقول لك، لا تأمل في شئ . فهذه رؤوس ووتربروف، تَغْطِس ولا تَغْطَسْ !
صاحب الطائرة هو الشيخ محمد بن حسين العمودي . رجل سعودي بهوية يمنية وجذور اثيوبية ، قصة تروي . فهو أحد أثري رجال الكوكب .يقدر المقربون منه ثروته بحوالي 20 مليار دولار. لكن في عام2011 فان استقصاءا لمجلة فوربس لأثرياء العالم قال بأنه يحتل المركز رقم 63 . ولد العمودي في إثيوبيا لاب يمني وأم من حضرمية وهناك قضي صباه الباكر قبل الهجرة إلى السعودية ،حيث حصل علي "تابعيتها " وعمره 19 عاما. انطلاقته القوية في دنيا المال والاعمال بدأت في السويد في 1970 وفيها أسس شركة MIDROC التي تعني اختصاراتها Mohammed International Development Research and Organisation Companies أي ( محمد لبحوث التنمية الدولية وشركات المنظمة) .أصبحت شركة ميدروك مظلة لعشرات الشركات التي ما تركت قطاعا اقتصاديا أو تجاريا الا وولجته بنجاح منقطع النظير . فشركات ميدروك العمودي ضالعة في مناشط اقتصادية متعددة ومتنوعة من مصانع الحديد والصلب والي مناجم الذهب ومن مصافي تكرير البترول والي الطيران والملاحة الجوية والفنادق والطرق والتجارة والزراعة والصحة ، وحتي البرمجيات والتقنيات الاذاعية لم تنجو من قبضته الاستثمارية الجامعة .
في كل هذا ، ظل العمودي وفيا لموطن ميلاده الأول ، أثيوبيا. فان كشفت عن محركات الاقتصاد الاثيوبي لوجدت العمودي هو من عمالقة هذا الاستثمار الضخم بل هو الشريان الاقتصادي الاهم . فشركة ميدروك اثيوبيا هي أكبر شركات الاستثمار الفردي في القارة الافريقية .
عن طريق هذه المحفظة الواسعة والمتكاثرة من الشركات ، من السويد والي أديس ومن المغرب والي غرب أفريقيا مرورا بجده .
ركز العمودي على الاستثمار في اثيوبيا منذ منتصف 1980 ، وكان لاسهاماته الخيرية في حقل الرعاية الصحية قدحا معليا اذ يمول دراسات متخصصة لامراض السرطان ، كسرطان الثدي ، بجامعة الملك عبدالعزيز وله العديد من المستوصفات في اديس ابابا مما جعله قبلة للتكريمات . فمنح الدكتوراه الفخرية من جامعة أديس أبابا ومنح وسام النجمة القطبية من الملك كارل جوستاف السادس عشر بالسويد. ايضا كرمه البنك الدولي ووزارة الخارجية الامريكية لعمله في دعم التنمية الافريقية. أما في عام 2009 ، فقد منح الملك عبد الله شخصيا ميدالية الملك سعود الميدالية الذهبية لجامعة الشيخ العمودي .
فخامة الرئيس: مرحبا بكم في بوينج 800-737 ،لطفا لا تفسد مزاجك بالنظر من النافذة لعاصمتك الغارقة!
سر الأسرار : دخول البوارج الايرانية لبورتسودان كان عنوة ...وبدون اذن !
العلاقات السودانية الايرانية لم تكن لتثير كل هذه الحساسيات لو كانت لهذه الحكومة سياسة خارجية متوازنة. فالمحور الذي اشترت الانقاذ عضويته (ايران / حماس / سوريا)ظل منبوذا ومعزولا عربيا واسلاميا. الا ان الخرطوم تريد أن تتذاكي علي أقطاب المحور المناهض فتبدو أيضا وكأنها معهم ، أي كما يقول الفرنجة ، تريد أكل الكيكة والابقاء عليها ! عندما استضاف برنامج ( حتي تكتمل الصورة ) بقناة النيل الازرق وزير الخارجية علي كرتي في يوم 4 نوفمبر 2012 ، قراءة مختلفة . كان كرتي الغاضب يتحدث عن وصول حاملة طائرات الهليوكلبتر (خارق) والمدمرة ( شهيد نجدي )الي بورتسودان بعد أيام قليلة من ضرب اسرائيل لمصنع اليرموك . قال بالحرف (علمت بوصول البوارج الإيرانية من أجهزة الإعلام، والخارجية آخر من يعلم ...وصول البوارج عمل على تشويش عمل الحكومة) . وأماط اللثام عن أن إيران تقدمت سابقا بطلب للسماح لبوارجها بالرسو في الموانئ السودانية وأن الحكومة اعتذرت. بمثل هذا الكلام من وزير الخارجية ، خلصت أجهزة المخابرات العربية والاجنبية العاملة بالخرطوم الي حقيقة مذهلة وهي ان ايران لم تأبه للرفض السوداني بعد أن ضربت اسرائيل مصنع اليرموك التابع لها ، تحركت من منطقة تواجدها قبالة الشاطئ الصومالي الي داخل البحر الاحمر ومنه الي المياةالدولية الملامسة للسودان .طلبت الاذن عبر الملحق العسكري الإيراني بالخرطوم ، رضا رحيمي ، بالدخول لبورتسودان .تأخر الرد فتأكد للايرانيين الانقسام في الموقف والهرجلة مابين عبدالرحيم والاخرين ، وبخاصة كرتي ومن تسميهم ايران ب(حملة الاقامات السعودية ) ! وفجأة ، سبحت البوارج الي داخل الميناء ، بدون اذن ، فوضعت قيادة البحرية السودانية أمام الأمر الواقع ! ومن يتابع رصد الاعلان عن الخبر سيدرك أن الخرطوم كانت غارقة في الحرج والخوف حتي أذنيها ذلك اليوم ازاء هذا التصرف الايراني الذي أظهر لها أمرا هاما وهي أن ايران بسبب من الاتفاق العسكري الموقع معها في 8 مارس 2008 واستثماراتها الضخمة في مصنع اليرموك ، وغيره ، سوف لن تقبل بكلمة "لا" بخاصة بعد كل تلك السنوات الطويلة من العطايا والتدريب والتسليح والتأييد الدبلوماسي ! أفهموا الخرطوم ان الذي بينها وبينهم ليست وثيقة اتفاق عادي وانما وثيقة زواج كاثوليكي ..بلا طلاق ! ففي احد البنود السرية في الاتفاقية العسكرية المذكورة ومذكرة التفاهم المبرمة في التسعينات ، يجوز لأي من الطرفين الدفاع عن نفسه اذا تعرضت مصالحه للخطر !
انها اذن ذات الملهاة السياسية حيث لا من عارف بكيفية ادارة الدولة ، ولا من يتخذ القرارات ! فالاعلان بدخول السفن الايرانية لبورتسودان بثته وكالة الانباء الايرانية (ارنا ) قبل وكالة السودان الرسمية (سونا ) بساعات طويلة ! قالت الوكالة الايرانبة ان حاملة طائرات الهليوكلبتر (خارق) والمدمرة ( شهيد نجدي ) يحملان (رسالة سلام وصداقة للبلدان المجاورة وانهما لتأمين أمن خطوط الملاحة البحرية ضد الارهاب والقرصنة ) . وتبعت وكالة فارس ، شبه الرسمية هذا الاعلان بتوضييح أضافي حيث قالت ان القطع العسكرية البحرية رست ببورتسودان ( وان قادة الاسطول مبرمج لهما مقابلة قادة البحرية السودانية!) . اما النافي الرسمي ، الصوارمي ، فقال ان القطعتان تقومان بزيارة عادية.(وأن دخولهما إلى الميناء معروف جيدا وليس سرا") يكاد المريب يقول خذوني .أما ايران ، صاحبة القطع الحربية ، فقالت علنا ، أن وصول بوارجها البحرية لميناء بورتسودان " يدخل في إطار مهام الدفاع عن أمن دول المنطقة ضد التهديدات "الإسرائيلية"!
انتهز كرتي الفرصة ليبدي الكثير من الاراء الشجاعة ، التي من المفترض ان تتسبب اما في عزله من منصبه ، أو أن يستبق هو الأمر فيقدم استقالته مادام انه سمّي الاسباب .فما قاله يومها في التلفاز لم يقل به عتاة المعارضين لنظامه السياسي ! فتح النار علي التعاون بين قوش وأمريكا وقال انه كان يتم بدون علم الاجهزة ، وقصد وزارته . قال ان وصول البوارج خلق تشويشا على موقف الحكومة السودانية الرسمى ، وأكد ان إيران تقدمت فى وقت سابق من العام بطلب للحكومة للسماح لها بقدوم البوارج لكن الخرطوم اعتذرت بعد توصية من وزارته .اعترف بأنه تم تجاوزه في المرة الاخيرة خاصة (وان طلب السماح للسفن الحربية الايرانية لم يصل هذه المرة عن طريق الخارجية).قال انه لا يرى مصلحة للسودان في حدوث تقارب شديد مع ايران على حساب علاقاتها مع دول الخليج ...ونادى بضرورة توضيح طبيعة العلاقات معها للدول الصديقة . .اما ضابط البحرية السوداني عمر الفاروق فقد وقف منتصبا مؤديا التحية العسكرية وقائلا لوكالة رويترز ( اليوم هو اليوم الاخير وجئنا لوداعهم ) قضي الايرانيون 4 أيام بالسودان
المملكة العربية السعودية وهمومها الاقليمية
ليس سرا ان المملكة العربية السعودية تتفاعل مع حالة الاهتزاز المستمرة التي تضرب السطح الجغرافي المتصل بها ، وتعلم جيدا انها معنية ومستهدفة بدرجة استثنائية . أيضا تعلم المملكة ان الذي يجري في سوريا هو محاولة لاعادة ترتيب الاوراق الايرانية في المنطقة ومحاور القوة بعد ان أصبح العراق محمية شيعية يتحكم فيها حزب الدعوة . نعرف أيضا ان جماعة السيستاني ومقتدي الصدر هما ،في نهاية المطاف ، جزءا من نسيج ذات الخرقة ولن يهجرا الحسينيات للوقوف مع السنة اذا ما تفجّرأي خلاف . ضمن هذه الرؤية الاستراتيجية فان الذبح اليومي للسنة في سوريا واستهداف البحرين والمحاولات الجارية لخنق لبنان ماهي في الواقع الا رسائل مفخخة الي شعوب منطقة الخليج وماجاورهما في اليمن والاردن مفادها ان ملالي قم يريدون التوسع في الحوش السني ، الخليجي أو غيره .
هذا الأمر ترفضه المملكة وأعلنت مرارا موقفها منه .
في الاسبوع السابق لرحلة البشير لطهران ، حدث غير المألوف . فقد سافرالامير بندر بن سلطان بن عبدالعزيزشخصيا في رحلات خارجية معلنة ، علي غير عاداته عنوانها العريض هو الاستقطاب وتغيير موازين القوة. فهذا الطيار المقاتل ، وممارس الدبلوماسية المحترفة كسفير بواشنطن لربع قرن هو أيضا مفاوضا شرسا . فدرجة الماجستير التي يحملها في العلاقات الدولية من جامعة جونزهوبكنز ، علمته الا يرخي حباله الا بعد أن يظفر بالصيد ! بمثل هذه المقدرات لاغرو ان وجدنا اليوم الأمير بندر بن سلطان بمسمي وظيفي رفيع وهو الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي ورئيس جهاز الاستخبارات العامة
سافر في اسبوع واحد الي بضعة دول أوروبية . قال للفرنسييين يجب ان يزودوا المعارضة السورية السنية بصواريخ "ميسترال".ترك الفرنسيين منقسمين حول الامر وعاد ، وفي يوم الاربعاء الموافق31 يوليو و ذهب لمقابلة الرئيس فلاديمير بوتين بمسكنه ليطلب منه بجرأة رفع غطاء الدعم عن سوريا ، وفي المقابل قال له أن المملكة سوف تشتري أسلحة ومعدات عسكرية سوفيتية بقيمة 15 بليون دولار !
رفض بوتين ورجع بندر للرياض ولم يذهب لطهران ففيها الخصم . خبر هذه الصفقة الخاسرة أوردته نشرة أخبار سونا ، من دون وكالات الانباء العربية ، لكن يبدو ان رئيس دولة "سونا" لايقرأ وكالته ليفهم تحركات قطع الشطرنج حوله والا فمن أين له هذه الجرأة لأن يجرب اللامعقول بعد 4 أيام فقط ويحاول ان يضحك علي الامير السعودي ويزور خصمائه في عقر دارهم مرورا بالاجواء السعودية ! ثم أصلا لماذا هذه الزيارة ؟ هل ياتري قدمت ايران دعوة (خاصة) للرئيس البشير ، لا يمكنه ردها لخصوصيتها ، لحضور حفل تنصيب الرئيس المنتخب حسن روحاني؟
ستفجعك الحقيقة ان علمت ان دعوة ايران وعبر مدير عام البروتوكول في البرلمان الايراني ، سيد محمد ياسريبي ، مقدمة لكل رؤساء العالم وملوكه وأمرائه بالحضور ، باستثناء بلدين اثنين قالوا انهما غير مرحب بهما ! أنظر للتفاصيل
http://www.ibtimes.co.uk/articles/49...san-rohani.htm
ماهما ؟.......لقد صدق تخمينك : اسرائيل وأمريكا !!
مثل هذا التجاوز لأمريكا وأسرائيل ليس بالمستغرب . فايران تسعي لكل مايغيظ أمريكا وتتحمس لهذه الغيظ وتبتكر ادواته كالمشي علي خرق العلم الامريكي في مداخل الفنادق ، أو كبصق التلاميذ بضعة مرات علي العلم الامريكي في الطابور الصباحي ايام أزمة احتجاز الرهائن الدبلوماسيين الامريكيين في السفارة بطهران في نوفمبر 1979 ، أو اشتراط قبول أوراق السفراء واعتمادهم في تواريخ تعج بالدلالات الحزينة كتسلم وزير الخارجية الايراني ، علي اكبر صالحي أوراق اعتماد سفيرنا بطهران ميرغني ابوبكر الطيب بخيت يوم 11 سبتمبر 2011 !
من كل العالم حضر 10 رؤساء ، وهذا حضور بائس اذ يمثل احصائيا أقل من 10 % في عالم فيه 102 رئيس دولة ، 15 ملكا وثلاثة 3 ملكات !!
السعودية ...الرمال المتحركة تستلزم تحركا متحرك !
قبل رحلة البشير لطهران بأيام ، حدث أمر علي درجة قصوي من الاهمية : تحرك بندر بن سلطان علنا وقال كثيرا في موسكو . صورة نادرة تلك التي ظهر فيها مبتسما وشماغه يتدلي علي طرفي رأسه .
لو قرأت الخرطوم الرسالة لفهمت الكثير لكن متي كانت الانقاذ تقرأ؟
كانوا سيعرفون ان بندر لم يكن ليتحرك الا لأمر جلل ولترتيب خلطة جديدة للاوراق بسوريا تقف عند المنتصف ، ودفع القطعة الايرانية بعيدا الي أخر طاولة النرد ، وياحبذا لو أزاحوها ! انه انشغال دار المكياج الخليجي لخلق "نيو لوك" يمكن بها ، وبواسطتها ، تسويق المعارضة السورية الاسلامية وجيشها الحر حتي ترضي عنه اليهود والنصاري. أراد السعوديون من فرنسا تسليحهم بصواريخ «ميسترال» ومن أوروبا مباركة اللحي المعفاة فلا تتهيبها أو تخشاها بل وحتي الحديث ، بصوت مرتفع ، عن ضرورة ترتيب «جنيف 2». هذه كانت أهم ملامح زيارات الامير بندر للعواصم الاوربية الفاعلة في الملف السوري اللبناني ( فرنسا ، ألمانيا وبريطانيا ) .
يضج عقل بندر بالكثير من الهموم . مصر الاخوانية ومحور التحالف الساقط لتركيا اردوغان مع مرسي مصر ومحور السيسي وخزائن الدعم الخليجي ، وعلي مقربة من قطع الشطرنج حماس واسرائيل والضغط الامريكي لانطلاق محدثات فلسطينية اسرائيلية جديدة بعد ان بدأت أباشي السيسي في السيطرة علي سيناء وتم تدمير الانفاق ، ورجعت حماس محاصرة تستجدي الطعام وزيت الوقود بعد عام من نعيم وبحبوحة المهربات الاخوانية .
وأمامك علي الخريطة السورية حقائق علي الارض توحي بالتقسيم . فأما اقليم يسيطر عليه بشار الأسد وتترابط فيه مدن الشريط الساحلي (حمص ، حماه ،ادلب ، طرطوس واللاذقية) والي ان يستقر بك في البقاع بلبنان . أو ريف محرر يتكون من مناطق تماس حدودية مع تركيا والعراق والأردن تحرسه بنادق ولحي مسلحي الجيش الحر أو الأكراد الحالمون بدولتهم الكبري !المهم استمرار الحرب وإطالتها يضر بالجميع فتذوب كل المزايا الاستراتيجية والنفسية المحققة للفريقين ! وهناك حسن نصر الله ولبنان والقناعة المتداولة ان حسن نصر الله حبيساً في الصندوق هو مفتاح نجاح لحلحلة متشابكة الوضع اللبناني والسوري بل وحتي الفلسطيني .
تناسي عمر البشير ورهطه كل هذه الهموم التي كدّسها بندر بن سلطان بن عبدالعزيز في حقائبه وذهب بها لموسكو باحثا عن مدخل ما لتقزيم ايران . إعتزم رئيسنا قطع مسافة 2,877 كيلومترا ، معظمها عبر الاجواء السعودية بطريقة التهريب ، مستغرقا 4 ساعات وثلث الساعة (مسارالرحلة يمر من شمال جده الي شمال البصرة لكي تتحاشي الطائرة مفاجآت من يتصنّت في المياة الدولية بالخليج العربي علي راديوهات الملاحة !).كل هذه المغامرة والتوجس والخوف (فقط) لتهنئة رئيس دولة إيران الشيعية حسن روحاني لفوزه بالانتخابات ؟ هل أراد بشيرنا إحراج بلدان الاستكبار وتصويرهم كمارقون علي الشرعية وإختيارات الشعوب؟هل إبتغي إخراجه من صندوق عزلته والإبحار به الي المياة الدافئة بالبحر الأحمر؟ألم يستوعب قصف مصنع اليرموك الايراني ؟ ماذا عن إنتقاص إيران لحرمة مياهه وتحديه بتفعيل إتفاقها العسكري معه أنّي شاءت !ماذا عن مشاعر ومصالح شعبه ووجدانهم المنحاز لجيرانهم العرب ، وماذا عن جيرانه العرب ومشاعرهم ومصالحهم؟هل حنّ الي مغامرة وسباحة ضد التيار في 1990 وما سببته من دمار إقتصادي للوطن والمواطنين؟ وقبل كل هذه الاسئلة ماذا سيقول لشعبه ، بل للعالم ، عن صلاحيته كقائد عندما تضرب السيول أرجاء جمهوريته وهوغائب ؟ هل سينفي وجوده اذ ظلت السماء تدمع باستمرار ليومين كاملين (منذ الجمعة والي صباح الاحد ، يوم المغادرة لطهران متخفيا) ، ألم يبلغه والي الخرطوم الليلة الماضية بفيضانات أجتاحت قري بشرق النيل وبضعة مناطق أخري متوقعا كارثة خلال 48 ساعة ؟ألم يوعده الرئيس بمرافقته في جولة تفقدية مساء الاحد وهو يعلم ، في سِرّه بأنه سيكون محتفلا في بلاد فارس؟ هل من داع للكذب حتي علي خلصائه في المؤتمر الوطني وقيادات العمل العام ؟ !
حسنا ، لا بأس من التذكير بفداحة الخسائر التي تلحق بنا ، نحن الشعب ، جراء سياسات وتصرفات هي الغباء بذاته وصفاته . فمثلا ، قبل الانقاذ بعام ، 1988، كانت العلاقات الدبلوماسية مابين الرياض وطهران مقطوعة بسبب مظاهرات الحج في 1987 ومقتل 412 حاج، ثلثيهم من الجنسية الايرانية. أعقب ذلك هجوم ايراني علي السفارة السعودية بطهران. للغرابة وانه بسبب حرب الخليج وادانة ايران للعراق ، فان العلاقات أعيدت بينهما في 1991 اي في ذات الوقت الذي تسبب فيه موقف البشير /الترابي المنحاز للعراق في تصنيف السودان كدولة معادية للمصالح الخليجية!! زار وزير الخارجية الايراني ، علي اكبر ولايتي، الرياض في ابريل 1991. تقديرا لهذه الزيارة ، رفعت السعودية حصة ايران من الحجيج ، من 45 الف حاج في 1988 الي 115 الف حاج في 1991 . من اين أتت السعودية بالزيادة ؟ بتقليص حصة السودان من الحجاج بل وتم تفريغ سوق العمل من الكوادر السودانية ، فإبتلع المصريون حصة إضافية كانت لنا تبلغ قرابة نصف مليون وظيفة شاغلوها كانوا سودانيين،شكراً لزفارة لسان يونس محمود وشتائمه المخجلة ! بل انفرجت العلاقات الايرانية السعودية لدرجة سماح المملكة لأكثر من 5 ألف من أسر "شهداء " الحج بزيارة قبور ذويهم .
هل تعلق الأمر بخطأ في المكاتبات بين الطيران المدني في البلدين ؟
كلا ....!
كل التراشق الذي جري في الايام الماضية بين ادارات الطيران المدني في السعودية والسودان هو "افتعال" لخلافات غير ذات وزن ومعني . فادارة الطيران المدني بالسودان ، هي آخرمن عَلِم بالأمر كان دورها مشابة لما قامت به أيام ترحيل الفلاشا من مطار الخرطوم لأسرائيل : لا علم بمكونات الصورة الكاملة وانما تنفيذ جزئي للأوامر الصادرة من جهاز أمن الدولة !
قال الطيران المدني السوداني أنهم أرسلوا المعلومات إلكترونيا عن الرحلة إلى مركز المراقبة الجوية في جده .، قال الناطق السعودي محمد الخيبري أن التصريح الممنوح للطائرة ممنوح لمالكها، ولا يحق له استخدام هذا التصريح لتأجيرها.وقال ماأرسل لم يكن سوي معلومات فنية تتعلق بالرحلة مثل مايظهر علي هذا النموذج(مرفق) . فهذه بيانات ترسل عن طريق شبكة الاتصالات الملاحية الثابتة (AFTN) . فهي ، اذن، ليست بإذن عبور .وبالذات عندما يتعلق الامر برئيس جمهورية فان هناك قنوات دبلوماسية معينة ، يعرفها كل من عمل بالمراسم والبرتوكول ،وهي جهة الاختصاص والاحتكام. هذا لم يحدث إطلاقا . بل وحتي يبقي الامر طي الكتمان الشديد ، كما أراده بكري حسن صالح ، فان سفير السودان بالرياض ، كان مثلك تماما ايها القارئ الكريم يوم أن علمت بطرد البشير وإرجاعه من المجال الجوي السعودي ! فلو سقط رئيسه علي رأسه من السماء ذلك اليوم ، لفطس سعادة السفير "ُخلْعة" –فحد علمه ان الرجل معتكف في مسجده في كافوري يسبح ويذكر ، كما أشاع !
اما القول بأنهم استأجروا الطائرة فهذا كذب في شق ، ونكران جميل في شق ، وتدليس في العموم . فهذه الطائرة ، بالذات ، ليست مسجلة بالمملكة بل في جزر كايمان، غرب البحر الكاريبي وتتوفر علي اذن مشروط بالهبوط في مطارات المملكة ولا يسمح لها بالهبوط الا عندما يكون من بين ركابها مالكها أومن يرتبط معه بصفة العمل ويكون مستوفياً إجراءات تأشيرة الدخول ، أو متابعة الاقامة الدائمة . هذا الترخيص (المشروط) بالهبوط في مطارات المملكة فيحظرعليها تحويله لتكسب تجاري بالايجار والكراء ، وهذه هي الكذبة الاساسية التي أطلقوها ! فأي شخص بخلاف المالك ، يحتاج الي ذات الاجراءات القنصلية والأمنية المعروفة قفلا لباب الفوضي وتهريب البشر.أما صاحبها فهو سعودي ومن حقه التوقف والانتقال بين المدن السعودية .
لكن ، أن يتم (دس) رئيس جمهورية ، لها علم وسيادة وشعب وتاريخ ، داخل طائرة غير مأذون لها بالعبور فهذا يشابه ، رغم الخزي والخذلان ، مشهد "الكشة"أو حاجز التفتيش الشرطي عندما تختفي رؤوس ويدفع بها أرضاً درءاً للسؤال لئلا يفتضح أمر التهريب ، ونترك لك الخيال .
نموذج رسالةAFTN الاليكترونية المشفرة التي طلب بها الطيار اذن عبور الاجواء السعودية لطهران ورفض
The Message Text ends with the End-of-Message Signal, which is the four characters NNNN. The Ending itself comprises twelve letter shift signals which represent also a Message-Separation Signal.
The AFTN system is backwards compatible with older transmission technology as many member states do not upgrade their AFTN centers fast enough. The message format betrays the extensive use of radioteletype links in the past. A typical message would look like:
ZCZC LAA005 12032000
DD OPKCZQZX
120900 OPSTZQZX
MESSAGE TEXT
NNNN
Explanations:
The first three lines in the example AFTN message above represent the Heading of the message.
ZCZC LAA005 12032000 is the Heading Line in which ZCZC is the Start-of-Message Signal. The Z and Ccharacters do not normally occur together in standard text and provide a unique character pattern for automating the identification of the beginning of a message. LAA005 refers to the Transmission Identification and 12032000 is an Additional Service Indication.
The second line DD OPKCZQZX is the Address of the message. DD represents the Priority Indicator for the message category(an Urgency Message in this cases). OPKCZQZX is the eight-letter group identifying the addressee. OPKC refers to Karachi/Jinnah Intl, Pakistan. ZQZ refers to a Centre in Charge of Flight Information Region or Upper Flight Information Region'. In other words the addressee is Karachi Area Control Centre or Karachi Flight Information Centre. The last character X indicates that an explicit identification of the organization or function addressed is not required. So the X is just used to complete the originator address.
The third line 120900 OPSTZQZX represents the Origin of the message. 120900 refers to the date-time-group and means the twelved day of month at time 09 o'clock UTC. OPSTZQZX is the originator of the message where OPSTZQZX refers to Area Control Centre or Flight Information Centre at Sialkot, Pakistan.The example does not give an explicit MESSAGE TEXT. In reality the contents of the message is included here.The Ending of the message is indicated by NNNN which is the End-of-Message Signal that also has a character pattern that is not found in standard text.The Alignment Functions and letter shift signals mentioned above are not visible in AFTN messages.The message routing is easily automated by general purpose computers. Teleprinter communication with airline operators is sometimes maintained by having a connection to the IATA Type B messaging networks which use a 7 character address. The whole communications system is still rooted in the 'official' nature of radioteletypes.The older tape stations (and perhaps newer ones) also included a bell that could be rung by using a set character code. The purpose of the bell was to allow the sender to alert the receiving operator of a high priority message such as an SS message. It was also possible to insert spacing between bell rings. With care and persistence, you could compose a musical tune to play to far distant stations. Jingle bells was a favourite. A particularly clever 'author' could combine the tune with an image such as a Christmas tree. The skill for this was often learnt on those long night watches when little traffic was in the air.Other airport required reports are also transmitted through the AFTN, on daily and hourly intervals like flight plans, NOTAMs (notices to airmen), and AIRADs (Airfield Advisories).
خاطرة أخيرة
إعتذار....
كان موعدنا للنشر أمس الاثنين . معذرة لخلل فني مكلف جدا قضي علي التقرير كله فتبخر في رمشة عين وأنا في مرحلة المراجعة الأخيرة ! عكفت علي الإعداد من البداية ! الشكر موصول لكل الإعزاء ممن همهم الأمر فبادروا في التواصل كتابة . شكرا لمن إتصل بي مباشرة أو بإدارة الموقع مستفسرا ومتمنياً أن يكون المانع خيراً . لكم الشكر والعرفان
مقالات الكاتب السابقة موجودة علي أرشيف مكتبة كتاب الاعمدة والمقالات بصحيفة الراكوبة
http://www.alrakoba.net/articles-act...cles-id-88.htm


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.