في بادرة هي الأولي من نوعها، اضطرت طائرة كانت تقل رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، ووفداً رفيعاً مرافق له، أدراجها إلي الخرطوم أمس، بعد أن منعتها السلطات السعودية من عبور أجواء المملكة، في طريقها إلي العاصمة الإيرانيةطهران، إذ يعتزم الرئيس البشير المشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الجديد حسن روحاني، تلبية لدعوة تسلمها من القيادة الإيرانية. وقال السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية، عماد سيد أحمد في بيان أمس:"رفضت السلطات السعودية إعطاء الطائرة التي تقل الرئيس البشير الإذن بعبور أجوائها". وأضاف "أن الطائرة التي كان الرئيس البشير مسافراً عليها ليست طائراته المعتادة وإنما طائرة مستأجرة من شركة سعودية. وتابع سيد أحمد "عند دخول الطائرة المجال الجوي السعودي عمر البشير، لكنهم قالوا إن الطائرة ليس لديها إذن بعبور الأجواء السعودية". وبحسب "سونا" فإن الطائرة التي أقلت الرئيس البشير ومرافقيه وعادت إلي الخرطوم، بعد أن منعتها سلطات الطيران المدني السعودي عبور أجواء المملكة، سعودية مستأجرة ويقودها طاقم غير سوداني، فشل في إعطاء المعلومات الخاصة بإذن العبور أثناء تحليق الطائرة في الأجواء السعودية. وأبلغ قائد الطائرة التابع لشركة طيران سعودية، أن سلطات الطيران في المملكة لم تسمح للطائرة بالدخول رغم الإبلاغ بوجود الرئيس البشير علي متنها، وبحسب "سونا"، فإن الطائرة حلقت ما يقارب الساعة خلالها اتصالات بشأن إذن العبور بين قائدها والشركة التي يتبع لها وبين سلطات الطيران السعودية في مدينة جدة، وقد جعلها تعود أدراجها إلي الخرطوم. واستقبلت طهران نبأ منع السلطات السعودية عبور طائرة الرئيس البشير إلي إيران، بالاستنكار والرفض ووعدت بدارسة الأمر. وفي أول تعليق إيراني الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، ف تصريحات، عن اسفه لقرار عدم السماح لطائرة البشير بالمرور نحو إيران. وقال إن منع طائرة البشير يعد أمراً مؤسفاً للغاية، موضحاً أن بلاده تقوم بالتحقيق في ذلك. وتجنب المتحدث الإيراني ذكر اسم المملكة السعودية تحديداً، مشيراً إلي أن السفارة السودانية في طهران أبلغت الجانب الإيراني بأن واحدة من بلدان المرور المسار الرحلة منعت الطائرة التي تقل البشير من المرور. بينما نقلت وكالة أبناء الطلبة الإيرانية عن عرقجي قوله: إن التصاريح اللازمة لمرور طائرة البشير تم الحصول عليها مسبقاً، وأضاف عراقجي، "أن بلاده تجمع المزيد من التفاصيل عن الواقعة". وتابع "إذا صح أن هذه الدوقة اتخذت تلك الخطوة فسيكون أمراً مؤسفاً للغاية". وإلي وقت متأخر من ليل أمس، لم يصدر عن السلطات السعودية أية توضيحات أو تبريرات لما جري، وأوردت "سونا" أن السلطات السودانية لا تزال في انتظار الموقف الرسمي للمملكة العربية السعودية خاصة أن الطائرة حصلت علي إذن العبور مسبقاً. وكان الرئيس البشير أقلع صباح أمس الأحد، متوجهاً إلي العاصمة الإيرانيةطهران في زيارة رسمية تستغرق يومين للمشاركة في مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في البرلمان، والذي تولي مهامه رسمياً أمس الأول. ويرافق البشير في الزيارة كل من : وزير شؤون رئاسة الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح، ووزير الخارجية علي أحمد كرتي، ووزير الزراعة الدكتور عبد الحليم إسماعيل المتعافي، ووزير المجلس الأعلى للاستثمار الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل، ومدير جهاز الأمن الوطني الفريق أول محمد عطا المولي. وتأجلت زيارة البشير من أمس الأول، السبت، إلي أمس، الأحد، وقال المستشار الصحفي لرئيس الجمهورية، عماد سيد أحمد في تصريحات الأحد "إن الزيارة لطهران كانت مقررة السبت، بيد أنها أجلت للأحد، علي أن تستمر لمدة يومين للمشاركة في مراسم تنصيب روحاني بدعوة من الرئاسة الإيرانية. وزار الرئيس البشير إيران في يونيو 2011م، وقد أثارت تلك الزيارة الكثير من الجدل، كونها الرحلة الأطول للبشير إلي الخارج، حيث زار من هناك، بكين، متحدياً مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه، وقد رد الرئيس الإيراني السابق محمد أحمد نجاد، تلك الزيارة، بزيارة إلي الخرطوم في سبتمبر من ذات العام، وقد وجدت زيارته ترحيباً سودانياً لافتاً. وتحتفظ الخرطوم بعلاقات متميزة ومتطورة مع إيران من جانب، ومع المملكة السعودية ودول الخليج من جانب منفصل، غير أن هذين الجناحين قلماً يلتقيان، وتبدو علائقهما متنافرة، ما يوقع الخرطوم دائماً في فخ صعوبة الموازنة بين هاتين العلاقتين. غير أن الخرطوم، تؤكد باستمرار أن علاقاتها مع طهران ليست موجهة ضد أحد، خاصة دول الخليج العربي، وإنها تطمح إلي علاقات إستراتيجية مع إيران. وفي أعقاب رسو سفن حربية إيرانية في بورتسودان، نشرت صحيفة الرياض المقربة من الدوائر الرسمية السعودية افتتاحية في نوفمبر 2011م بعنوان "سقوط الأقنعة بين السودان.. وإيران" نقلا عن صحيفة القرار السودانية 5/8/2013م