سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    جبريل يقود وفد السودان لاجتماعات مجموعة البنك الإسلامي بالرياض    بالفيزياء والرياضيات والقياسات العقلية، الجيش السوداني أسطورة عسكرية    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    أسامة عبد الماجد: مُفضِّل في روسيا.. (10) ملاحظات    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    السودان..البرهان يصدر قراراً    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ابراهيم السنوسي في حوار عن الوضع السياسي الراهن
نشر في الراكوبة يوم 22 - 08 - 2013

ما أن جمعت الأحداث والقضايا بين الإسلاميين في المؤتمرين الشعبي والوطني، حتى تجددت أشواق القواعد المطالبة بالوحدة. ورغم أن أمر الوحدة يخص الإسلاميين وحدهم كما يرى كثيرون ولا ناقة لبقية الشعب ولا بعير في ما يحدث بينهم على ضوء ما يعيشه بقية الناس من مشاكل اقتصادية واجتماعية يعتقد البعض أنهم سبب فيها، إلا أن وجود الإسلاميين في ساحة الحراك السياسي جعل الإعلام يهتم بعكس ما يدور بينهم، هذا بجانب أن وجود أحد حزبيهما في الحكومة والآخر في المعارضة جعل ما يصدر عنهم ملفتاً للمتحالفين معهم والمعارضين، ربما لحساسية هذه التحالفات.
الأسبوع الفائت انطلقت مسيرة مساندة للإخوان المسلمين في مصر شارك فيها المؤتمران الشعبي والوطني من خلال التنسيق بين عضويتيهما، بل وخاطبها أحد كبار قادة المؤتمر الشعبي، ما دعا الإعلام للحديث عن وجود تقارب ربما يؤدي إلى وحدة على ضوء ما يعيشه الإسلاميون من تحديات على المستوى الإقليمي والدولي.. (المجهر) جلست مع نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي الأستاذ "إبراهيم السنوسي" بوصفه أحد المشاركين في المسيرة والداعين للوحدة، كما قالت الصحف، في حوار تناول قضايا الوحدة وتحقيق هذه الدعوة التي نفاها، وما يدور في مصر إلى جانب قضايا الحزب.. فماذا قال؟
} بداية نود التعرف على تفاصيل تنسيق الإعداد لمسيرة الدعم والمؤازرة للإخوان المسلمين بمصر التي شاركت فيها مع قيادات الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني بقيادة "الزبير أحمد حسن"؟
- أولاً نحن في ولاية الخرطوم كنا قد قررنا إقامة مسيرات لمساندة إخوتنا في مصر، وخلال اجتماعات أجهزتنا أوكلت لي مهمة الاتصال بالإخوان المسلمين في السودان حتى يتم التنسيق معهم، وكان قرارنا أن يخرج الناس من المساجد المختلفة ويلتقوا في مسجد فاروق ليتم التحرك نحو السفارة المصرية.
} ماذا كان رد الإخوان المسلمين؟
- حينما اتصلت بالإخوان المسلمين أخبرني الأخ "جاويش" أنهم نسقوا مع الحركة الإسلامية بقيادة "الزبير"، ويمكننا الاتصال ب"الزبير" للاتفاق على كيفية التنسيق.
} هل اتصلت ب"الزبير"؟
- اتصلت ب"الزبير" ورأينا عدم جدوى الذهاب إلى السفارة المصرية، لأنها يوم الجمعة ستكون مغلقة وفضلنا بدلاً عن ذلك الذهاب إلى ساحة الشهداء، هذا إذا رأينا أن توحدنا يمكن أن يقود إلى عمل يمثل الشعب السوداني.
} من أين جاءت فكرة التنسيق المشترك.. الحزب أم شخصك؟
- أنا قلت لهم لا أوافق على ذلك إلا بعد استشارة الإخوة في المؤتمر الشعبي بولاية الخرطوم، وبالفعل استشرتهم، وعلى رأسهم "حمدون" واجتمعوا ووافقوا على ذلك وأُبلغت، ومن ثم أبلغت "الزبير" واتفقنا على أساس أن يكون لكل طرف شعاراته.
} لكنكم وحدتم المخاطبات؟
- على صعيد المخاطبات اتفقنا أن يكون "الزبير" آخر متحدث وأنا قبله.
} كان ملفتاً أنك دعوت لوحدة الإسلاميين؟
- عندما صعدت إلى المنصة، قلت: (نحن جئنا إلى هذا المكان لوحدة الصف الإسلامي في الداخل والخارج)، ودعوت لتوحيد الصف الإسلامي السوداني كله لمواجهة العلمانية واللا دينية، وهذا في تقديري كان موقفًا إسلامياً عالمياً في قضية لا علاقة لها بالموقف السوداني.
} لكن يبدو أن قناعاتك الشخصية لا تبتعد كثيراً عن الوحدة؟
- في هذا الوقت لم يكن مطروحاً موضوع الوحدة، لذلك استغربت أن تترك الصحافة الموضوع الأساسي، وهو مناصرة الإخوة في مصر، إلى الحديث عن وحدة المؤتمرين الوطني والشعبي، فلابد من توحيد الشعب السوداني كله في مواجهة العلمانية واللا دينية.
} كررت كلمة التوحد ضد العلمانية.. ألم يكن لديكم تحالف مع أحزاب علمانية؟
- علمانيو السودان لم يقوموا بعمل مضاد للإسلام، ولم يفعلوا ما فعله علمانيو مصر.
} لكن العلمانيين في السودان أيدوا ما عددتموه أنتم انقلاباً في مصر؟
- دعيني أكمل حديثي.. العلمانيون في مصر شنّوا حملة إعلامية وجاءوا بالجيش والشرطة، وقالوا لا نريد دولة إسلامية ونحن ضد ذلك، لكن تحالفنا هنا لم يطرح عداءً للدين.
} المواقف لا تتجزأ سواءً أكانت ضد الإسلام في مصر أو السودان لأن المنطلقات واحدة؟
- يا أختي هذا اختلاف حول ما حدث في مصر، وأنت تتحدثين عن القضية السودانية، ونحن عندما جئنا إلى القضية المصرية اختلفت المواقف، وهذا موضوع مختلف ولم تكن هذه هي قضيتنا التي جلسنا من أجلها، ما جلسنا من أجله تمخض عنه اتفاق حول دستور انتقالي، فلا ينبغي أن نخلط بين القضية السودانية والمصرية.
} سودانياً.. ما هي المواقف التي اتخذتموها قبل ذلك؟
- تذكرين ما حدث في اجتماع عُقد خارج السودان حين كان هناك حديث حول موافقة المؤتمر الشعبي على خيار العلمانية، كان ردنا إذا كان هناك كلام في (التحالف) عن العلمانية وقرروا هذا بالفعل نحن سنكون خارج هذه المنظومة، لذلك شطبوه وقالوا نبقي على تحالفنا مع الشعبي ونكتفي بالصيغة الأولى وهي دستور انتقالي ديمقراطي، ولن نتحدث عن الهوية.. نحن لا نساوم أصلاً في موضوع العلمانية.
} هل أنت موافق على خيار الدولة العلمانية الذي دافع عنه بعضكم؟
- الدولة المدنية هي العلمانية نفسها، بالنسبة لنا هذه الأمور لا مساومة البتة فيها، وقبل ذلك كان حديثي واضحاً، لن يبقى المؤتمر الشعبي في أي كيان يدعو إلى العلمانية أو اللا دينية.
} ألا تخشى أن يؤثر حديثك حول العلمانية على علاقتكم بالتحالف؟
- هذا ليس تحالف تلطف، وإنما تحالف للتوافق على أفكار، والبرنامج هو إسقاط النظام، أما الفكر فهو حر.. هم الآن تحدثوا عن مساندتهم للانقلاب، ونحن لم نسألهم فليكن هذا الموقف خاصاً بمصر، وهذه وجهة نظرهم.. الآن دول الاتحاد الأوروبي لكل دولة وجهة نظرها، التحالف لا يعني انصهار جسم في جسم آخر أو التوافق الكلي.
} موضوع الحكم الإسلامي كان سبباً في نشوب اختلاف بينكم قبل ذلك.. أليس كذلك؟
- هناك مشتركات، ما يجمعنا معهم الدستور الانتقالي الذي أمنا فيه على حقوق المواطنة (الحرية، الديمقراطية، العدل والتنمية في المناطق المأزومة)، وتركنا الحديث عن الهوية سواء أكانت إسلامية أو علمانية، وحينما يسقط النظام كل يدعو إلى ما يريد والشعب هو من يختار.
} هم غير موافقين على الحكم الإسلامي؟
- قلت لك، تركنا الخلاف حول هذه المسألة (لا هم يقولوا عايزين علمانية ولا نحن نقول عايزين إسلامية)، واتفقنا على وجود دستور انتقالي حتى يسقط النظام، وبعد ذلك كل منا يدعو إلى ما يريد والشعب يختار ما يريد.
} هذا لا ينفي وجود تيارين في الشعبي أحدهما مساند لرأي التحالف وآخر له رأي في ذلك؟
- هذا ليس صحيحاً، لا توجد تعارضات، هناك اتفاق حول ما يطرح من قضايا، وقرارنا في الهيئة القيادية هو إسقاط النظام والعمل مع التحالف والقيادات والأجهزة ملزمة به.
} ملزمة لكن ليس بالضرورة أن تكون موافقة؟
- وما هو الإلزام؟ يعني لا يمكن أن تكون ملزماً ومخالفاً.. نحن حركة منظمة، وهذا يعني أن هناك استقامة في الرأي والمواقف، وإذا لم نكن كذلك، فهذا الأمر يصبح ليس من خصائص الحركة الإسلامية التي انتظمنا فيها.
} أقام المؤتمر الشعبي مؤتمراً صحفياً عدّ فيه حديثك عن وحدة الإسلاميين بمثابة موقف شخصي يخصك وحدك؟
- لا أريد أن أعلق على كلام لم أسمعه.. أنا لست في موضع للحديث عن موقف شخصي، أنا نائب الأمين العام في الحركة الإسلامية، وأعرف أسرارها ومواقفها، وحيثما سرت أعبر عن رأي الحركة والحزب.
} مؤخراً يعتقد الناس أن "السنوسي" أصبح بعيداً عن ما يدور في الحزب؟
- أنا بطبيعتي لا أحب التحدث للإعلام كثيراً إلا عندما تكون هناك قضية تتطلب ذلك، عدا ذلك أنا لست من النوع الذي يتحدث للصحافة كل يوم.
} بعض الناس عزوا بعدك إلى وجود شخصيات استطاعت أن تكون أقرب إلى "الترابي" من شخصك مثل الأستاذ "كمال عمر"؟
هذا موضوع لا أريد أن أخوض فيه.. أنا علاقتي ب"الترابي" منذ 1954م وأعرف الحركة وأسرارها وما فيها، و"كمال عمر" هو الأمين السياسي يتحدث عن القضايا السياسية التي تخص التحالف، وليكن، أنا ليس لديّ تحفظ على موقعه، لكني حينما أتحدث لا أتحدث من منطلق شخصي أصلاً، وإنما أتحدث من منطلق ممارستي للعمل بالحزب والحركة الإسلامية لأكثر من (60) عاماً.
} قلت لاحقاً أنك لم تخاطب "البشير" لتوحيد الشعبي والوطني ما دعا الناس إلى الحديث عن ضغوط مورست عليك من قبل الحزب؟
- أنا بطبيعتي لا أستجيب لأي ضغوط، وسيرتي معروفة، لكن هناك فرق بين الضغوط وعرض رأي من شخص أو حكمة، فالحكمة ضالة المؤمن، أنا أجدها أحياناً حتى من صغار السن، ولا أرفض حكمة من أية جهة.. علاقتي واسعة وليست لديّ غضاضة في أن أستمع إلى أي رأي، لكن هناك فرق بين السماع إلى الرأي والضغوط.
} قيل أنه تربطك علاقة ب"البشير".. ما حدود هذه العلاقة؟
- أولاً أنفي أنني خاطبت "البشير" لوحدة الإسلاميين خلال حديثي في المنصة، حيث لم يرد في حديثي اسم "البشير".. صحيح العلاقة بيني وبينه نشأت قبل قيام نظام الإنقاذ عام 1980م حينما كان لا يعرفه أحد، ومن تلك العلاقة القديمة الآن تستمر العلاقة معه، يحترمني وأحترمه، لكن هذا لم يمنعني من توجيه انتقاد لتصرفات وسياسات الحكومة والنظام، ولم تمنعني علاقتي الشخصية معه من الانتقاد والمطالبة بالحرية والعدل.. لا حدود لي في قول الحق.
} هل بينكم لقاءات؟
- كانت هناك لقاءات وتوقفت.
} منذ متى؟
- قلت توقفت لكن حتى اللقاءات العابرة لا تخلو من المداعبة التي لا تتم مع الآخرين. وأذكر في وفاة وتشييع الأخ "يس عمر" (رفع الفاتحة لي ولشيخ "حسن"، وتسالمنا)، الأمر الذي لم يحدث مع "علي عثمان"، وعلاقتنا تقوم على الاحترام المتبادل وليس السكوت عن الحق، والساكت عن الحق شيطان أخرس.
} فهمت أن علاقتك ب"البشير" أفضل من علاقتك ب"علي عثمان"؟
- مؤكد.
} إلى ماذا تعزو ذلك؟
- هو شخصية انفتاحية، ومع أن العلاقة التنظيمية كانت أقوى وأسبق مع "علي عثمان" لكن يبدو أن طبيعته تختلف عن طبيعة "البشير".
} عندما تقابلتم في تشييع "يس عمر الإمام" هل صافحتم "علي عثمان"؟
- لم يسلم علينا أو (يرفع الفاتحة)، وأنا قلت تصرف "البشير" كان إسلامياً سودانياً وطنياً، وتصرف "علي" كان غير مقبول.
} "عبد الرحيم علي" قال إنه لا يستبعد أن تقود التحديات إلى وحدة الإسلاميين في السودان؟
- هذا تنبؤه وقراءته، أما أنا فلا أرى أمكانية للوحدة حالياً طالما كان هذا هو موقف النظام.. نحن اختلفنا حول قيم هي الحرية والشورى والنزاهة والعفة في اليد.. وما يزال الاختلاف قائماً طالما هذه الزمرة مستمرة في سلوكها.
} قيل إن الرئيس "البشير" مصرّ على إشراك الشعبي في التشكيل الوزاري القادم؟
- بالشروط التي قلتها، إلا من خرج من الشعبي، وأنا لا أجيب عن شيء لم أسمع به ولم يصل إلينا.
} احتمال وصل للتنظيم؟
- كيف يصل التنظيم وأنا نائب الأمين العام؟!
{ تحدثت بعض الصحف الأيام الماضية عن ظهور حركة إصلاحية داخل المؤتمر الشعبي ما صحة ذلك؟
- إصلاحية تصلح ماذا؟
}ربما هناك آراء مختلفة حول بعض القضايا ؟
-نحن من أين نأتي بالرأي، من الطلاب والشباب والولايات، ألا يمثلون السودان، نحن ليس لدينا حركة إسلامية، من له رأي يقوله داخل مؤسسته، وليس لدينا فساد حتى نقول لا بد من إصلاحه أو نحاول كتم الحريات، أي إنسان يعبر عن رأيه بحرية، حتى التصويت على الأمين العام طرح سراً للتأكيد على حرية الرأي.
{ هل نتوقع أن يقود "شيخ إبراهيم" مبادرة لوحدة الإسلاميين؟
- (شوفي)، مبدأ الوحدة لا يرفضه أحد أصلاً، وهذا موجود في القرآن (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً) و"محمد" صلى الله عليه وسلم وجد العرب أشتاتاً فوحدهم، لكن المشكلة لا تكمن في مبدأ الوحدة، وإنما على أي شيء يتوحد الناس. من أراد الوحدة لا بد أن يرجع إلى الأسباب التي دعتنا للخروج، التي قلنا فيها نريد شورى وعدلاً، وهذه خصائص الدين وبالنسبة لنا مقياس رفض الوحدة أو قبولها هو قيم القرآن، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا عملوا بها ليس لدينا مشكلة، والقرآن يقول (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ).
{ قيل هناك مجموعات تعوِّل عليك في مسألة الوحدة، بعضهم قام بزيارتكم فهل هذا صحيح؟
- في رمضان زارتني مجموعة من اتحاد شباب المؤتمر الوطني و(فطروا معي).
{ على ماذا بنيت فكرة الزيارة؟
- أسأليهم.
{ ماذا قالوا لك بعد الإفطار؟
- قالوا أنت رمز وأب لنا، لذلك رأينا أن (نفطر معك في رمضان )، قلت لهم جداً.
{ هل كان هناك برنامج محدد؟
- أبداً، لكن بعد ذلك تحدث محدثهم قائلاً نحن آمالنا وأشواقنا تصبو إلى توحد الحركة الإسلامية، وأنا تركت المجال ل"الفاضل علي" أمين الطلاب بالمؤتمر الشعبي للرد عليهم.
{ ماذا ورد في ثنايا رده؟
- "الفاضل" قال لهم قد لا نختلف حول مبادئ الوحدة، لكن نحن نريد إسقاط النظام، فرد أحد عضوية المؤتمر الوطني قائلاً إذا أنتم قراركم إسقاط النظام نحن قرارنا إصلاح النظام.
{ ماذا كان قولك أنت؟
- حينما عقبت قلت نحن في مناخ حر ليس مثلكم في المؤتمر الوطني، وإذا أردتم التوحد اذهبوا وطبقوا قيم الإسلام في المؤتمر الوطني.. أقيموا الشورى والعدل والديمقراطية وحاربوا الفساد، وإذا حدث ذلك عملياً سنلتقي.. وفي النهاية نحن دعاة وتهمنا الهداية.
{ هل ما زالت زيارات بعض القيادات المؤتمر الوطني إلى قيادة المؤتمر الشعبي موجودة لاسيما أن بعضهم أصبح بعيداً عن تنظيمه أمثال "غازي صلاح الدين"؟
-في السودان الاختلافات السياسية لا تؤثر على العلاقات الاجتماعية.. الزيارات جزء من الحياة الاجتماعية، وفي البيت الواحد تجد هذه الاختلافات، وهذه واحدة من الأشياء التي تميز الشعب السوداني.. إخوانا العرب عندما زرناهم في أوقات ماضية ووجدوا أن هناك زيارات متبادلة بيننا والشيوعيين استغربوا، فالزيارات لا علاقة لها بموضوع الوحدة.
{ لكن الزيارات قيل تتم من أجل مناقشة موضوع الوحدة؟
- أنا منزلي مثل (حائط المبكي) يأتي جماعة بالليل يشتمون النظام وبالنهار تأتي مجموعة أخرى وهم في الحكومة وأنا في المعارضة، والآن كثير من أرحامنا في الحكومة ونحن في المعارضة، لذلك لا بد أن نفرق بين الحياة الاجتماعية في السودان والأفكار، فبالأمس حينما نزلت من المنصة التي خصصت لدعم الإخوان المسلمين في مصر أقبل علي عدد من الأخوات يبكين وبعضهن يقلن (تركتونا لوحدنا والبعض الآخر كن يقلن يسقط حكم العسكر وهن مؤتمر وطني).
{ هناك حديث عن وجود مجاهدين سودانيين ضمن مجموعات الإخوان المسلمين في مصر فما تعليقكم؟
- الدين ليس له حدود، المسلمون بعد فتح مكة ذهبوا للعراق والهند والصين، والدين كذلك لم يتنزل على العرب فقط (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ) والقرآن يقول (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) ونحن إذا كنا نجد طريقة لاستنصرناهم.
{ مسألة خروج هؤلاء الأفراد، هل تتوقع أن تكون بمبادرة من تنظيماتهم أم من أنفسهم؟
- من أنفسهم، الأسر ليس لديها سلطة على أبنائها بعد أن أصبح التواصل ممكناً عبر (الفيس بوك) و(التويتر) وغيره من الوسائل، ثم أين المشكلة، فهناك أمريكان ذهبوا إلى سوريا قبل ذلك، وفرنسيون، والرئيس الفرنسي قال إنهم اكتشفوا وجود فرنسيين يقاتلون في سوريا هذا هو الدين ليس له حدود.
{ ألم تكن هناك خطة للإخوان المسلمين في مصر غير الاعتصام في الميادين؟
-وما هو السبب الذي دعا الإخوان المسلمين ليعتصموا في ميداني "رابعة العدوية" والنهضة، السبب أن هناك وزير دفاع يريد أن ينفرد بالسلطة.
{ لكن الواقع أثبت عدم جدوى مواجهة السلطة الجديدة؟
- المشكلة أن مصر ظلت فرعونية، أول رئيس منتخب منذ زمن فرعون "موسى" هو "مرسي"، فهذه هي الدولة التي تعمقت فيها الديكتاتورية والتعسف والقتل، لذلك لم تحتمل رئيساً منتخباً.. في أي بلد في العالم وزير الدفاع سلطته أقل من رئيس الجمهورية، رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، بل في العالم المتحضر وزير الدفاع لا يكون عسكرياً، فكيف يأتي وزير دفاع ببيان ويقول بعد (48) ساعة هناك خارطة للمستقبل.
{ ربما الأوضاع السائدة دعت لذلك، ألم يخطئ الإخوان سياسياً؟
- واحدة من الأشياء التي يمكن قولها هي عدم خبرة الأخ "مرسي" لأنه كان ينبغي أن يقوم بفصل "السيسي" وتعيين وزير دفاع وحل الحكومة، لأن "مرسي" هو من عين وزير الدفاع، ثم أسوأ اختيار في حكومة "قنديل" التي عينها "مرسي" كان وزيرا الدفاع والداخلية اللذان يقودان الآن العمل العسكري والدموي ضد "مرسي".
{ "مرسي" نفسه اعترف ببعض الأخطاء؟
- حتى إذا أخطأ رئيس الجمهورية في العمل السياسي هل عقوبة العمل السياسي الإعدام، شروط اللعبة السياسية الديمقراطية تقول إذا كان هناك فشل يجب الذهاب إلى صندوق الانتخابات، تسقطه أو تعيده، لكن لا يمكن أن يتدخل الجيش، ويتدخل لنصرة معسكر وليقتل، هم وقفوا سلماً (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ)؛ لذلك كل الذي يمكن أن يفعله الإخوان المسلمون هو التظاهر في الميدان، والعالم كله يعتصم قبل ذلك و(وول ستريت) كان بها اعتصام وتركيا كذلك، الاعتصامات من فنون اللعبة السياسية.
{ بعض المراقبين أرجعوا ذلك لفشل الإخوان في إدارة الدولة والربيع العربي كذلك؟
- ليس فشل للحركات الإسلامية ولكن الديمقراطية لم تترسخ، قلت لك من (فرعون موسى قبل الميلاد) إلى اليوم، كان أول رئيس منتخب هو "مرسي" بذرة الديمقراطية لم تنمُ بعد.. كما أن الذين حركوا عدم الاستقرار ضد "مرسي" هم النخبة التي عاشت في الدولة العميقة منذ فرعون (فرعون نفسه كان لديه نخبة "قارون وهامان" الآن النخبة التي قامت منذ "جمال عبد الناصر" و"السادات" إلى "حسني مبارك" المثقفة هي المستفيدة وموجودة في الإعلام والسفارات والمناصب، لذلك إذا جاءت الديمقراطية فهذا يعني أن الأمور ستصبح ليس في صالحهم.. والحال كذلك في السودان من يقف وراء السلطة الحاكمة هم بعض المثقفين الذين ينهبون أموال الشعب ويريدون أن يبقوا في السلطة. في مصر الذين خرجوا على "مرسي" سقطوا في الانتخابات.
ما الحل إذن؟
- لا حل غير عودة الحرية والديمقراطية خلاف ذلك لن تستقر مصر.
{ حتى إذا كان الثمن الدماء؟
- طبعاً لا سبيل غير ذلك، لكن ليس سيل الدماء عن طريق العمل المسلح وإنما من خلال الاعتصامات.
{ لا يوجد تنظيم يدفع منسوبيه للهلاك؟
- أوروبا التي تنعم بالديمقراطية الآن تعلمين الحروب التي مرت عليها عشرات الحروب في أوروبا، قامت حتى ترسخت الديمقراطية هذا شيء طبيعي، في مصر الديمقراطية نبتت في بيئة لم تكن مهيئة لها.
في السودان العهود العسكرية التي مرت علينا كانت أضعاف العهود الديمقراطية، لأن الديمقراطية لم تكن متوفرة، (الإنجليز والأتراك والممالك كلهم كانوا يحكمون السودان وحتى لما خرج الإنجليز أقاموا الديمقراطية على النمط الغربي، اتحادي ديمقراطي وحزب الأمة، حيث لم يكن الجو مهيئاً لتنبت الديمقراطية، فكانت هناك طائفية وجهالة وشراء ذمم، لذلك سقطت الديمقراطية بالممارسة ولم تسقط الفكرة، ستكون هناك دماء في مصر لكن في النهاية ستترسخ الحرية والديمقراطية.
{ وقد يستمر العنف أليس كذلك؟
- إخواننا فهموا الدرس لو كانوا ردوا على ما حدث بالقوة.. كانوا لا يستطيعون مواجهة قوة الشرطة والجيش لكن هم فهموا الدرس وثبتوا على السلمية وقالوا إنها أقوى من الرصاص.
{ لكن ماذا كسبوا؟
- الآن هم كسبوا وأؤكد لكم إذا عادت الديمقراطية وقامت انتخابات قطعاً سيكتسحها الإخوان لأنهم صبروا (46) يوماً في الميادين وأعدادهم في ازدياد هذا يعني أن حزبهم يمتلك قواعد.
{ يبدو أن هناك علاقة عميقة بينكم والإخوان المسلمين في مصر؟
- يوم كانت هناك حرية ذهبنا إليهم.
{ أتحدث عن علاقة إستراتيجية؟
- بعد تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في مصر تأسست حركتنا وسمينا أنفسنا الإخوان المسلمين، وعندما ضرب "عبد الناصر" الإخوان وقضى عليهم وأعدم "عبد القادر عودة" وبقية إخوانه، نحن سمينا أنفسنا إخوان مسلمين حتى نوضح حقيقة، هي إذا ضرب الإخوان المسلمين في مصر ستصل الإخوان المسلمين في السودان، وكانت النتيجة ظهور الإخوان المسلمين في كل العالم العربي في الهند وباكستان وغيرهم، وهذا يعني أن علاقتنا معهم تنطلق من تاريخ قديم وساندناهم الآن من منطلق هذا التاريخ لأنهم جاءوا بالديمقراطية، وهي كذلك مساندة للشعب المصري الذي يجاورنا، مصر وقفت مع السودان في استقلاله وهي التي جعلت الإنجليز يقبلون بمنح تقرير المصير للسودان.. لذلك جاء وقت رد الإحسان.
{ كذلك المؤتمر الشعبي لم يخف علاقته بإخوان مصر؟
- نعم كانت تربطنا علاقة وحين زار "مرسي" السودان قابل "حسن الترابي" في السفارة المصرية وحتى في هذه المحنة لنا علاقة معهم هذا أمر طبيعي.
{ ألا نخشون أن يؤثر دعمكم الآن على علاقتكم بالدول التي دعمت السلطة الانتقالية المصرية مثل السعودية؟
- طبعاً من العار على العالم العربي أن يساند الأوربيين والعلمانيين واللا دينيين، والمسيحيين موضوع عودة الديمقراطية، وحتى الدنمارك التي اندلعت فيها مظاهرت ضد "محمد" صلى الله عليه وسلم الآن تقف معهم والسويد، في وقت يصمت فيه العرب، مكان مهبط الوحي على "محمد" وينسون قوله (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا).
المجهر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.