ظلت سلطة الانقاذ ( تُرُّوج) لحكاية دعم السلع رغم أنها تطبق بقسوة سياسة تحرير الاقتصاد، وتمضي قدما في كذبها رغم علم الشعب أن الحديث عن رفع الدعم عن السلع هو في حقيقة الأمر زيادة في أسعار المقصودة مثل الوقود. وليس ذلك فحسب بل أن سعر البنزين الحالي أعلى بكثير من قيمته الحقيقية بسبب الرسوم والجبايات المفروضة على السلع وعجز وزارة المالية عن وضع يدها على المال العام، وعجزها عن القضاء على التجنيب وإهدار المال العام الذي تعلم تماما جيوبه وأطرافه التي صارت فوق القانون. الزيادة المتوقعة في أسعار المحروقات ستنعكس بلا شك على أسعار باقي السلع وفي حقيقة الأمر، ما يحدث في السوق السوداني لا يوجد له مثيل فالأسعار متصاعدة بشكل يومي، بل يوجد فرق في سعر السلع في الصباح وفي المساء حتى ولو كانت في موقع العرض بسبب سعر صرف الدولار وتراجع القيمة الفعلية للجنيه السوداني . سلطة الانقاذ تلجأ لأسهل الحلول أي زيادة سعر السلع تفادياً للمساس بمصالح بطانتها المتزايدة، وقطعا طغمة الانقاذ لا تسمع ولا ترى نماذج لحكومات أخرى تضع نصب عينها مصالح شعبها مثل حكومة ملاوي التي سعت لبيع طائرة رئاسية بمبلغ(15)مليون دولار خصصتها لإطعام مليون شخصاً يعانون من نقص مزمن في الغذاء، وكانت الطائرة مخصصة للرئيس السابق لملاوي(لزوم الفشخرة) بينما يطحن الجوع شعبه، فعملت الرئيسة الجديدة جويس باندا على تصحيح الأوضاع، فبدأت ببيع الطائرة الفارهة في إطار سعيها لإصلاح الأضرار التي تسبب فيها الرئيس السابق الذي آثار حنق المانحين عندما أخذ(يبعزق) في المنح ويصرف على نفسه وبطانته. وذهبت جويس لأبعد من ذلك فعملت على تخفيض راتبها بنسبة (30%) وتعهدت ببيع(35) سيارة مرسيدس تستخدمها حكومتها. أين نقف من ذلك النموذج؟... شعب السودان وإمكانياته مسخرة لخدمة السلطة وسدنتها ..الكلام لايجدي لابد من مقاومة منظمة لسلطة الانقاذ ... هي العدو الأول لشعب السودان بكل المقاييس وأي محاولة للتجميل وتوقع تغيير في طبيعة هذه السلطة هو مجرد أوهام وخداع للنفس... قاوموا.... الميدان