خسرت ملاوي (عفوا حكومة ملاوي) التضامن الافريقي ودخلت كما يقول الحديث في زمرة (الغنم القاصية) وحيدة طريدة وسط إجماع إفريقي كاسح ... وظنت أنها ستربح 350 مليون دولار وتخسر رجلا واحدا وهو عمر البشير. في الحقيقة هي لن تخسر رجلا ولا شعبا مثل الشعب السوداني لقد خسرت ما هو اعظم من هذا وأغلى وهو إستقلالها السياسي وإرادتها الحرة. ولكن على اقل تقدير لقد كانت رئيسة ملاوي صريحة وحددت أن مشكلتها هي الخوف من ضياع المال ولم تنسج اقاصيص وحكايات حول حبها الأزلي لحقوق الإنسان والمحكمة الجنائية التي تدافع عن إنسان دارفور (زعموا) ... لقد قالتها بصراحة وعلى بلاطة ... دايرين قروش ..! علينا أن نتوقف كثيرا حول هذا التبرير الملاوي الواضح وأن نعمم الحالة كما يقولون ... دول كثيرة وقفت مع الجنائية ليس قناعة بحقوق الإنسان ولكن (دايرة قروش) ... منظمات فعلت ذلك (دايرة قروش) ... ناشطون وأساتذة وبروفات ودكاترة ... وصحافيون فعلوا ذلك (دايرين قروش) ثم ارهقونا بمعلقات على جدر الكعبة حول ... حقوق الإنسان ..! لقد كان الأوفق لطابور الإنتهازيين البائس هذا ولرئيسة ملاوي الجديدة (جويس باندا) أن تختفي في الزحام وتتعلل بمشاكل داخلية وتشير إشارات غامضة إلى عدم مقدرة ملاوي حاليا لإستضافة القمة الأفريقية لأسباب أمنية تخص ملاوي أو بسبب حزنها على الزعيم السابق أو أية قصة بدلا من المغامرة السياسية الخاسرة التي قامت بها وأودت بسمعة (حكومة ملاوي) وليس (شعب ملاوي) الذي لن يرضى بما حدث إطلاقا ..! لقد تمنت رئيسة ملاوي أن (تبيع) كل الدول الأفريقية قرارها مثلما باعت هي وأن ترضى الدول الإفريقية بقمة تكرس لمزيد من الهوان والإذلال للأفارقة وذلك تمهيدا لدورة قادمة من الإستعمار الحديث ... ولكن أفريقيا خذلت طموحات الباندا ... والتي ظنت أن كل الناس بياعين مثلها ... وصدق المتنبيء: وإذا ساءت فعال المرء ساءت ظنونه * وصدق ما يعتاده من توهم. رئيسة ملاوي ستنال شيئا من (ال 350 مليون دولار) ولكنها لن تنالها كلها ... هؤلاء الغربيون يتحدثون عن دعم بمقدار مبلغ كذا بصورة إجمالية ولكنهم لا يعطونك مالا في يدك ... يعطونك قائمة بكشف الحساب ... هذا الدعم فيه مبلغ كذا سيأتيك في شكل إغاثة مقسمة على عشر سنوات ومبلغ كذا ضمن برنامج دعم التعليم مجدول على 15 سنة ومبلغ كذا منح دراسية ومبلغ كذا للعاملين عليها ... لتكتشف الحكومة الملاوية في النهاية أنها قبضت الريح ولم تربح شيئا. أي دعم يأتي من الغربيين فيه ثلث للعاملين عليها وثلث (معلق) كرت ضغط وثلث بالقطارة وعشره فقط سياتي ... والمقابل إذلال وهوان وإستعمار ..!