لم يتفاجأ المواطنون في الأيام الماضية بالزيادات في الأسعار التي انتظمت السلع الرئيسية: الخبز، السكر، الدقيق، ...إلخ.. الزيادات التي طبقت بسيف الأمر الواقع المسلط على رقاب المواطنين كانت سبقتها نُذُر الغلاء المستمر والمؤكد التي أنذر بها وزير المالية، إضافةً إلى أحاديث تكررت عن ربط الأحزمة الرسمية وتخفيف الإنفاق الحكومة لضمان استقرار الاقتصاد في المرحلة المقبلة التي ستنتظم البلاد عقب الانفصال الذي بات شبه مؤكد الآن. في المحطة الوسطى بحري بمخبز (سقادي) يقول العاملون إنهم كانوا يتوقعون زيادة سعر جوال الدقيق من شركات مطاحن الدقيق التي أوصلت السعر من (83) جنيهاً للجوال الى (117) جنيهاً صباح الجمعة، وقاموا بوضع إعلان بالزيادة على باب المخبز حتى لا يكثر النقاش مع الزبائن في سعر الخبز الذي زاد بنسبة 25% للرغيفة الواحدة، فيما حافظ على الوزن المعتاد في بعض المخابز ونقص وزنه في مخابز أخرى مع زيادة سعره. فيما يتوقع أصحاب المخابز (زيادة) إضافية في سعر الخبز الأسابيع القادمة. سلعة السكر سجلت زيادة صباح الجمعة؛ حيث قفز سعر الرطل في الأحياء الى (1.800) جنيه و(4) جنيهات للكيلو وشهد الشاي زيادة (40%)، كذلك الصابون، الزيت والألبان. المواطن عمار عبد الرحمن من سكان حلة حمد يقول: الغلاء موجود وما كنا بحاجة لزيادات أخرى وفوجئت بأن صاحب البقالة المجاورة بين يوم وليلة وضع أسعاراً جديدة لكل الموجود في الأرفف دون استثناء، وعندما سألناه عن الأسباب قال إن الدولار ارتفع، وهي (شماعة) غير مقنعة وعلى سلطات ولاية الخرطوم التدخل لوقف الفوضى غير المبررة، وكمواطنين نعتقد أن التجار الكبار يريدون استغلال مسألة قرب موعد الاستفتاء لرفع الأسعار رغم عدم وجود علاقة بين الأمرين. الخبير الاقتصادي، يس الطيب، يقول إن اقتصاد السوق الذي يتَّسم بالفوضى يسمح للانتهازيين من أصحاب رؤوس الأموال بالتلاعب بمقدرات أولى الدخل المحدود وهم يشكلون السواد الأعظم من المواطنين؛ لأن غياب القوانين التي تحمي حقوق المستهلك يطلق العنان للجشعين الذين يحتكرون السلع الأساسية التي تستنزف المواطن ذا الدخل المحدود وتوفر أرباحاً متزايدة للتجار الكبار، ويرى أن تأثير الدولار ليس بالقدر الذي يبدو للبعض؛ لأنه مرتبط بالاقتصاديات التي تعتمد عليه، وتأثيره المباشر يبدو في أسعار البورصة العالمية للسلع ولكن في السوق السوداني المحلي وكاستثناء يكفي أن يرتفع سعر الدولار في سوق النقد العالمي اليوم ولو بزيادة طفيفة لترتفع أسعار السلع في دكاكين الأحياء والأسواق بنسبة (50%) أو (100%) ثاني يوم وهو خلل اقتصادي يبرره مفهوم فوضى الاقتصاد. المواطن المشغول بمآلات الانفصال؛ بدأ منذ الجمعة الانشغال بغول الغلاء الذي لا يردعه أحد