إقتربت التصفيات الأوروبية كأس العالم 2014 من الإنتهاء، الجميع ينتظر أن تصل المنتخبات المرشحة للبرازيل مثل إيطاليا وهولندا الذين ضمنوا التأهل بالفعل، وهناك منتخبات مثل ألمانيا وإنكلترا وحامل اللقب أسبانيا قد إقتربوا من التأهل، بينما قد تكون المفاجأة هي عدم تأهل المنتخب الفرنسي أو البرتغالي أو السويدي الذين تعقدت حاسبات مجموعتهم. وسط التسليط الإعلامي على المنتخبات الكبيرة المعتادة يسير عملاق أخر في صمت وبثبات نحو شواطئ الكوبا كابانا، عملاق لا أحد يكترث بمشاهدة مبارياته، وربما لا أحد يهتم بمتابعة نتائجه أيضاً. منتخب بلجيكا الحالي متصدر المجموعة الأولى بثبات وقد أصبح قاب قوسين أو أدنى من حجز مقعد بين الكبار في كأس العالم قبل جولتين من إنتهاء التصفيات. في أغلب دول أوروبا بخلاف الدول التي تتميز بدوري قوي يظهر جيل يمثل طفرة بالنسبة لمنتخب بلاده، مثل المجر في خمسينات القرن الماضي بقيادة بوسكيتش وهيدوكوتي، والإتحاد السوفيتي في الستينات بقيادة الحارس الاسطوري ليف ياشين، مروراً بالمنتخب التشيكوسلوفاكي بقيادة بانينكا الذي منح بلاده كأس الأمم الاوروبية بركلة الجزاء الشهيرة على طريقة "اللب" في مرمى ألمانيا الغربية، ثم ظهور منتخبات مثل الدنمارك يورو 1992 وبلغاريا بقيادة ستويشكوف ورومانيا جيل جورج هاغي مروراً بكرواتيا في مونديال 1998 وتركيا 2002 واليونان صاحبة أكبر مفاجأة في تاريخ كرة القدم بتتويجها بيورو 2004. يبدو أن القدر حالياً قد إختار بلجيكا للقيام بدور الحصان الأسود للمونديال المقبل، ويبدو أن إبتعاد الأضواء عنه قد يفيده في التركيز في تحقيق مفاجأة مدوية قد ينتظرها عالم كرة القدم. الجيل الحالي من المنتخب البلجيكي قد يكون الأفضل في تاريخه وقد يتفوق على جيل الثمانينات الذي حل وصيفاً لكأس الأمم الأوروبية عام 1980 والمركز الرابع في مونديال 1986، يتمتع الجيل الحالي بكم هائل من المحترفين في الأندية الكبرى ينسجمون بسهولة مع المنتخب، كما أن المدير الفني الحالي مارك فيلموتز لدية دكة بدلاء قوية أيضاً مما يساعده في إيجاد البديل المناسب لتعويض الغيابات الطارئة. نبدأ من حراسة المرمى سنجد حارسين لا غبار عليهم، كوارتوا حارس مرمى أتليتكو مدريد الشاب الذي قد يكون مستقبل الحراسة في ناديه الأصلي تشيلسي بعد إنتهاء فترة الإعارة لنادي العاصمة الأسبانية مدريد، والحارس الأخر مينوليت مفاجأة البريميرليغ هذا الموسم في حراسة عرين نادي ليفربول لينسي جماهير الريدز حارسها الأسباني بيبي رينا الذي رحل لصفوف نابولي على سبيل الإعارة وربما لا يعود لقلعة أنفيلد مرة أخرى بعد أن ثبت مينوليت أقدامه في الفريق وإنتزع قلوب جماهير مدرج الكوب. في الدفاع نجد قائد الفريق فيسنت كومباني قائد فريق مانشستر سيتي وأحد أبرز المدافعين في القارة العجوز في الوقت الحالي بجوار فيرمالين لاعب فريق أرسنال وفيرتونخين المتألق مع توتنهام في الفترة الأخيرة والمخضرم دانييل فان بويتن مدافع بايرن ميونيخ بطل دوري أبطال أوروبا. في الوسط أحد أبرز لاعبي الوسط في القارة العجوز نجم تشيلسي إيدن هازارد الذي يصنفه البعض من أفضل 10 لاعبين في العالم حالياً، يجاوره لاعب تشيلسي الجديد دي بروين ولاعبي توتنهام هوتسبر ديمبلي وشادلي ثم النجم الجديد لفريق مانشستر يونايتد مروان فيلاني الذي ينتظر منه الجمهور البلجيكي الكثير، وهناك أيضاً أسماء أخرى متألقة مع أنديتها مثل فيستيل مع بنفيكا وميرتنيس مع نابولي. في خط الهجوم يأتي النجم الواهد روميلو لوكاكو الذي أعير مؤخراً لإيفرتون قادماً من صفوف تشيلسي، تألق لوكاكو الذي يطلق عليه في إنكلترا دروغبا الجديد مع فريق وست بروميتش ألبيون على سبيل الإعارة ولكنه لم يحظى بفرصة تثبيت أقدامه في فريق البلوز بعد إنتهاء إعارته وقدوم النجم الكاميروني صامويل إيتو لقلعة ستامفورد بريدج ليقرر الإنتقال لإيفرتون لكي يضمن المشاركة أساسياً ولا يفقد فرصة الغياب عن قائمة منتخب بلاده إذا تأهل لمونديال البرازيل. يجاور لوكاكو نجم أستون فيلا كريستيان بينتيكي أحد أبرز المهاجمين الذين يتصارع أكبر أندية البريميرليغ على الظفر بتوقيعه بعد تألقه في أول موسم له مع الفيلانز وبداية الموسم الجديد بشكل ممتاز وتصدره قائمة هدافي المسابقة بتسجيله 3 أهداف في 3 مباريات. ربما إذا تم النظر جيداً في هذه الأسماء قد نجدها تتفوق على منتخبات عريقة الإسم فقط مثل الجيل الحالي لمنتخب فرنسا الذي مازال يبحث عن هويته بعد إعتزال زيدان، والبرتغال فريق النجم الأوحد وإنكلترا بلاد مهد كرة القدم التي مازالت تبحث عن لقبها الثاني منذ عام 1966. يتصدر المنتخب البلجيكي حالياً مجموعته برصيد 22 نقطة وبفارق 5 نقاط عن ملاحقه المنتخب الكرواتي وذلك قبل إنتهاء التصفيات بجولتين، بالإضافة إلى تفوقه على جميع فرق المجموعة في المعدل التهديفي بإحرازه 15 هدفاً وإستقبال هدفين فقط في شباكه في 8 مباريات. فهل يظهر للعالم كرواتيا ويونان جديد في 2014، أم أن كل هذه الأرقام والأسماء خادعة وسيكون المونديال للكبار فقط.