الشيخ طنطاوي يمازح البابا بعد مكالمات تليفونيه تلقاها: 'يا قداسة البابا أليست لي مكالمة؟'، فرد البابا ضاحكاً: يا سيدي التليفون بيضرب جرس.. لما 'يأذن' ح ديهولك. القاهرة من كرمة أمين حدايق القبة.. مش حدايق نفسي "إفيهات المشاهير.. ومقالب النجوم"، هو موضوع كتاب هبة عبد العزيز، ترصد من خلاله أشهر النكات اللاذعة والمواقف الضاحكة في حياة نخبة من المشاهير؛ منهم: أم كلثوم "كوكب الشرق"، والعندليب عبدالحليم حافظ، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، والزعيم جمال عبدالناصر، والرئيس أنور السادات، والبابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وإمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي. تقول الكاتبة في مقدمة كتابها: "رغم أن اهتماماتي تتركز في ثالوث: المرأة والمجتمع والإعلام، فإن غرامي باكتشاف الجانب الضاحك للشخصيات العامة وتقديم الوجه الساخر للمشاهير قادني إلى تأليف هذا الكتاب". وتبدأ كتابها بكوكب الشرق "أم كلثوم"، واصفة إياها بأنها "سيدة الغناء والمقالب"، قائلة: "كانت لأم كلثوم طريقتها المتميزة في السخرية؛ فذات مرة أثناء سفر الموسيقار محمد القصبجي بصحبتها في القطار، أخرج قلماً أسود وأخذ يصبغ شاربه، تأملته أم كلثوم وقد أخذتها المفاجأة، لكنها سرعان ما قالت بسرعة بديهتها المعهودة: "شوفوا الراجل رجع شباب بجرة قلم". وتتابع عبدالعزيز: وحدث ذات مرة أن كانت أم كلثوم "واخده على خاطرها حبتين" من الكاتب محمد التابعي، "فتى الصحافة المصرية المدلل آنذاك" الذي رآها خارجة من بيتها، فأسرع نحوها وقال لها كأنه أراد أن يصالحها: "حضرتك رايحة على فين؟"، فقالت له: "حدايق القبة" – وهي منطقة بشرق القاهرة – فقال لها: "سأذهب معكِ"، فقالت له: "بقولك حدايق القبة.. حدايق القبة.. مش حدايق نفسي". أما محمد عبدالوهاب، فوصفته ب "موسيقار الأجيال والوساوس".. مستشهدة بما ترويه زوجته نهلة القدسي؛ قائلة: "عندما كنت أصاب بالزكام في بداية حياتنا كان يرفض أن يتحدث إليّ وجهاً لوجه ويكتفي بمحادثتي هاتفياً، وكل منا في غرفة منفصلة بينما يضع منديلاً على أنفه، ويبدو أنه أشفق عليّ من هذا الفصل العنصري، فأصبح فيما بعد يسمح لي بأن أكون في الغرفة شرط ألا "أعطس" وأن أحتفظ بالمنديل فوق أنفي طوال الوقت". وبعيدًا عن الفن، كشفت عبد العزيز – في كتابها – عن وجه قداسة البابا شنودة الضاحك، فتروي موقفًا له جمعه مع شيخ الازهر الراحل د. محمد سيد طنطاوي، حيث رن هاتف البابا الخلوي مرات عدة فكان يردّ باقتضاب: "مشغول.. عندي اجتماع.. غداً.. ليس الآن". فمازحه الشيخ طنطاوي متسائلا: "يا قداسة البابا أليست لي مكالمة؟"، فرد البابا ضاحكاً: "يا سيدي التليفون بيضرب جرس.. لما "يأذن" ح ديهولك". أما مشاهير السياسة، فكان للرئيس الراحل أنور السادات نصيب من كتاب هبه عبد العزيز، فتذكر موقفًا جمعه بالشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي؛ فتقول: "كان الشيخ الشعراوي كثيراً ما يردد أن فترة توليه منصب وزير الأوقاف هي الأسوأ في حياته، لكنها لم تخلُ من قفشات، فقد سافر خلالها إلى روما لوضع حجر الأساس لمركز إسلامي، وقبل السفر طلب منه عبدالعظيم أبو العطا وزير الري، وتوفيق عبدالفتاح وزير التموين آنذاك، أن يشتري لكل منهما زوجين من الأحذية "بني وأسود"، فاستجاب لطلبهما، وفي اجتماع وزاري مع الرئيس السادات، بعد ذلك، دخل أبو العطا والحذاء الجديد يلمع في قدميه، فسأله السادات بطريقته المعروفة: "الجزمة الشيك دي منين يا عبدالعظيم؟"، فأجاب: "من مولانا الشيخ الشعراوي". بعد دقيقة، دخل توفيق عبدالفتاح فلمح السادات حذاءه الجديد، فسأله السؤال نفسه وردّ بالإجابة نفسها. ثم دخل الشعراوي، وكان ينتعل حذاء قديماً، فسأله السادات: "أمال الجزمة الإيطالي فين يا مولانا؟"، فقال مازحاً: "شايلها في البيت علشان المقابلات المهمة بس". (خدمة وكالة الصحافة العربية)