بسم الله الرحمن الرحيم تتابع نقابة الاطباء بإهتمام بالغ وقلق شديد الوضع الاقتصادى الخانق والمعاناة الاليمة لجماهير شعبنا والذى لم تلتئم جراحاته من كوارث السيول والامطار والتى ابتلى فيها بفقدان المأوى وحصاد السنين وانفس عزيزة غالية وكانت فرحة العيد حزنا داميا وكارثة فاجعة ولم يقف بجانبه فى تلك اللحظات العصيبة والقاسية الا الخيرين وذوى النخوة من ابناء هذا الشعب وعون بعض الدول الصديقة – هذا إن وصل – ولم يتم بيعه فى الاسواق لتجار الأزمات وسماسرة السوق الاسود ... وحكومته (( العظيمة )) بعد ذلك كله . مشغولة بتعريف ما حدث هل هو ازمة ؟ ام كارثة ؟؟ وليس هنالك كارثة اكبر من عقليتهم البائسة وكابوسهم الذى جثم على صدر هذا الشعب على مدى ربع قرن من الزمان ! وبرغم تردى الاوضاع الاقتصادية والصحية التى بلغت ذروة التدنى والانهيار تحت وطأة هذه الكوارث . وبرغم هذا البؤس المظلم والجراح الاليمة حكومة الانقاذ تزيد الالم ألما والجرح نزيفاً .. برفع الاسعار تحت شعارات التضليل والتدليس برفع الدعم الموهوم والذى لا وجود له اصلا ، ذلك لانهم يعتبرون المواطن المنكوب يعيش فى رفاهية ورخاء يصعب فطامه منها كما صرح احدى مسئوليهم! . ولا بد من عصره لاخر قطرة من دمه، ولا ندرى من اى كوكب جاء هؤلاء الناس ؟؟ ناسين ان هذا المواطن المغلوب على امره يكدح ليله ونهاره - ولا يكفى ذلك – ليوفر لقمة كريمة له ولاسرته اما التزامات التعليم والصحة فأصبحت له حلما بعيد المنال ! فلم تترك حكومة الانقاذ اى نوع من الضرائب او الجبايات بمختلف مسمياتها الا واستخدمتها من دون رحمة او شفقة – لتغطية فشلها الذريع فى إدارة الازمة الإقتصادية والتى هى فى الاساس من صنعها ، بل ويجتمع برلمانها المزعوم من النائمين والمطبلين ليبارك هذه الزيادات وهم حقيقة لم ينتخبهم الشعب بل جاءت بهم الانقاذ ديكورا باهتا ومسرحا هزليا للعبث ! وفوق ذلك يتقاضون الحوافز والمرتبات الضخمة من عرق هذا الشعب .. هم ونظامهم واصهارهم ، وفسادهم الذى استوطن الدولة فى كل مفاصلها .. يشكلون عمق هذه الازمة الاقتصادية ! ولن تنتهى ا-سطوانة رفع الدعم المشروخة والخائبة !وستتظل تدور الى مالانهاية اما الشعب المطحون فلسان حاله يردد : - الجلد إهترأ ... فصمت الصفوة عار اللحم إهترأ ... فصمت النخبة عار العظم اهترأ ... وصمت الاحزاب عار وصمت كل القوى الوطنية عار وعار .... لذلك نحن فى نقابة الاطباء ندعو كل القوى الوطنية والمسؤلة من نقابات واحزاب وطلاب ومنظمات مجتمع مدنى ان يكون لها موقفا موحدا وصلبا ضد هذه الزيادات فالسكوت على قتل شعبنا جريمة يستوى فى ذلك من يفعلها ومن يباركها ومن يسكت عليها .. وسيعلم الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون. والله اكبر والعزة والنصر للشعب السودانى