سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قيادي بالمسيرية : سنحمل السلاح في مواجهة من يفرض إرادته على أبيي..حزب البشير ضحَّى بالسودان كله، ولا يهمه غير مقعد السلطة..الصحراء تزحف جنوبا بمعدل 5 كيلومترات سنويا.
القيادي في المسيرية والأمة الصادق بابو نمر : سنحمل السلاح في مواجهة من يفرض إرادته على أبيي القاهرة أسماء الحسيني هدد القيادي في قبيلة المسيرية وعضو المكتب السياسي لحزب «الأمة» الصادق بابو نمر باستعداد قبيلته لحمل السلاح في مواجهة أي طرف يريد أن يقتلعها من أرضها أو يجبرها على تقديم تنازلات، مؤكداً أن قضيتها قضية وجود لا قضية حدود، لافتاً إلى أن الحل ممكن إذا جلس زعماء المسيرية و«الدينكا نقوك» معاً، ورفع شريكا الحكم والمجتمع الدولي وصايتهم وتدخلاتهم في القضية.ورفض بابو نمر الذي يحمل درجة الزمالة في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة أكسفورد الحلول المقترحة من الجنوب بصدور قرار جمهوري يعيد أبيي إلى الجنوب، معتبراً هذه الاقتراحات مهينة لقبيلته. وفي ما يلي نص الحوار: كيف ترى الحل لمشكلة أبيي المعقدة التي يتوقف عليها مستقبل السلام في السودان ؟ - مشكلة أبيي ليست معقدة بل مصنوعة لكي تقابل طموحات أبناء دينكا الموجودين في السلطة في جنوب السودان، وهم القيادات المتنفذة داخل «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، ومن يطلق عليهم حاليا أبناء قرنق، والدينكا نقوك أقلية صغيرة جداً وسط فروع قبيلة الدينكا الأخرى الموجودة في الجنوب، وكانوا أقلية مضطهدة لجأت إلى قبيلتنا المسيرية في أواخر القرن التاسع عشر وقد آويناهم واستضفناهم. لماذا تصاعدت القضية في الأشهر الأخيرة قبيل موعد الاستفتاء المقرر 9 يناير؟ - لأنه تم اختطافها، وأبناء «الدينكا» المتنفذين وعلى رأسهم الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الدكتور فرانسيس دينق يصعِّدون الأمر لمصلحتهم، والمؤتمر الوطني لحسابات يحسبها هو لإرضاء الغرب تصور أن أبيي قرية، مع أنها قطاع يبلغ امتداده نحو 125 ميلاً وعدد سكانه من المسيرية لا يقل بحال من الأحوال عن مليون نسمة، وقطيع من الماشية يمثل ثلث القطيع القومي في السودان، إذ يبلغ تعداد أبقار المسيرية عشرة ملايين رأس. ولماذا تنتقد «المؤتمر الوطني» وقد جاء باتفاق سلام؟ - طوال سنوات الحرب على مدى 23 عاماً لم تصل قوات «الحركة الشعبية» إلى منطقة بحر العرب مطلقا، وقد انتصر «المؤتمر الوطني» بأبناء المسيرية الذين كان يأخذهم فيما يعرف باسم قتال الموت، لأن الجيش السوداني تقريباً تمرد بسبب هزائمه المتتالية، ثم جاءت اتفاقية السلام لتسمح لقوات الحركة بالتوغل شمالاً، والآن جيش الحركة موجود شمال حدود عام 1956 وموجود في أبيي التي لم يكن يصل إليها في السابق بسهولة، في حين أن الجيش السوداني كله انسحب شمال حدود 1956. لماذا ترفضون الوصول إلى تسوية بشأن أبيي؟ - الصراع في أبيي صراع وجود لا صراع حدود، وهناك دراسات تشير إلى أن الصحراء تزحف جنوبا بمعدل 5 كيلومترات سنويا، والآن نحن نواجه مشكلة تكاثر أعداد الماشية وتقلص مساحة المرعى، وبحكم أننا مجتمع بدوي رعوي ليس لدينا حرفة غير الرعي، فإن فقداننا لبحر العرب أو لأبيي هو حكم بالإعدام. الضغوط على «المؤتمر الوطني» كبيرة بشأن أبيي، هل تتوقعون أن يضحي بكم في إطار تسوية ما؟ - «المؤتمر الوطني» ضحَّى بالسودان كله، ولا يهمه غير مقعد السلطة، حتى لو ذهبت أبيي إلى الجحيم، لكن هذا مستحيل، لأن هذه أرضنا ولن نقتلع منها، وإذا استدعى الأمر فسنقاتل «المؤتمر الوطني» في شوارع الخرطوم والمجلد وفي كل مكان، وسوف نقاتل كل من يريد منا التخلي عن أبيي أو يريد أن يفرض علينا الحلول التي يراها. ما رأيك في الحلول التي تطرحها «الحركة الشعبية لتحرير السودان» على لسان أمينها العام باقان أموم الذي تحدث عن فدية أو قرار جمهوري أو استفتاء برد أبيي إلى الجنوب؟ - ما يقوله أموم مهين ولايجوز أن يقال ومرفوض جملة وتفصيلاً، فأرض أبيي رويت بدماء أبناء المسيرية، فكم سيدفع لنا باقان فدية، والفدية تدفع لعصابة أو لص اختطف شيئا ليعيده، كما أن المؤتمر الوطني لايملك أبيي أو المسيرية، وإذا أعطى «المؤتمر الوطني» أبيي ل»الحركة الشعبية» والجنوب فهو عطاء مَن لا يملك لمن لا يستحق. هل تخشى تجدد الحرب؟ - الانفصال من الناحية الواقعية والفعلية قد تم، وتبقى فقط المسائل المراسمية، وأنا متشائم بالنسبة للجنوب الذي أتوقع أن يدخل في خمس حروب في آن واحد، الأولى حرب داخل «الشلك» بين باقان أموم ولام أكول، والثانية حرب بين قبيلتي «الشلك» و»النوير»، والثالثة حرب بين «الشلك» و»النوير» ضد قبيلة «الدينكا»، والرابعة حرب بين القبائل النيلية الثلاث «الشلك» و»النوير» و»الدينكا» ضد القبائل الاستوائية، أما الحرب الخامسة فستكون بين الشمال والجنوب، وهذه الحروب ستجعل السودان مثل رواندا.