أفرجت الأجهزة الأمنية فى وقتٍ مُتأخّرٍ من مساء الجمعة 27 سبتمبرعن مُراسل قناة (العربيّة) بالسودان، والمُذيع بقناة (النيل الأزرق) الأُستاذ سعدالدين حسن بعد إستدعائه وإحتجازه من قبل الأمن لعُدّة ساعات، حيث تمّ التحقيق معه حول تغطية القناة للأحداث فى السودان، والتغطية الحالية للأحداث، وظلّ جهاز الأمن يُعبّر عن سخطه من خطّ (العربيّة) التحريرى، ويصنّفه بالمعادى، هذا وقد تمّ إغلاق مكتب القناة بالخرطوم وسحب ترخيص العمل لأجل ٍ غير مُسمّى، وفي منحى مشابه تمّ إغلاق مكتب قناة (سكاى نيوز) بذات الدعاوى، كما تم إستدعاء وإطلاق سراح مراسل قناة (الحرة) بالخرطوم عبد الباقي العوض. وتعلّق السطات الأمنية صدور صحيفة (المجهر) لخمسة أيام منذ الجمعة 27 سبتمبر، ومنعت صدور صحيفة (السوداني) يوم السبت 28 سبتمبر، في ظل إمتناع (الأيام)، و(الجريدة) و(القرار) عن الصدور وفق الشروط الأمنيّة، كما أطلقت السلطات سراح الكاتبة الصحفية (رانيا مامون) يوم الثلاثاء 25 سبتمبر بعد حوالي (24) ساعة من إعتقالها وضربها وآخرين في مركز شرطة بمدني. ويتّبع جهاز الأمن تاكيكاً صحافياً منفياً للأخلاق، حيث بدأت بعض الصحف المملوكة لجهاز الأمن أو التى إرتضت أن تتعاون أمنيّاً بنشر مواد صحفية وأخبار مدسوسة (يفبركها) و يُعدّها جهاز الأمن ويبعث بها للصحف "المتعاونة" لتُنشر بأسماء صحفيين وصحفيّات بعد تشويهها وإخراجها من سياقها الرئيسي، وأحياناً دون مشاركة الصحفيين في إعداد تلك المواد، بل ودون موافقتهم على ذلك !.وهذه جريمة، وسابقة خطيرة يُقدم عليها جهاز الأمن ينبغى فضحها وكشفها وإدانتها والتصدّى لها إعلاميّاً وقانونيّاً وبكافة السثبل المتاحة والممكنة. وماتزال غالبية المواقع الإخبرية والإجتماعية والإذاعات غير المرتبطة بالسلطة تتعرّض لمحاولات التشويش والحجب والتهكيرالأمنى بصورة ممنهجة ومُستدامة، إلّا أنّ نُشطاء ومُتصفّحى الإنترنت داخل السودان، وبمعاونة النشطاء في الخارج يستخدمون تقنيات لكسر الحجب، وتيسير عمليّة الوصول للمواقع المحجوبة للمتصفّحين ، فى سبيل إبراز الحقيقة للناس أجمعين. وتوالت ردود الفعل المُرتبطة بالإنحياز للضمير المهنى ولشرف المهنة، ولنبض الشارع السودانى للإرادة الصحفيّة الرافضة للهيمنة والتسلُّط الأمنيين على مهنة الصحافة، حيث دعت شبكة الصحفيين السودانيين لإضراب عن العمل، وهي خطوة إيجابية، كما سجّل ثلاثة صحفيين من جريدة الصحافة موقفاً شُجاعاً مُعلناً بإعلانهم تقديم إستقالات مُسبّبة من جريدة (الصحافة) وهُم : مُستشار الصحيفة حيدر المكاشفي، والصحفيّتان هند رمضان وسارّة تاج السر، والصحفى عزالدين أرباب. إنّنا فى صحفيون لحقوق الإنسان (جهر) إذ نُعبّرعن تضامننا مع زملاء وزميلات المهنة، ندعو لمواصلة المُقاومة، بحيث تصبح جماعيّة ومُنظّمة، ونؤكّد أنّ الشجاعة والبسالة والتضحيات الصحفية لن تذهب هدراً، إنّما ستصب فى نهر العطاء والبذل الذى تبذله قطاعات أخرى من الشعب فى سبيل العزّة والكرامة وإنتزاع الحقوق، مؤكّدين أنّ مثل هذه المعارك هى خطوة تراكميّة، فى طريق (الإضراب السياسى العام) و(العصيان المدني) الذى به يتحقّق شعار (إسقاط النظام). نرجو فى (جهر) مُواصلة مدّنا، والجهات ذات الصلة كافّة ، بالمستجدّات والأخبار المؤكّدة فى جبهة الإنتهاكات الأمنيّة، وبذات القدر فى جبهة المُقاومة والصمود والتحدّى والإنحياز لشرف المهنة وللشعب، ويقيننا أنّ مهام الرصد والتوثيق والإبلاغ، مهام عسيرة، وفوق طاقات وقدرات أىّ شخص، أو تنظيم بمفرده، مهما كانت إمكانياته، ولكن يُمكن تذليلها بالعمل الجماعى الخلّاق، ونُجدّد دعوتنا للجميع بالتواصل معنا، ومع غيرنا لإنجاز المُهمّة، وندعو الجميع لرفع درجات التنسيق، لإنجاز مهامنا فى سبيل أن لا تغيب الصحافة عن مواقع الأحداث ، وان ترفد الشعب السودانىوالعالم اجمع بالحقيقة التى يسعى النظام وأجهزته الأمنيّة إلى حجبها أوطمسها بالأكاذيب والتلفيقات والكذب الرخيص . - إتخاذ المواقف بشكل جماعي ضمانة لنجاح خطواتنا. - رصد، وتوثيق، ونشر الإنتهاكات مسئولية جماعية. تناشد (جهر) كافة المهتمِّين/آت (الأفراد/ الجماعات/ المؤسسات) بقضايا رصد وتوثيق الإنتهاكات بالتواصل مع (جهر) عبر مختلف الطرق المُتاحة، والبريد الإليكتروني ل (جهر) : ([email protected]) صحفيون لحقوق الإنسان (جهر) 28 سبتمبر 2013