في زمن أصبح فيه رأس الحربة الكلاسيكي، من امثال الظاهرة رونالدو وإنزاغي وباتيستوتا، "عملة نادرة" بمختلف ملاعب كرة القدم حول العالم، برع نادي أتلتيكو مدريد الإسباني خلال العقد الاخير في انتاج دفعات متتالية من المهاجمين الواعدين ممن يحملون كل صفات الرقم "9" المثالي. فبداية من فرناندو توريس مرورا بسرخيو أغويرو ودييغو فورلان وراداميل فالكاو وانتهاءا بدييغو كوستا، أثبت أتلتيكو أنه أفضل مصنع لرؤوس الحربة وأهم مصدّر لهم الى كبرى أندية العالم. 1 - توريس: استهل "النينيو" مشواره الاحترافي بقطاع الناشئين بالنادي المدريدي حتى ارتقى الى الفريق الأول عام 2000، وبمرور السنوات تحول إلى أحد أبرز نجومه على مر التاريخ حتى موعد رحيله في 2007 إلى ليفربول الإنكليزي، علما بأن الفريق قضى موسمي 2000-2001 و2001-2002 في الدرجة الثانية. سجل توريس نحو 90 هدفا في 250 مباراة مع الروخيبلانكوس، وخلال تلك الفترة لمع اسمه مع منتخب الشباب الإسباني تحت 16 و19 عاما وبات هدافه الأول وحصل معه على بطولتي أوروبا ولقب الهداف في كليهما، وكان ناديه بوابة للمرور إلى المنتخب الأول لخلافة الأسطورة راؤول غونزاليس لاحقا. شد توريس الرحال إلى الدوري الإنكليزي ليتألق في صفوف ليفربول بين 2007 و2011 وسجل له نحو 80 هدفا في 140 مباراة، قبل أن ينتقل الى الغريم تشيلسي بهدف حصد الالقاب، وبالفعل تمكن من التتويج بدوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي بجانب كأس إنكلترا رغم أدائه غير الثابت، أما على صعيد المنتخب فقد كان ضلعا أساسيا بالجيل الذهبي للماتادور المتوج بيورو 2008 و2012 وبينهما الانجاز الأبرز مونديال 2010. 2 - أغويرو: اصطاد أتلتيكو موهبة الساحر الأرجنتيني الصغير من اندبندينتي ببلاد التانغو، وضمه إلى صفوفه في 2006 ليتحول لاحقا إلى أحد أبرز نجوم كرة القدم حيث خلف تركة قوامها 100 هدف في نحو 230 مباراة، وكان صاحب دور فعال في التتويج بالدوري الأوروبي والسوبر الأوروبي عام 2010 قبل أن يتجه لصناعة المجد في البريمييرليغ مع مانشستر سيتي في 2011. دخل أغويرو مع السيتي التاريخ بقيادته للتتويج بالدوري في موسمه الأول، ثم نال معه الكأس في الموسم الثاني، وخلالهما سجل 50 هدفا في 90 مباراة، حاجز مكانة بارزة بين خيرة مهاجمي أوروبا والعالم. خلال فترة تواجده مع أتلتيكو تمكن من الفوز مع منتخب الأرجنتين بالميدالية الذهبية في أوليمبياد بكين 2008، بجانب مونديال الشباب 2007 للمرة الثانية على التوالي بعد 2005، ومنحه الفيفا جائزة أفضل لاعب صاعد في 2007. 3 - فورلان: نجم أوروغواي الأسطوري كان علامة بارزة في تاريخ أتلتيكو وعاش معه أفضل سنوات نضجه الكروي، فبعد تجربة غير موفقة مع مانشستر يونايتد الإنكليزي استعاد فورلان وتيرة التألق مع فياريال في الليغا، لكنه حقق نجاحات أكبر في مدريد مع الفريق الأبيض والأحمر، وشكل ثنائيا متميزا مع أغويرو. أبهر فورلان الجميع بمستواه مع "الغواصات الصفراء" بتسجيله نحو 60 هدفا في 130 مباراة بين عامي 2004 و2007، وفوزه بلقب "البيتشيتشي" أو هداف الليغا بموسمه الأول 2004-2005 ، لكن ارقامه تضاعفت مع أتلتيكو الذي لعب له بين 2007 و2011 ، حيث أحرز نحو 96 هدفا في 196 مباراة، ولعب دورا رئيسيا في ثنائية اليوروبا ليغ والسوبر الأوروبي 2010 ، كما فاز بلقب البيتشيتشي للمرة الثانية بموسم 2008-2009. أفضل انجازات فورلان مع منتخب السيليستي تحققت وهو مع أتلتيكو، حيث قاد بلاده للتتويج بلقب كوبا أمريكا 2011 بعد الحصول على المركز الرابع في مونديال 2010 الذي اختير كأفضل لاعب فيه، ولكن بعد أن ترك الفريق انطفأت نجوميته مع إنتر ميلانو الإيطالي ويلعب حاليا لانترناسيونالي البرازيلي. 4 - فالكاو: "النمر" الكولومبي جاء كموهبة متميزة من بورتو البرتغالي، لكن أتلتيكو جعل منه نجما عالميا يناطح ميسي ورونالدو وتتنافس عليه كبرى أندية القارة العجوز. قدم ابن ريفر بليت الأرجنتيني عروضا مبهرة مع بورتو، فسجل 72 هدفا في 87 مباراة وقاده لرباعية الدوري والكأس والسوبر محليا بجانب لقب الدوري الأوروبي 2011، ومع انتقاله لأتلتيكو لتعويض رحيل أغويرو وفورلان أثبت أنه حبة جديدة في عنقود أساطير النادي الإسباني. خلال موسمين فقط سجل فالكاو 70 هدفا في 90 مباراة، وقاد أتلتيكو لثلاثية الدوري الأوروبي والسوبر الأوروبي ثم كأس الملك، وصنف كأفضل رأس حربة صريح في العالم، ورغم العروض التي انهالت عليه من عمالقة أوروبا، الا أنه اختار الانتقال لموناكو الثري بعرض مادي ضخم ، ويؤدي حاليا مستويات رائعة في الدوري الفرنسي. 5 - دييغو كوستا: أنسى اللاعب البرازيلي جمهور فيسنتي كالديرون أحزان وداع فالكاو، فقدم في الموسم الماضي عروضا متميزة نافس بها فالكاو نفسه، وها هو يلعب دور البطولة منفردا خلال الانطلاقة المذهلة لفريقه في الليغا. تنقل كوستا بين الكثير من الفرق في الليغا بعد خروجه من براجا البرتغالي، فلعب في صفوف سلتا فيغو والباسيتي وبلد الوليد ورايو فايكانو، لكنه استقر في أتلتيكو الموسم الماضي بعد تسجيله 20 هدفا في 44 مباراة، لينصب نفسه هدافا ثانيا بعد فالكاو. واستهل كوستا الموسم الحالي على أفضل ما يكون، مسجلا ثمانية اهداف في سبع مباريات ليعتلي صدارة هدافي الليغا بالتساوي مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وبإمكانه الانفراد بالصدارة مستغلا غياب هداف برشلونة لفترة لن تقل عن أسبوعين بسبب الإصابة. يقود دييغو حاليا حلم أتلتيكو بكسر احتكار البرسا والريال للقب الليغا الذي بدا حقيقة بعد الفوز على ريال مدريد بعقر داره سانتياغو برنابيو بهدف من توقيعه، في الوقت الذي اقترب فيه من الانضمام لمنتخب إسبانيا بطل العالم وأوروبا.