شارك عشرات السودانيين يتقدمهم أعضاء "الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة" في مسيرة جابت عددا من شوارع العاصمة الخرطوم، لرفض استفتاء الجنوب والاعتراض على وجود الحركة الشعبية بالشمال في حال انفصال الجنوب المتوقع. وهتف المتظاهرون باسم الشريعة الإسلامية، رافضين في الوقت ذاته وجود الحركة الشعبية في شمال البلاد "لما تحمله من أفكار علمانية". وأصدرت الرابطة فتوى في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه بحرمة الاستفتاء وبطلان اتفاقية السلام الشامل "لأنها تعمل على تمزيق السودان بعدما تأسست على مبادئ الإيغاد الباطلة". واعتبرت أن الاستفتاء على حق تقرير مصير الجنوب "من أعظم المخالفات الشرعية لأصل الدين وقاعدته لبلد يمثل المسلمون أكثر من نصفه"، مشيرة إلى أن أرض الإسلام "ملك للأمة الإسلامية، وأن النازل عن أرض المسلمين لأهل الفسق ليقيموا عليها شريعة الجاهلية كما في العراق لأمر غير مقبول". وقالت الرابطة إن أعداء السودان ما كادوا يفصلون الجنوب حتى بدؤوا يهيئون دارفور لذات المصير المظلم، متسائلة "بأي فقه يتم التنازل عن أرض المسلمين في الجنوب؟". واعتبرت أن فصل الجنوب "حرام شرعا لأنه سيغلق بوابة المسلمين الجنوبية على أفريقيا الغارقة في ظلمات الوثنية والشرك". ودعت رابطة العلماء والدعاة الحكومة إلى إصلاح ما أفسدته اتفاقية السلام التي وصفتها بالمشؤومة "لأن حكمها غير لازم"، مؤكدة أن "ما تعهدت به الحكومة لأميركا والغرب بقبول نتيجة الاستفتاء المعلوم سلفا ساقط شرعا وغير ملزم للمسلمين". من جانبه قال عضو الرابطة محمد عبد الكريم إن رابطته تعضد مسعى الرئيس عمر البشير لجعل الشريعة الإسلامية دستورا حاكما للبلاد دون الاعتراف بأي ثقافات أخرى "لأنه لا مجال للمساومة في ذلك"، مشيرا في حديثه للجزيرة نت إلي عدم القبول بوجود الحركة الشعبية بفكرها في الشمال أو السماح لها بمواصلة النشاط السياسي حال وقوع الانفصال.